أعلنت وزارة النفط والثروة المعدنية في حكومة النظام عن خفض توزيع الوقود والمازوت بنسبة تصل إلى 24 في المئة، مرجعة ذلك بسبب تأخر وصول الإمدادات اللازمة.
أزمة الوقود هذه، الأولى في العام 2021، أعادت مشهد الطوابير الطويلة خارج محطات التزويد بالوقود والمخابز، أمر أرجعت أسبابه حكومة النظام إلى العقوبات الأميركية المفروضة عليها. وقال بيان للوزارة، إن “هذه الإجراءات ناتجة عن تأخير وصول إمدادات منتجات الوقود بسبب العقوبات الأميركية الجائرة ضد البلاد”.
وكانت الوزارة أعلنت الأحد، أنها ستقلص الحصص التي توزعها على المحافظات الخاضعة لسيطرة الحكومة، من المازوت بنسبة 17 في المئة والوقود بنسبة 24 في المئة، حتى وصول إمدادات جديد.
وتعتمد حكومة النظام على النفط الخام القادم من إيران، ومناطق الإدارة الذاتية لقسد شمال شرقي البلاد، وكان النظام عمل على مبدأ المقايضة مع إيران لتأمين احتياجاته النفطية منها مقابل مدّها بمواد غذائية، وتسلم منها شحنات نفطية في تشرين الأول/أكتوبر الماضي بعد أزمة كبيرة شهدتها مناطق سيطرته.
ويوضح الأكاديمي والباحث السياسي ياسر النجار ل”المدن”، أن “هناك حالة ابتزاز تقوم بها إيران بتكبيل النظام والشعب السوري في اتفاقات طويلة المدى، من أجل اشعار الدولة السورية أنها بحالة عوز وخاصة في موضوع الوقود”، مضيفاً أن المقايضة الإيرانية تقوم على مبدأ مدّ النظام بالنفط ومواد المحروقات مقابل اتفاقيات جديدة تتقاسم فيها “الكعكة السورية مع روسيا”، معتبراً أن الوضع الحالي لا يشير إلّا إلى فشل الدولة السورية في تأمين احتياجات المواطنين الأساسية.
وعزا النجار السبب أيضاً الى ضغط التحالف الدولي على قسد لوقف مدّ النظام بالنفط عبر ما أسماهم بتجار الحروب وذلك تطبيقاً لعقوبات قانون قيصر، إذ كانت مناطق الإدارية الذاتية لقسد تقوم بتهريب النفط للنظام والتي كانت تلبي الحد الأدنى من احتياجاته من المحروقات.
هذه الأزمة ألقت بظلالها بشكلٍ كبير على السوريين في مناطق النظام وخاصة في ما يتعلق بمادة المازوت التي يُعتمد عليها بشكل كبير في تشغيل وسائل التدفئة المنزلية.
وقال مصدر صحافي محلي من دمشق ل”المدن”، إن الوضع نفسه يتكرر كل 6 أشهر وأصبح جزءاً من الحياة اليومية للسوريين في الداخل، مشيراً إلى أن أحد طوابير السيارات أمام محطة وقود في دمشق تجاوز ال100 سيارة وساعات الانتظار تصل إلى عشر ساعات.
وأضاف المصدر أن “الناس ليست مهتمة ما هي أسباب هذه الأزمة، هي تريد حلاً لها”، واصفاً الحال بالتسليم بالواقع وصولاً للاستسلام. وأرجع سبب هذه الأزمة الى اجتماع ظروف عديدة في آن واحد وهي الضغط الأميركي على قسد لمراقبة سيارات تهريب المحروقات إلى مناطق النظام بالإضافة إلى تشديد مراقبة لبنان على تهريب المحروقات عبر الحدود وضعف الإمداد الإيراني للمحروقات للنظام.
فيما أشارت مصادر أخرى إلى أن أحد الأسباب هو استهداف تنظيم “داعش” لصهاريج نفط لشركة القاطرجي التي تمد مناطق سيطرة النظام بالنفط الخام.
المصدر: المدن