حطّت طائرة شحن روسية، يوم الإثنين، في مطار القامشلي بريف الحسكة، شمال شرقي سورية، وعلى متنها 75 عنصراً من ميليشيا “فاغنر” التي تدعمها روسيا، تزامناً مع ارتفاع حدة التوتر بين قوات النظام والقوات الكردية التابعة لـ”الإدارة الذاتية” في المنطقة.
ونقل “تلفزيون سوريا” عمّن وصفهم بالمصادر المطّلعة أن وحدات من ميليشيا “فاغنر” الروسية وصلت، ظهر اليوم، على متن طائرة شحن روسية إلى مطار القامشلي، في إطار التعزيزات التي تستقدمها قوات النظام إلى محافظة الحسكة. وأوضحت نقلاً عن المصادر ذاتها أن العناصر الذين تم استقدامهم أجانب، وقد تم جلبهم من مطار حميميم، الذي تسيطر عليه روسيا، في محافظة اللاذقية على الساحل السوري.
وتشهد محافظة الحسكة منذ أكثر من 20 يوماً توتراً بين قوات النظام السوري والقوات الكردية، نتج عنه تضييق على السكان المدنيين، وتوقّف عدد من المخابز والمؤسسات الخدمية.
وفي ريف محافظة إدلب، نشرت القوات التركية كاميرات حرارية على طريق حلب – اللاذقية (إم 4) قرب مدينة أريحا، بسبب كثرة الانفجارات والاستهداف المتكرر لمخافرها.
ويوم أمس الأحد، أطلق مسلحون مجهولون النار على نقطة حراسة تركية قرب قرية عين الحور في ريف اللاذقية الشرقي، ما أدى إلى إصابة جنديين بجراح.
وفي ريف حلب، أعلن الفيلق الأول، التابع للجيش الوطني السوري المعارض المدعوم من تركيا، قصف موقع لـ”قوات سورية الديمقراطية” (قسد) قرب قرية قيراطة في ريف حلب الشرقي، وقتل ثلاثة عناصر وإصابة آخرين.
وفي ريف القنيطرة جنوب غربي سورية، اغتال مسلحون مجهولون متعاوناً مع شعبة المخابرات العسكرية التابعة للنظام السوري في بلدة الرويحينة.
مقتل 113 مدنياً سورياً الشهر الماضي
من جانب آخر، وثّقت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” مقتل 113 مدنياً في سورية، خلال يناير/ كانون الثاني الفائت، على يد أطراف الصراع، بينهم 36 طفلاً وست سيدات، وثلاثة قضوا بسبب التعذيب، و18 قتلوا بسبب الألغام بينهم 16 طفلاً.
وأوضح التقرير الذي أصدرته الشبكة الإثنين أن 17 مدنياً بينهم ستة أطفال، وسيدتان قتلوا على يد قوات النظام السوري، فيما قتلت “قوات سورية الديمقراطية” مدنياً واحداً، وقتلت “هيئة تحرير الشام” ثلاثة أطفال.
كما سجَّل التقرير مقتل 92 مدنياً، بينهم 27 طفلاً، وأربع سيدات على يد جهات أخرى (لم يسمّها)، ومقتل ثلاثة أشخاص بسبب التعذيب، جميعهم على يد قوات النظام السوري.
واعتبر التقرير أن النظام السوري هو المسؤول الرئيس عن وفيات المواطنين السوريين بسبب جائحة كورونا، مشيراً إلى أنه وحليفه الروسي متَّهمان بشكل أساسي بقصف معظم المراكز الطبية في سورية وتدميرها، وبقتل المئات من الكوادر الطبية وإخفاء العشرات منهم قسرياً، موضحاً أنَّ قرابة 3327 من الكوادر الطبية ما يزالون قيد الاعتقال أو الاختفاء القسري لدى النظام.
وبحسب التقرير فإن الأدلة التي جمعتها الشبكة تشير إلى أنَّ الهجمات وُجّهت ضدَّ المدنيين وأعيان مدنية، كما ارتكبت قوات الحلف السوري – الروسي جرائم متنوعة من القتل خارج نطاق القانون، وشملت كذلك الاعتقال والتَّعذيب والإخفاء القسري.
وأكّد أن هجماتها وعمليات القصف العشوائي تسبَّبت في تدمير المنشآت والأبنية، مشيراً إلى أن هناك أسباباً معقولة تحمل على الاعتقاد بأنَّه تم ارتكاب جريمة الحرب المتمثلة في الهجوم على المدنيين في كثير من الحالات.
وطالب التقرير مجلس الأمن باتخاذ إجراءات إضافية بعد صدور القرار رقم 2254، مشدَّداً على ضرورة إحالة الملف السوري إلى المحكمة الجنائية الدولية ومحاسبة جميع المتورطين، بمن فيهم النظام الروسي بعد أن ثبت تورطه في ارتكاب جرائم حرب.
المصدر: العربي الجديد