
الميليشيات المسلحة خارج سلطة الدولة أينما وجدت وجدت الفوضى بدل القانون , والفساد بدل النزاهة , و المافيات بدل الأحزاب , والطائفية بدل الوطنية .
الميليشيات المسلحة ذات طبيعة واحدة ونتائج تسلطها واحد في النهاية تدمير الدولة ومعها الروح الوطنية لصالح رؤساء أشبه بالمافيا المقنعين , يسحقون بصعودهم الثقافة والعقل والسياسة وفق معاييرها العصرية .
يفتحون صندوق باندورا الذي وصفته الميثيولوجيا الاغريقية بكونه الصندوق المغلق القديم الذي يحوي كل الشرور ويخرجون منه الأساطير والعصبيات ونزعات الخوف وكل مامن شأنه إفساد المجتمع وتحويله لقطيع هائج يسير بلا وعي ولا تفكير إلى المجهول .
الميليشيات المسلحة في لبنان كان اسمها المقاومة , وبالفعل فقد قاومت بكفاءة الدولة اللبنانية وشقت المجتمع ووضعت الطائفة بمواجهة الوطن وأوصلت لبنان للانهيار والخراب ومثل الميليشيات الأخرى فقد كانت بحاجة لسردية مظلومية ولعصبية طائفية وأساطير تدمر بها عقل الجمهور .
أما الميليشيات المسلحة العديدة في العراق بأسمائها التي تبعث على الغثيان فقد نقلت السلطة الحقيقية من بغداد إلى طهران , وأفرغت الدولة من وظيفتها , ولم تعد تعرف الآن من يحكم العراق وأين تذهب موارده النفطية الكبيرة بينما تعيش الجماهير أسوأ مما كانت عليه في أي وقت .
وفي ليبيا فمازالت الدولة غائبة وبين الحين والحين يلعلع صوت الرصاص بين البيوت الآمنة ويتم اغتيال الشخصيات وتشتعل الحروب بلانهاية .
متى كانت الميليشيات تعرف معنى الديمقراطية ؟ ومتى كانت تعرف معنى القانون ؟ ومتى كانت قادرة على إصلاح المجتمع وقيادته نحو المستقبل ؟
أول ما ينبغي على المجتمع فعله هو نبذ الميليشيات , سواء كان اسمها المقاومة أو الحشد الشعبي أو الدفاع الوطني أو أي اسم آخر , فالدولة مهما كانت سلبياتها تبقى دولة , والميليشيات مهما ادعت من ادعاءات لاتحمل سوى الفوضى وتفكيك المجتمع والتحكم بالقوة والخوف وسحق الثقافة والعقلانية وإغلاق طريق المستقبل .
المصدر: صفحة معقل زهور عدي