رحمك الله يا ابا خالد
لقد كنت رجلا في زمن عز فيه الرجال
و فكرا نيرا في زمن ارتهن فيه الفكر
وروحا حرة في وقت ندر فيه الاحرار
من دون تبجح ولا تكبر ولا تصنع
تذكرت اياما طيبة من الماضي البعيد ايام كنا نجتمع لنتبادل الافكار ونستمع الاشعار وندلي بارائنا حول الاشعار والافكار دونما كلفة او تحفظ
لا احد وصي على احد ولا احد يرفض الاخر و لو اختلفنا في الاراء فكل يحترم راي الاخر ويوده ويحبه في الله
جمعنا الادب والشعر ولكن جمعنا قبل ذلك الاحترام المتبادل والوفاء للخلق والعمل لمصلحة الوطن والبشرية كل بطريقته وكل حسب رايه وتوجهه
ثم غادرت انت البلاد مضطرا وافترقنا عقودا من الزمان لاسمع منك من عدة سنوات نداء الاخاء والوفاء وجمعنا معا كرهنا للظلم والاستبداد والاستعباد
و كما فهمت منك
فقد اخترت انت الطريق الاصعب منذ ذلك الوقت وحتى الان و لم يكن عندك الا ايمانك بالله ثم ايمانك بمبادئك يسير بك في حياتك لتواجه الصعاب وتمشي في عباب هذه الحياة غير عابئ بالثمن الذي تدفعه في سبيل ذلك
كلمة واحدة سمعتها منك موخرا رسخت في ذهني بل جعلتني اعيد النظر في حياتي كلها وحري بكل من سمعها ان يفعل ذلك ويرى ان كان يستطيع ان يقول مثل ما قلته انت ” ان اجمل قصيدة كتبتها في حياتي على الاطلاق هي قصة حياتي ”
ما كنت اظنني سابكي كالاطفال بعد وصولي الى مرحلة الكهولة ولكنني لم املك الا ذلك اليوم وانا اسمع نبأ رحيلك ولكنها ان شاء الله رحلة الى مكان افضل “في مقعد صدق عند مليك مقتدر ” فما عرفت عنك الا كل خير ولا خبرت منك الا كل حسن
تدمع العين ويحزن القلب ولا نقول الا ما يرضي الرب انا لفراقك يا ابا خالد لمحزونون وانا لله وانا اليه راجعون
و جمعنا الله بك في جنات الخلد ان شاء الله
الدكتور احمد مضر صقال