عن دار ميسلون للطباعة والنشر والتوزيع صدرت مؤخرًا الطبعة الأولى من مجموعة قصصية للكاتب (فخر الدين فياض) بعنوان (امرأة النافذة). والكاتب هو روائي وصحافي سوري له العديد من المؤلفات. وقد جاءت مجموعته هذه ضمن 93 صفحة من القطع المتوسط.
حيث يمر الأديب عبر هذه القصص على العديد من المسائل الاجتماعية والسياسية، علاوة على حالة البوح الأقرب إلى الشاعرية التي ينهي بها مجموعته هذه.
يقترب في قصته (كريتو) من معاناة سقراط، وكيف يعيش المرء ضمن حالة من الاستلاب الإنساني، فيتجرع السم كما سقراط ثم “نهض يمشي في الزنزانة وحيدًا”.
لعل الكاتب وهو يرصد حالة المواطن السوري الخائف من خياله، وهو الذي يسمع قصص السجون السورية وما يجري فيها من استلاب لإنسانية الإنسان، يحاول غير مرة تسليط الضوء على بعض ما يدور في سورية. ” عاد إلى منزله تلاحقه هواجس الاستخبارات العامة لم يجرؤ على الاتصال بأحد رفاقه من الحزب، ليستشيره، إذ إن هذا الموضوع شبهة” ثم ” مشى تحت شمس آب جاب كثيرًا من طرقات العاصمة، لا يلوي على شيء، أفكاره مشتتة، صدأ في الدماغ، ورجفة في القلب”.
في قصته (امرأة النافذة) يحاول أن يرصد قضية التحول في الثورة السورية، إلى القتل البراميلي الذي ينزل فوق رؤوس البلاد والعباد من قبل نظام فاجر ليقول ” يرتفع عويل الأطفال وندب النساء ويختلط بأصوات قذائف الحوامات التي بدأت تقترب من الملجأ”.
ليعود الكاتب محاولاً القول مع (رسام الوجوه) ” شعر أن ملامح الوجوه قد ضاعت من ذاكرته إلى الأبد “.
يتجول الكاتب (فخر الدين) بين عناوين كثيرة لقصصه من (المفكر) إلى (الفحل) إلى (اعزاز) وصولًا إلى (شلة الهندسة)، عبر سياقات اجتماعية يلفها الألم، دون أن تفقد حالة الأمل. بل كان الأمل دائمًا ضمن تلافيف ومنعرجات القص الأدبي لديه، كحالة متجسدة، بين السطور، وعبر الشخوص.
فكانت مجموعة قصصية أدبية متوازنة متسقة مع بعضها، تحاول إنجاز قصًا أدبيًا جديدًا، وعملاً منجزًا، يحاكي كل الهموم التي علت فوق محيا الوطن السوري الجريح.