يصعب الكلام عن أخ أو صديق رافقته لسنوات عديدة وأصبحت تشعر انه أصبح جزء من حياتك العامة والخاصة ثم تفقده فجأة … هذا هو الراحل محمد خليفة ابو خالد..
لقد كان ابو خالد ثائرا حقيقيا ربط الكلمة بالفعل .. فكان كاتبا وشاعرا وسياسيا ومفكرا .. وكان بنفس الوقت جاهزا لتطبيق مايؤمن به عملا وفعلا على واقع الأرض…
كان يحاول حشد طاقات الآخرين في عمل منظم واحد بإصرار وتفان بلا يأس او تردد… فهو لا يعرف التردد او الخوف من الفشل بل كان مؤمنا بأن النجاح والنصر قادم… وما علينا سوى الصبر .. وان الفجر قادم وقريب.
لقد كان ابو خالد صاحب أفكار خلاقة ومبدعة في تنظيم الجهود لتصبح جهدا جماعيا مشتركا ناجحا..
وكان مبادرا في التواصل مع الاخرين فلا ينتظر مبادرة الآخرين فقط.. حتى لو اضطر للسفر بين دولة واخرى بهدف توحيد الجهود ونجاح العمل..
كان إيمانه بالعروبة والصدق مع الاخرين ووضوح الرؤية عنده من اهم سمات شخصيته القوية في إقناع الآخرين بما يؤمن به..
لذلك كان ابو خالد كان سببا في نجاح الكثير من المبادرات التي كنا نشارك فيها سويا مع الاخرين…
يصعب الحديث عن شخص قضى جل عمره مطاردا من حكومة وطنه ومطاردا من حكومات عديدة أخرى كانت تريد منه السكوت او العمل لصالحها… لذلك كان عاجزا في ان يستقر طول حياته في دولة واحدة لفترة طويلة وإنما قضى عمره متنقلا وراحلا من دولة إلى دولة أخرى بسبب حرية الكلمة وحرية القلم الذي كان يسخره للكتابة في ما يؤمن به في العديد من الصحف العربية .
الحقيقة اننا سنفتقد غيابه في المستقبل الذي ننشده ونسعى له .. مستقبل متحرر من الاستبداد وفي وطن حر…
رحمه الله.. والعزاء الكبير لكل أحرار الوطن على امتداد الساحة العربية كلها