حدث هنا.. في أميركا

جوناثان مايرسون كاتز ترجمة: علاء الدين أبو زينة

بعد أن أذهلتهم إراقة الدماء والفوضى في مبنى الكابيتول الأميركي يوم الأربعاء، تُرك الأميركيون وهم يتدافعون إلى إجراء المقارنات. قارن سيث مولتون، عضو الكونغرس الديمقراطي من ماساتشوستس، حصار الكونغرس بتجربته كضابط مقاتل في بغداد، وغرد على “تويتر” عندما تغلب جماعة الثورة المضادة على الحراس في مبنى الكونغرس: “كنت أتوقع حدوث شيء كهذا كمقاتل في مشاة البحرية الأميركية في العراق. لكنني لم أتخيل حدوثه أبدًا كعضو في الكونغرس الأميركي في أميركا”.
وعاد بعض الآخرين أبعد إلى الوراء، إلى مفردات الإمبريالية الأميركية، فردد الكثيرون، في وسائل الإعلام ومن جانبي الطيف، تصريح الرئيس السابق، جورج دبليو بوش، بأن اقتحام المجلس التشريعي هو “الطريقة التي يجري بها النزاع على نتائج الانتخابات في جمهورية موز -وليس في جمهوريتنا الديمقراطية”.
كان ما تشترك فيه هذه المقارنات هو انطواؤها على حس بالـ”الأجنبية”؛ تلك الأسطورة القائلة بأن هذا هو نوع الأشياء التي تحدث هناك، والأقل قبولا هنا. وحتى الكلمات التي نستخدمها أكثر ما يكون لوصف ما حاول الغوغاء القيام به، صراحة -لمنع الحكومة من المضي قدما في عملية انتقال دستورية وديمقراطية للسلطة من زعيمهم المختار- هي كلمات أجنبية: coup d’état (انقلاب، بالفرنسية)، autogolpe (انقلاب ذاتي ، بالإسبانية)، putsch (انقلاب، بالألمانية). ويعني استخدام الأوصاف الأجنبية محاولة إبقاء ما حدث كشيء بعيد، وتسهيل التقليل من شأنه باعتباره شذوذا.
لكن ما حدث حدث هنا. والأمثلة التي حاول المسؤولون مقارنته بها كانت أميركية للغاية. كان مولتون يتواجد في العراق لأن بوش أمر الجيش الأميركي بالغزو من أجل تحقيق مكاسب مالية وسياسية. وفي الأثناء، كان الذي صاغ تعبير “جمهورية الموز” هو ويليام سيدني بورتر في العام 1901، (المعروف أكثر باسم كاتب القصة القصيرة، أو. هنري)، لوصف فوضى العيش في هندوراس في ظل الإمبريالية الأميركية واقتصاد يهيمن عليه محصول تصديري واحد. (بعد ثلاث سنوات من ظهور التعبير لأول مرة، قامت قوات مشاة البحرية الأميركية بغزو ذلك المكان، لدعم انقلاب نيابة عن شركة الفاكهة الأميركية المعروفة باسم “دولي” Dole). وقد جلب الأميركيون الفوضى في ركابهم.
والآن، عادت الفوضى إلى الوطن. وهذا أيضًا ليس جديدًا. بعد عشر سنوات من نهاية الحرب العالمية الثانية، حاول الكاتب الأفريقي الكاريبي، إيمي سيزير، تعقُّب صعود الفاشية في أوروبا. وفي عمله “حديث عن الكولنيالية”، تعقب الأصول إلى اختبار الأوروبيين إمبرياليتهم الخاصة -من حقيقة أن “الاستعمار يعمل على نزع التحضُّر عن المستعمِر، وجعلِه وحشياً -بالمعنى الحقيقي للكلمة”.
في كل مرة تجاهل فيها الأوروبيون ممارسات الاغتصاب، والقتل والتعذيب التي كانت تجري في مستعمراتهم، كما يتابع:
“… تكتسب الحضارة وزنًا قمعياً آخر، ويحدُث تراجع شامل، وتنشأ غنرغرينا، ثم يبدأ مركز العدوى في الانتشار؛ وفي نهاية كل شيء… يكون سُمٌّ قد غُرس سم عروق أوروبا، وببطء -وإنما بثبات- تمضي القارة نحو الوحشية”.
