ثلاثة “مشايخ” وثلاثة مواقف “شرعية” من الحرب

   د- حازم نهار

  1. اطَّلعت على ثلاثة مواقف تجاه الحرب الجارية بين إسرائيييل وإيران؛ هذه المواقف لثلاث شخصيات إسلامية/مشايخ، الأول انتهى إلى الوقوف في جانب إيران ضد إسرائيل، والثاني كان ضد إيران لكنه لم يذكر إسرائيل بشيء، فيما الثالث وقف ضد إيران وإسرائيل معًا.
  2. لا مشكلة، بالطبع، في تعدّد المواقف السياسية، فهذا أمر طبيعي، لكن المشكلة تكمن في الاستناد إلى الدين نفسه (الإسلام) في تسويغ هذه المواقف، والإتيان بآيات قرآنية أو أحاديث نبوية لدعم مواقف متناقضة، ومن ثم تصدير هذه المواقف لعموم البشر باسم الدين تحت عنوان “الموقف الشرعي من الحرب”.
  3. في عام 1991، مع العدوان الأميركي على العراق، ظهرت مواقف كثيرة لشخصيات دينية ومشايخ من المنطقة العربية وجوارها تجاه الحرب؛ فرجال الدين في العراق مثلًا كانت مواقفهم مختلفة عن رجال الدين في سوريا ومصر والسعودية، وجميعهم كانوا يستندون إلى الدين نفسه.
  4. في الحقيقة إن مواقف معظم الشخصيات الدينية/أو رجال الدين في منطقتنا هي إما تلتزم برأي السلطة السياسية (الرئيس أو الملك أو الأمير أو السلطان) ثم تبدأ بالبحث عن المسوغات الدينية في القرآن والحديث، وإما إنها تستند إلى قاع طائفي/مذهبي مقيت.
  5. هذا واحد من الأسباب التي تجعلنا نقول إنه من الأفضل ألَّا يتدخل رجال الدين في السياسة لأنهم عندما يفعلون فإنهم يجعلون الدين مطواعًا للاستبداد والنوازع الذاتية والطائفية، ويأخذونه إلى غير أهدافه الإنسانية السامية.
  6. بالنسبة إلينا، نحن السوريين، لنا تجربة مرة مع نظام الملالي الإيراني الذي أوغل في دم السوريين، وناصر الاستبداد، فضلًا عن ظلمه في الداخل الإيراني واستبداده بشعبه طوال نحو خمسة عقود. ولنا تجربة مرة أيضًا مع إسرائيييل التي تحتل جزءًا من أرضنا (الجولان)، وتنتهك أجواءنا يوميًا، فضلًا عن جرائمها في حق السوريين والفلسطينيين واللبنانيين. لا يحتاج الموقف من الطرفين إلى مسوغات دينية أو طائفية، فالحقائق/الجرائم تفقأ العين.

المصدر: صفحة د- حازم نهار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى