بدأ نظام الأسد بانتشال رفات القتلى الذين دفنوا في حديقة صلاح الدين بمحافظة حلب، إثر قصف النظام للمنطقة حين كانت تسيطر عليها المعارضة، حيث كان الوصول إلى المقابر لدفنهم فيها أمراً خطيراً لصعوبة الطريق وانتشار قناصة النظام، لذلك لجؤوا حينها إلى دفنهم في حديقة الحي.
وقالت مصادر محلية لـ تلفزيون سوريا إن فرق الدفاع المدني في حكومة النظام إلى جانب مكاتب دفن الموتى وعمال البلدية نقلوا الجثث المستخرجة من الحديقة لدفنها في المقبرة الإسلامية.
من جانبه قال الناشط الإعلامي ورئيس مجلس حي صلاح الدين سابقاً عبيدة بعاج لـ تلفزيون سوريا إن نظام الأسد قام بإعطاء تعليمات للبلدية بنقل جثث القتلى من حديقة صلاح الدين، مشددًا على أن عملية النقل كانت “مذلة ومهينة للضحايا وأن أجزاء من رفاتهم بقيت مكان الدفن الأول”.
وأوضح الناشط الإعلامي شريف الحلبي وهو أحد المهجرين من مدينة حلب أواخر العام 2016، أنه خلال فترة حصار حلب لم يكن يوجد مقابر لدفن ضحايا قصف قوات الأسد على المدينة، ما دفع الأهالي لاستخدام الحدائق العامة كبدائل عن المقابر.
وأضاف الحلبي أن أخاه قُتل خلال فترة الحصار وجرى دفنه في مقبرة حديقة صلاح الدين إلى جانب أكثر من 15 جثة دفنت بجانبه في أقل من أسبوع.
وأشار “حلبي” إلى وجود العديد من الجثث تحت ركام الأبنية المدمرة، وذلك بسبب عجز الدفاع المدني آنذاك عن انتشالها لكثافة القصف وغياب المحروقات وباقي التجهيزيات اللوجستية خلال فترة الحصار.
وذكرت المصادر لموقع تلفزيون سوريا أن حديقة صلاح الدين شهدت أثناء عملية استخراج الجثث، انتشاراً لعناصر الأمن العسكري الذين طلبوا البطاقات الشخصية لذوي الموتى، الذين أتوا للمقبرة بهدف نقل جثامين أقربائهم.
ولم يأت أهالي القتلى الذين كانوا مطلوبين للنظام، إلى الحديقة لنقل رفات أقربائهم، خوفاً من أن يلقي الأمن العسكري القبض عليهم ويعتقلهم.
ودعا مجلس محافظة حلب في الـ 28 من الشهر الفائت، الأهالي الذين لديهم شخص مدفون في قبور حديقة حي صلاح الدين إلى الحضور للحديقة لنقل رفات ذويهم إلى المقبرة الحديثة أو مقابر عائلاتهم على نفقة مجلس المدينة.
وأكد المجلس أنه سينقل الرفات دون العودة إلى الأهالي في حال تخلفهم عن الحضور في الموعد المحدّد (الثلاثاء الماضي).
المصدر: تلفزيون سوريا