وخلص سيزير إلى أن جريمة أدولف هتلر الحقيقية في نظر العالم الأبيض كانت “حقيقة أنه طبق الممارسات الاستعمارية في أوروبا، وهي التي كانت حتى ذلك الحين محفوظة حصريا لعرب الجزائر، والمواطنين الهنود، والسود في إفريقيا”.
باختصار، الفاشية هي الإمبريالية في الوطن.
وقد جعل النازيون هذا واضحا صريحا: لم يكن سعيهم إلى المجال الحيوي Lebensraum -“مساحة المعيشة”، وهو مفهوم اقتبسوه من أحد الممجدّين المشهورين لتوسع أميركا نحو الغرب، فريدريك جاكسون تورنر- قابلا للتمييز عن طموحاتهم الاستعمارية في الأماكن الأخرى. كان في الإبادة الجماعية الألمانية لشعب هيريرو وناما، في ما يعرف الآن بناميبيا، حيث تعلَّم جيل من الضباط الألمان كيفية إدارة “معسكرات التركيز” المميتة –وهي مهارة أعادوها معهم إلى الوطن.
لكن الباحثين جادلوا بأن الفاشية ليست عقيدة متماسكة بقدر ما هي نظام من الدوافع إلى العمل: ما أسماه العالم السياسي، روبرت أو. باكستون، بـ”العواطف المُحرِّكة”. وتشمل هذه العواطف منح مجموعة المرء أولوية على حقوق الآخرين؛ والاعتقاد بأن مجموعة المرء ضحية -والأهم من ذلك أن مثل وضع الضحية هذا يبرر “أي عمل … تقوم به ضد أعدائها، داخليًا وخارجيًا”؛ والفزع من “الليبرالية العالمية”؛ وتصنيم سلطة “القادة الطبيعيين” على كل مستوى من مستويات المجتمع، “والذي يبلغ ذروته في صورة زعيم وطني قادر بمفرده على تجسيد مصير المجموعة”.
كانت كل هذه المشاعر محورية في ترشيح دونالد ترامب ورئاسته، وكانت جميعها قيد العرض الكامل يوم الأربعاء في واشنطن. وبينما يخاطب الآلاف من مؤيديه -في تجمع حاشد من المنضوين تحت يافطة “أنقذوا أميركا”- وصف ترامب نتيجة الانتخابات التي خسرها بأنها “هجوم شنيع على ديمقراطيتنا”. وحث أتباعه: “سيروا إلى مبنى الكابيتول”، مضيفًا: “لن تستعيدوا بلدنا أبدًا بالضعف. عليكم أن تظهروا القوة، وعليكم أن تكونوا أقوياء”.
وعندما وصلوا إلى هناك، شق الغوغاء المسلحون -الذين شملوا القوميين البيض، والنازيين الجدد، وأعضاء عصابة الشوارع الأكثر ولاءً لترامب، “الأولاد الفخورون”- طريقهم من خلال قوات الأمن وضربوا الشرطة باللافتات المزخرفة باسم زعيمهم. وقاموا ببناء مشنقة رمزية في مواجهة القبة، وصنعوا حبل المشنقة من سلك كاميرا للأخبار. وتم العثور على ما لا يقل عن قنبلتين أنبويتين ومواد لصنع زجاجات مولوتوف. ومن بين المشاغبين الذين ارتدوا الأزياء السخيفة، كان الأكثر هدوءاً رجال في الزي العسكري شقوا طريقهم إلى حجرات المجالس التشريعية. وكانوا يرتدون دروعًا سوداء شبه عسكرية، ويحملون أسلحة نارية وقنابل مولوتوف وبندقية نصف آلية واحدة على الأقل. وكان العديد منهم يحملون أصفاداً مرنة –من نوع القيود المستخدمة في الاعتقالات الجماعية، والمعروفة باسم “القيود المضغوطة”- و كانوا ينوون على الأرجح اختطاف المسؤولين المحاصرين في الداخل، وهم مجموعة ضمت نائب الرئيس والشخصين التاليين في تسلسل ترتيب الخلافة على الرئاسة.
