أكد رئيس الوزراء العراقي المكلف عدنان الزرفي، أنه لن يعتذر عن مهمة إكمال الحكومة الجديدة، موضحاً، في بيان له، مساء الجمعة، أنه سيقوم بتقديم برنامج حكومته إلى مجلس النواب، السبت، مع طلب رسمي يقدم إلى رئيس البرلمان محمد الحلبوسي، من أجل عقد جلسة منح الثقة.
وجاء ذلك بعد ساعات من مغادرة وفد إيراني يرأسه الزعيم الجديد لـ”فيلق القدس” الإيراني، إسماعيل قاآني، قالت مصادر سياسية في بغداد، إنه بحث الأزمة السياسية في البلاد، وطرح بدلاء جدداً لتشكيل الحكومة الجديدة.
وأضاف الزرفي: “لن أعتذر عن استكمال مهمتي المتمثلة في تشكيل الحكومة مطلقا، ولن أتراجع عن دستورية التكليف، ولن أخذل من ساندني ووقف معي من القوى المجتمعية والسياسية”، مبيناً أنّ تكليفه بتشكيل الحكومة تم وفقاً للدستور، وأنّ المشاورات مستمرة لحين إكمال التشكيلة الوزارية وعرضها على مجلس النواب.
ولفت إلى أنه سيقوم بتشكيل حكومة وطنية تستمد شرعيتها من البرلمان بعد التشاور مع الكتل البرلمانية مع مراعاة تلبية مطالب الشارع، مشيراً إلى أنّ الخيار يبقى لأعضاء البرلمان والكتل السياسية الوطنية في ما يتعلق بمنح الثقة للحكومة الجديدة، بما يتوافق مع رغبة الشارع والتوافق وتوجيهات المرجعية الدينية في النجف.
وأشار رئيس الوزراء العراقي المكلف، إلى أنّ حكومته “ستعمل على عدة محاور مهمة، تبدأ بالعمل على إيجاد حلول للأزمة المالية التي تضرب البلاد، وفرض هيبة الدولة وسيادة القانون، وإجراء انتخابات حرة ونزيهة وشفافة، وكذلك العمل على خلق توازن في العلاقات الدولية بشكل يمكن أن يضمن وجود عراق قوي ووسطي”.
يأتي ذلك في وقت تتحدث مصادر سياسية عراقية مطلعة على حوارات الزرفي، عن أن الأخير لا يزال يواصل اتصالاته ببعض القوى التي لم تعلن معارضتها له بشكل نهائي، وكذلك ببعض النواب بشكل منفرد، موضحة لـ”العربي الجديد”، أنّ الفريق الآخر المعارض للزرفي لا يزال يواصل جهوده للبحث عن بديل على أمل انسحابه، أو فشله في نيل ثقة البرلمان.
وقال عضو البرلمان عن تحالف “الفتح” (الجناح السياسي للحشد الشعبي)، حسن شاكر، إن الزرفي لا يزال مرفوضاً من قبل تحالفه، مضيفاً، في تصريح صحافي، أنّ رئيس الوزراء المكلف لن ينال ثقة البرلمان.
ودعا الكتل السياسية إلى تكثيف اجتماعاتها، من أجل اختيار شخصية لرئاسة الوزراء قادرة على إدارة البلاد في المرحلة المقبلة.
من جانبه، أكد العضو السابق في البرلمان العراقي، عزت الشابندر، أنّ القوى السياسية التي ترفض الزرفي في العلن، تقبله في السر.
وكتب، في تغريدة على موقع “تويتر”: “أطراف شيعية يقض مضجعها ولا يغمض لقادتها جفن لأن رئيس الجمهورية قد (خالف) الدستور بترشيح من يقبلونه سراً ويرفضونه علناً، ولكن بنفس الوقت لا يرف لهم جفن وهم يعطلون البلاد ويذبحون العباد خمسة أشهر بسبب مصالحهم التي تحول دون اتفاقهم على مرشحٍ بديل لمن خذلوه”.
المصدر: العربي الجديد