تجاوز الرئيس الامريكي جو بايدن المائة يوم الاولى ويزيد.وقد بدا العالم وكانه في حقبة جديدة تختلف عن حقبة سلفه..كل شيئ تغير..وجميع الدول تغير وتصوغ استراتيجياتها او سياساتها بما يتناسب مع الحقبة البايدانية الجديدة.
تغيرت التموضعات الاقليمية والدولية.وحدث ماكان يظن قبل اشهر بالمعجزات .بات امرا واقعا..
اصلاح العلاقات الاوربية الامريكية وعودتها لمسارها الطبيعي..وانخراط امريكي متسرع بمحادثات فيينا لتجديد الاتفاق النووي 5+1 مع ايران مع قبول كثير من الشروط الايرانية الشكلية لاتمام الصفقة بنهاية هذا الشهرورفع العقوبات الاقتصادية المتعلقة بالملف النووي الايراني وابقاء غيرها المتعلق بقوانين دعم الارهاب او انتهاك حقوق الانسان
ثم تم تصعيد مفاجئ الملف الاوكراني والضغط على روسيا واتهام الرئيس الروسي بالقاتل ثم تبريده فجاة .واصلح الرئيس الامريكي ما افسده سلفه ان كان بالانسحاب من منظمات واتفاقيات دولية (المناخ ومنظمة الصحة العالمية والانروا) واصلاح مافسده ترامب بمسألة القدس والضفة الغربية والجولان المحتل.
على صعيد الشرق الاوسط واستكمالا للمصالحة الخليجية بدا يلوح بالافق غزل تركي مع كل من السعودية ومصر (وهذه كانت من المحرمات) بل لقاءات غير معلنة ببغداد بين المملكة العربية السعودية وايران غايتها تبربد الاجواء وتخفيف التوتر.واقلاع الحوثي عن تحرشاته بالمملكة ..
ابضا ساهمت دبلوماسية رمضان بكسر الجليد التركي المصري السعودي .اذ تم اربعة اتصالات هاتفية بين الرئيس التركي والملك السعودي من بداية العام توج بالاتفاق على عقد مباحثات بين خارجيتي البلدين لتطبيع العلاقات.
المسار التركي المصري كان اسرع اذ عقدت الحولة الاولى من المباحثات بين البلدين على مستوى نائب وزير الخارحية وسيتبعها زيارة جاوويش اوغلو للقاهرة قريبا
طبعا سينعكس التقارب التركي مع مصر والسعودية ايجابا على القضية السورية.
مايهمنا هنا الاشارة لحدثين مهمين حدثا قريبا .اولها زيارة وفد امني اسرائيلي عالي المستوى الى العاصمة الامريكية على امل بذل جهد اخير عله يسعى بثني واشنطن عن التوقيع على اتفاق نووي جديد وقريب مع ايران.وكما رشح من اخبار ان خيار الادارة الامريكية كان محسوما لصالح توقيع الاتفاق.
الحدث الثاني المهم هو الخبر الذي اوردته صحيفة الغارديان عن زيارة سرية قام بها العميد خالد الحميدان رئيس جهاز الاستخبارات السعودية(وهو نفسه من قام برئاسة وفد بلاده بمحادثات بغداد الاخيرة مع ايران)..الى دمشق والتقى خلالها علي مملوك وربما بشار نفسه…ولم يصدر نفي رسمي للخبر لامن السعودية او النظام السوري
الامر الذي يدعو لتوقع السيناريو التالي؛
كانت جائزة الترضية الممنوحة لاسرائيل نظير التوقيع الامريكي للاتفاق مع ايران هو المساهمة او المباشرة بطرد ايران من سورية(سورية التي تمثل واسطة العقد وجوهرة التاج للمشروع الفارسي).
ايران كانت قد قدمت للسعودية الضغط على الحوثي للدخول بمفاوضات سلمية مع خصومه على الطريقة الليبية وتبريد الملف مقابل دعم الرباض وحلفائها للاتفاق النووي الجديد او عدم الاعتراض عليه..
ماحدث مؤخرا عودة سعودية للانخراط بالملف السوري بقوة للعب دور مرتجى منه تعويم بشار عربيا مقابل انخراطه مع الروس والامريكان والاسرائيليبن في مطلب اخراج ايران من سورية.
وهنا كان قطع الصمت الامريكي عن اي تصريح او موقف رسمي من التدارة الامريكية طيلة المدة الماضية بالشان السوري.. عصى وجزرة امريكية.
المصدر: ( كلنا شركاء )