وطوال ذلك الوقت، كان زعيمهم يحرضهم على “تويتر”، مكررا أكاذيبه بأن فوزه في “انتخاب ساحق” قد سُرق “منا”، نحن “الوطنيين العِظام الذين عوملوا معاملة سيئة وغير عادلة لفترة طويلة”. وقد محى أي تمييز بينه وبين المجموعة-الضحية، بينما سلط الضوء على المسافة بينهم وبين الجماعات الأخرى -الليبراليين الكوزموبوليتانيين، وأعدائهم، ومَن هم دونهم، الذين يُعتبر عمل أي شيء ضدهم مسموحاً.
كان الأميركيون مفتونين علناً بالفاشية في السنوات التي سبقت الحرب العالمية الثانية. وأعرب كبار رجال الأعمال في ذلك الحين، مثل هنري فورد، ومصرفي بنك “جي. بي. مورغان” توماس لامونت، عن الإعجاب المتبادل -وتعاونوا مع هتلر وبينيتو موسوليني، على التوالي. واستقال كاتب السيناريو الفاشل، ويليام دادلي بيلي، من هوليوود لتنظيم نسخته من “الأولاد الفخورون”، جماعة “القمصان الفضية” الفاشية، الذين خاضوا معارك الشوارع مع الاشتراكيين ومناهضي الفاشية، وتعاونوا مع الشرطة في أعلى وأسفل الساحل الغربي. حتى أن مجموعة من الممولين الأقوياء وأقطاب الصناعة حاولت تنظيم انقلاب ضد الرئيس فرانكلين روزفلت في العام 1934، على أمل تقويض “الصفقة الجديدة”؛ والذي انهار فقط عندما قام سمدلي بتلر، الجنرال المتقاعد في مشاة البحرية الذي اختاروه لتنظيمه، بفضحهم والتحذير منهم بدلاً من ذلك.
بعبارات أخرى، لم يكن من المحتم أن لا تصبح الفاشية أيديولوجية حاكمة في الولايات المتحدة في ثلاثينيات وأربعينيات القرن العشرين.
لقد عاد ذلك، جزئياً، إلى الحظ؛ في جزء منه إلى نجاح روزفلت في إنهاء “الكساد العظيم” باستخدام أشكال من الاشتراكية الديمقراطية، وفي نهاية المطاف لوجود البلد في الجانب المنتصر في الحرب العالمية الثانية. وفتح ذلك الانتصار الباب لتوسع رأس المال بلا رادع ولا ضابط، وعزز الإمبراطورية الإقليمية العالمية التي بناها الأميركيون حتى تلك النقطة. كما أنه نزع المصداقية تماماً عن العلامة التجارية الفاشية ودمر سمعتها، خاصة بعد أن أصبح حجم الهولوكوست معروفًا. (ثمة سبب لهوس الفاشيين الكبير بالتظاهر بأن الهولوكوست لم يحدث).
مع ذلك، حدث تغيير في السنوات الأخيرة. أصبح الأميركيون يشعرون بأن إمبراطوريتهم تتقلص، سواء عبروا عن شعورهم بهذه العبارات أم لا. النشوة القصيرة التي صنعتها نهاية الحرب الباردة سرعان ما انتهت بصدمة الحادي عشر من أيلول (سبتمبر). وتبع ذلك حروب انتقامية امتدت لعقدين من العبث، والخسارة، والإذلال الوطني. وليس من قبيل المصادفة أن قادة حركة ترامب الفاشية، مثل مقدم البرامج التلفزيونية، تاكر كارلسون، وترامب نفسه، كانوا من أنصار حرب العراق. والآن، ترتب عليهم ترويج الوهم القائل بأن حربًا يمينية في الأساس كانت نوعًا من مؤامرة كوزموبوليتانية ليبرالية، بينما يستمرون في دعوة الولايات المتحدة إلى استخدام أي وحشية ضرورية لتحقيق ولنصر. بالنسبة للفاشيين، يجب أن تكون مجموعتهم الحصرية دائمًا هي الضحية.
