عقدت يوم الأربعاء 7/7/2021 الجلسة السادسة عشرة لمسار أستانا، المسار الذي اخترعته روسيا للالتفاف على المسار الأممي في جنيف الذي وضع خارطة طريق للخروج من المقتلة السورية التي مارسها النظام ضد شعبه، للبدء بعملية سياسية انتقالية، ولكن روسيا التي تدخلت عسكريًا بقوة في سورية عام 2015 بطلب من النظام وإيران الموجودة في سورية مع داعميها ومليشياتها منذ عام 2012 أصبحت الداعم الرئيسي للنظام ضد شعبه وعرقلت بالفيتو أي تقدم بالعملية السياسية ومتطلباتها. حضر الجلسة في أستانا وفد المعارضة ووفد النظام ثم وفود الدول الضامنة تركيا وروسيا وإيران ثم وفود بشكل مراقب من العراق ولبنان والأردن ومنظمات دولية مهتمة، كما حضر الاجتماع غيربيدرسون مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى سورية، وكالعادة لم يحقق الاجتماع أي اختراق في الملفات المطروحة، فما قيل عن منطقة منزوعة السلاح حول طريق إم4 اتفق عليه وزير الخارجية التركي مع نظيره الروسي قبل الاجتماع وهو مجرد تفعيل لاتفاق آذار/مارس بين روسيا وتركيا لإعادة المراقبة وتسيير الدوريات المشتركة التي توقفت، ولتسويق الأوهام جرى تبادل خمسة أسرى للجيش الوطني مع عدد مماثل من النظام ليقال أن مسار المعتقلين يحظى باهتمام ومتابعة، جرى اللقاء ومحافظة كاملة محاصرة حصارًا خانقًا من النظام والروس وهي درعا مهد الثورة التي لم تدخل في سلطة النظام كما يريد إلى الآن رغم كل الضغوط والمغريات والقصف والتهجير والاعتقالات وكل أنواع الضغوط، الجديد أن الروس يهددون أهالي درعا عبر{إفلات} الميليشيات الإيرانية على درعا، وكلمة إفلات عادة تستعمل للحيوانات وليس للبش، وهذا وصف دقيق لهذه المليشيات الإرهابية الطائفية.
العملية السياسية متوقفة باعتراف بيدرسون وهذا مطلب روسي، وقد أعطى مؤتمر روما الأميركي من أجل سورية الضوء الأخضر لأستانا عندما رفض الوزير الأميركي رئيس المؤتمر أن يربط المساعدات وإعادة الإعمار ببدء عملية سياسية تفضي إلى هيئة حكم انتقالي كما نص قرار مجلس الأمن ببنده الأول لذلك تم تجاهل هذا البند واستبدلته روسيا باللجنة الدستورية التي تدور بحلقة مفرغة دون أي إنجاز، والآن بعد الانتخابات المهزلة لم يعد هناك ضرورة للدستور ويمكن تأجيل العملية سبع سنوات أخرى. الآن وبعد أن أقر مجلس الأمن تمديد مرور المساعدات من معبر باب الهوى بعد أن أغلقت روسيا المعابر الثلاثة الأخرى نعرف أن بايدن حصل على التمديد في القمة التي جمعته مع بوتن الشهر الماضي ولكن لانعرف إلى الآن ماذا أخذ بوتين من أميركا في الملف السوري فطلباته كثيرة أولها محاولته مع بايدن شرعنة الانتخابات السورية التي قوبلت بالرفض ولا مانع من استثناءات لشركاته وشركائه من قانون قيصر. ولانعرف إلى الآن هل حصل على أي معبر آخر بين مناطق المعارضة والنظام. من المعروف أن أميركا وتركيا ستستمر بتمرير المساعدات بقرار أممي أو بدونه ولكن عندما يكون هناك قرار فهذا أفضل.
إلى الآن لايفهم في هذا المسار دور من يسمون أنفسهم معارضة، فماذا أنجزت هذه المعارضة بوفدها (العظيم) وقد كان مطلوب منها قضيتين رئيسيتين: العملية السياسية وملف المعتقلين وهي لم تفتح فمها في هذه الملفات حتى حصار درعا لم يكن له ذكر أما القضايا الأخرة لقد تكفلت بها قوى ودول أخرى كملف المعابر والمنظقة المنزوعة السلاح الخ. لن يكون هناك صوت في المحافل الدولية والإقليمبة إلا باستبدال هذه الوجوه الشائهة الكالحة بممثلين حقيقيين للشعب السوري وثورته المستمرة.
روسيا ابتدعت مسار أستانا للالتفاف على أي جهد حقيقي لعملية سياسية حقيقية، ولاشك بأن عدم اكتراث أميركا بعملية سياسية حقيقية يعطي الروس المجال للتحكم في الملف السوري وهي حليفة النظام وليست حيادية. وكلما وجدت روسيا نفسها في مأزق تدعو لاجتماع مسار أستانا البائس، فهي تتحكم بملف المساعدات ولاتقدم أي منها ف80 بالمئة من المساعدات تأتي من الاتحاد الأوربي وأميركا و20 بالمئة من اليابان وكوريا، كما تقسم المساعدات على الشكل التالي:40 بالمئة للمناطق خارج سيطرة النظام، و40 بالمئة لمناطق النظام و20 بالمئة لمناطق قسد، يسرق الكثير من المساعدات ويعاد بيعها والاتجار بها وكثيرون من أزلام النظام وما يسمى المعارضة جنوا الثروات الطائلة من وراء ذلك.
لابد من معارضة حقيقية نزيهة.وعندما قبض أحمد الجربا 400 مليون دولار بأمر من الملك عبد الله السعودي وقالوا له إنه أخذها لنفسه قال عبد الله هذا ولدنا. وعلى ذلك فقس. حمى الله سورية وأعانها على ماتعانيه.
المصدر: اشراق