في خضم الأحداث المتلاحقة وحرب كورونا الذي يكتسح العالم بقضه وقضيضه، ويتحول هذا العالم إلى حالة تشبه الحرب وحظر التجول وتصاريح للرؤساء ووزراء الصحة وإصابة مسؤولين ووفاة آخرين، وربما أن هذه الحرب ستسقط عمامة طهران عقب سقوط عمامة داعش، فالعمامة تاريخياً كانت رمز للعلم والأخلاق والفروسية بينما تقلدها اليوم مجرمون قتلة باسم الدين.
لكن تدميرهم سيكون في تدبيرهم، فاللذين سخّروا طاقاتهم للحروب والدمار والقتل من أجل النفوذ والتوسع على جثث الأطفال والنساء وأصبحت العقلية لديهم والاستراتيجية المتّبعة التي يتمحورون حولها تتجه نحو الحروب والقتل والفتك وليس نحو العلم والارتقاء في سلم الحضارة والمدنية، وهؤلاء أضعف ما يكونوا في حروب الوباء فيفتك بهم بشكل كبير وعنيف فأموالهم والمليارات تتوجه للحروب ودعم الحالة المليشيوية وليس لتدعيم مؤسسات الدولة وتطويرها، والكورونا وباء عالمي خطير وأمن دولي، فلا يُسمح العبث به وعدم مواجهة الوباء.
إيران اليوم بظرف تاريخي تعيشه تشبه الحشد الدولي على العراق عام 1990م من العقوبات الاقتصادية إلى المدة المعطاة لغاية حزيران مع التفاوض على الشروط الأميركية وموضوع النووي، لكن يُضاف لها اليوم وهو الأخطر حرب الوباء الذي يجتاح إيران ويستهدف عدد من القيادات والمعممين من مستشار رئيس الحكومة إلى وزراء ومسؤولين وضباط بالحرس الثوري فيعصف بسلطة إيران وسطوتها، وتلجأ إلى طلب مساعدة وقرض من صندوق النقد الدولي يقدر بخمسة مليار دولار من أجل مواجهة الوباء، وهنا أمام مشكلة هل يمنح إيران المفروض عليها العقوبات دولياً وإجرامها أم يتركها للوباء، وهم من صرفوا أضعاف هذه الأرقام في القتل والعبث بدول وشعوب المنطقة عبر الحرس الثوري الإيراني ، وارتداد هذا الواقع سيضع الشعب الإيراني في عزلة من السجن الموبوء الذي تتسبب به هذه القيادة الاجرامية التي أنفقت على القتل والدمار والاجرام ولم تنفق على الصحة والعلم والتنمية والازدهار.
طهران ومؤسساتها أضعف ما تكون أمام هذه الحرب حيث لا ينفع فيها الحرس الثوري الإيراني ولا تنفع فيها المليشيات الطائفية، لا ينفع فيها سوى العلم والمؤسسات القوية والرائدة، فلهذا وغيره ستهوي عمامة طهران، والضغط الكبير على الشعب الإيراني سيولد الانفجار من الداخل أو الارغام من الخارج و (يداك أوكتا وفوك نفخ) كما يقول المثل العربي.
فيروس الحرس الثوري الإيراني وأهدافه ونتائجه أخطر من كورونا، كوباء على الشعب الإيراني وعلى شعوب المنطقة، فالوباء يجلس لفترة ثم ينتهي، لكن هذا الوباء الذي فتك ويفتك منذ أربعين سنة بالناس وعقولهم فخطف الدولة وخطف دولاً عربية وخطف المال وعقول الشباب وخطف الدين الذي عنوانه لا إكراه في الدين.
وكان عنوانه نحكمكم أو نقتلكم، فالوباء اليوم سيعصف بإيران وقيادتها ويجعلها في عين العاصفة، آملين السلامة لكل الإنسانية والعار لكل القتلة والمجرمين.