فاز ترامب بالسلطة عن طريق إذكاء المخاوف من غزاة أجانب غامضين عديمي الشكل. وقد اغتنم فرصة القلق الذي كان يشعر به الملايين بشأن تقلص الفرص في الوطن، والشعور، الذي بدأ للتو في التسلل إلى الوعي الأوسع، بأن الانهيار البيئي وفقدان الموارد أصبحا يلوحان قريبَين في الأفق. واستبدل هذا القلق بشعور من اليقين: أن أنصاره هم الأميركيون الحقيقيون، وأن أخطر أعدائهم هم آخرون موجودن هنا في الوطن -مهاجرون غير مسجلين، وأقليات طفيليون، ونخب ينسق عملَها ممول يهودي أميركي مجري. وأقنعهم بأن “الولايات الزرقاء” هي أماكن غير صالحة، مليئة بالمواطنين غير الصالحين، والتي لا تستحق حمايته أو أموال ضرائبه، وبالتالي لا تستحق أن يكون لها أي رأي في اختيار الزعيم القادم للبلاد.
عندما خرج العديد من الأميركيين السود -وهم شعب مستعمر محليًا- إلى الشوارع هذا الصيف للمطالبة بحقهم في عدم التعرض للقتل على يد الشرطة من دون عواقب، هتفت أميركا ترامب: “حياة السود مهمة”. ولكن، بمجرد أن تعرضت قبضتهم على الحكومة للتهديد، غيروا رأيهم. في الليلة التي سبقت مسيرة “أنقِذوا أميركا”، ظهر شخص عرّف نفسه بأنه أحد أفراد مشاة البحرية، مرتدياً قبعة عسكرية عريضة الحواف، وهو ينبح في شريط فيديو على مجموعة من رجال الشرطة: “نحن المحاربون القدامى، نحن أصحاب الأعمال، نحن الذين نحمي ظهوركم، لكننا لم نعد نحمي ظهوركم بعد الآن… من الأفضل لكم أن تحموا ظهوركم بأنفسكم، وإلا سوف نريكم –بحق الشيطان”.
وفي اليوم التالي، هاجم المعتدون مبنى الكابيتول وأصابوا ما لا يقل عن 50 من أفراد الشرطة، والذين توفي أحدهم.
كانت علامات الإمبريالية والعسكرة الأميركية موجودة في كل مكان في مبنى الكابيتول يوم الأربعاء، من أعلام قطاعات الجيش، إلى رسوم “جماجم المُنتقم”، شعار نزعة الاقتصاص خارج نطاق القانون، التي انتشرت من القوات الخاصة في العراق وأفغانستان لتصل إلى رجال الشرطة والتفوقيين البيض في الوطن. وقد سمع ديفيد ويغيل، مراسل صحيفة “واشنطن بوست”، مجموعة من الرعاع يهتفون داعين إلى عقد “محاكم عسكرية” -على الأرجح لأعضاء الكونغرس الذين خططوا للتصديق على نتيجة الانتخابات- بينما كان الانقلابيون يتسلقون الجدران الاستنادية. (لسنوات، تخيل الترامبيون، ولا سيما المخلصون لنظرية مؤامرة “كيو أنون” QAnon الدموية، وصف أعدائهم السياسيين المحليين بأنهم إرهابيون، ودعوا إلى إرسالهم إلى السجن في أقدم القواعد الأميركية في الخارج، غوانتانامو).
كان أحد المتمردين الأربعة الذين قتلوا، آشلي باببيت، امرأة من قدامى المحاربين في القوات الجوية، وكانت جندية خدمت في أفغانستان والعراق، وكذلك في قطر والكويت. وأطلقت الشرطة النار عليها أثناء محاولتها اقتحام ردهة المتحدثين في الكونغرس، وهو ما كان سيمكنها من الوصول إلى قاعة الاجتماعات.
