
في الوقت الذي تشهد فيه محافظة السويداء أحداثاً خطيرة تسببت في توتير السلم الأهلي وتسعير الخطاب الطائفي، وتعكير أجواء الأخوة والمحبة بين أبناء الوطن الواحد، استغل العدو الصهيوني تلك الأحداث المؤلمة، لتمرير أجندته الخبيثة في استهداف تجمعات الجيش والأمن العام في الجنوب السوري، وقصف مؤسسات الدولة السيادية في دمشق وريفها، بغرض النيل من وحدة واستقرار سوريا، وفي محاولة مكشوفة منه لتبرير تدخله العدواني السافر وغير المشروع، على أنه استجابة لبعض الأصوات المشبوهة التي تدعو لحماية الطائفة الدرزية، في حين لم يكف منذ سقوط النظام البائد عن استباحته المتكررة للأراضي السورية، وانتهاجه وسائل القوة والبطش والعدوان كما يفعل في حربه الشعواء على أهلنا في قطاع غزة، لفرض وقائع احتلالية وتوسعية جديدة على حساب حقوق الشعب السوري وكرامته الوطنية، تضاف إلى السجل الحافل لهذا الكيان الأشر الذي احتل فلسطين والجولان، ويريد قضم المزيد من الأراضي، والتنكيل بأهلنا الصامدين فوق أرضهم وتهجيرهم عنها.، ونحذر من أوهام السلام والتطبيع مع هذا العدو الطامع الذي يريد باسم اتفاقات التطبيع الإبراهيمي، تدجين شعوبنا وفرض منطق الهزيمة عليها، وبناء شرق أوسط جديد يكون فيه صاحب اليد الطولى في فرض سياساته ومصالحه على حساب حقوق شعوبنا
إننا في التجمع الفلسطيني السوري (مصير) ندين ونستنكر بشدة الاعتداءات الصهيونية على الأراضي السورية، ونشجب كل محاولة للتغطية على تلك الاعتداءات الغاشمة، ونعتبر الصمت أو السكوت عنها جريمة بحق الوطن السوري، ونهيب بالوطنيين الشرفاء والأحرار من كافة أطياف الشعب السوري، أن يقفوا صفاً واحداً بالدفاع عن سيادة ووحدة سوريا أرضاً وشعباً. كما نؤكد على ضرورة العمل الحثيث من جانب الدولة السورية، وبالتعاون مع كل الوطنيين من أهلنا في السويداء، على تطويق ومعالجة ما تداعى عن الأحداث المؤسفة في الجنوب السوري، وفتح قنوات الحوار والتوافق الوطني على إدارة الخلافات وتسوية الملفات العالقة، ونهوض الجميع بمهام ومسؤوليات بناء دولة المواطنة والقانون والعدل، وبهذا يتم قطع الطريق على الاحتلال ومخططاته الرامية إلى تغذية المخاوف الطائفية، واللعب على وتر حماية الأقليات، وصولاً إلى مآربه في تقسيم سوريا وتفتيت مقومات العيش المشترك بين مكوناتها كافة.
كما نعرب في (تجمع مصير) عن تضامننا وتعاطفنا العميق مع ذوي الشهداء والجرحى والضحايا على امتداد التراب السوري، ونشاطر شركاءنا في الوطن والمصير وكل الأصوات الحريصة على رأب الصدع وتجاوز الخلافات إلى تغليب لغة الحوار والعقل، والعمل من أجل بناء مستقبل آمن ومزدهر يليق بتضحيات أبناء سوريا وثورتها العظيمة.
ختامًا، ندعو المجتمع الدولي بتحمّل مسؤولياته القانونية والإنسانية لوقف الانتهاكات الصهيونية المستمرة، ودعم الجهود المبذولة لتعزيز السلم الأهلي بما يحفظ وحدة سوريا وسيادتها وكرامة شعبها.
عاشت سوريا الحرة الموحدة
الحرية فلسطين وشعبها الصامد