فشلت محاولة وقف التصديق على التصويت؛ بل إنها أدت، في الواقع، إلى نتائج عكسية، حيث أقنعت بعض أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين الذين كانوا قد دعموا محاولة الانقلاب المستمرة التي قام بها ترامب، بالتخلي عن جهودهم لتأجيل التصويت أكثر. ولكن، لم يكن هناك أي شيء حتمي بشأن ذلك أيضاً. ربما كان زعيم أفضل تنظيماً وحشد أفضل استعداداً ليتمكنوا من إقناع آخرين على السياج أو من قوات الأمن بالانضمام إلى جانبهم.
لن يزول التهديد الموجه إلى الديمقراطية الأميركية الهشة بمجرد تنظيف البول عن السجاد وإعادة ترتيب بريد رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، ولا عندما يتولى الرئيس المنتخب جو بايدن منصبه، ولا حتى عندما يكون ترامب قد ذهب نهائيًا وبشكل دائم. كانت لدى الولايات المتحدة عقود، وخمس سنوات من الفاشية الترامبية، للتحضير لما حدث هذا الأسبوع. ومع ذلك، من خلال حروبهم المستمرة التي لا تهدأ، والموجة المتصاعدة للعنف اليميني المعادي للديمقراطية في هنتنغتون بيتش، كاليفورنيا؛ وشارلوتسفيل، فيرجينيا؛ وبيتسبرغ. إل باسو، تكساس؛ وبورتلاند، في أوريغون؛ وفي أماكن أخرى، أغمض الأميركيون أعينهم ليُؤخَذوا أخيراً على حين غرة، مثل شرطة الكابيتول، غافلين، مذهولين وغير مستعدين لهجوم يُشن على مركز حكومتهم نفسها.
ولا يمكن لهذا أن يستمر. لقد حذر إيمي سيزير من أن “الهيمنة الأميركية” هو “الشكل الوحيد” من الهيمنة “الذي لا يتعافى المرء منه أبدًا بلا جروح وندوب”. وهذا صحيح بالنسبة لأولئك الذين يعيشون في أميركا نفسها أيضًا. ولكن حتى لو لم تختف الندوب، فإن بإمكان الأميركيين أن يتعرفوا على الجروح المفتوحة التي خلفها بلدهم في كل مكان وأن يوقفوا النزيف. وإلى أن يفعلوا، سوف يكون الفاشيون هناك، بينهم، منتظرين لحظة أخرى ليضربوا.
*Jonathan Myerson Katz: صحفي ومؤلف. سيتعقب كتابه التالي حياة الجنرال سميدلي بتلر وصنع وتفكك إمبراطورية أميركا.
*نشر هذا القال تحت عنوان: It Happened Here
هامش المترجم:
كيو أنون QAnon نظرية مؤامرة من ابتداع اليمين الأميركي المتطرّف، والتي تتناول بالتفصيل خطّة سرية مزعومة لما يُسمّى “الدولة العميقة في الولايات المتحدة” ضدّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب وأنصاره. بدأ تداوُل النظرية في تشرين الأول (أكتوبر) 2017 بمنشور لكاتب باسم مستعار Q، من المفترض أنه مواطن أميركي، ومن المحتمل أنّ الاسم فيما بعد ضمّ عدة أشخاص. وزعم Q وصوله إلى معلومات سرية تتعلق بإدارة الرئيس ترامب ومعارضيها في الولايات المتحدة. اتهم عددًا من ممثلي هوليوود الليبراليين وسياسيين ديمقراطيين ومسؤولين في أعلى المستويات باشتراكهم في عصابة سرية دوليّة من عبدة الشيطان والمتحرشين والمتجرين بالأطفال، يحكمون العالم، بصورة أساسية، وهم المسيطرون على كل شيء. فهم يحركون السياسيين، ويسيطرون على وسائل الإعلام، وعلى هوليوود، ويُخفون وجودهم. وكانوا مستمرين في حكمهم للعالم لولا انتخاب دونالد ترامب رئيسًا. وادّعى Q أن ترامب تظاهر بالتواطؤ مع الروس لتجنيد المحقق روبرت مولر في صفّه لكشف العصابة ومنع وقوع انقلاب عسكري يقوده باراك أوباما، وهيلاري كلينتون، وجورج سوروس.

المصدر: (فورين بوليسي) / الغد الأردنية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى