أن يكون غير الطبيعي طبيعيًا لا بد من كسر موروث الامة المطبعة واستلاب هويتها ووعيها الجمعي ثقافيا وتاريخيا وإدخالها في قفص اليأس حيث لا ترى لحل مشاكلها والخروج من واقعها المذري سوى التعاون مع عدوها والاستجارة من الرمضاء بالنار.
ما اقدمت عليه حكومة الامارات العربية وما يتبعها على ذات الطريق من حكومات تلحق انما يؤكد المؤكد لهذا المسار الخفي او شبه العلني مع العدو وتكمن خطورته علينا نحن السوريون بدعمها المستمر لنظام الاسد واعادة تسويقه عربيا ودوليا كبضاعة تروق لأمن شريكها الجديد العدو الاسرائيلي وذلك تحت بند إعادة اعمار سوريا وتشويه الثورة وتحويل السوريين لمرتزقة لقتل الشعب الليبي الشقيق على الضفة الاخرى.
ان هذا التزامن بين انفجار بيروت والتدخل الغربي في المشرق و صعود محور الثورات المضادّة للربيع العربي وتصاعد التطبيع مع إسرائيل، يؤكد على ان مرحلة جديدة من الصراع الاقليمي والدولي قد بدأت لإعادة تشكيل المنطقة العربية .
منذ معاهدة السلام مع مصر السادات وفشل التطبيع على المستوى الشعبي بفضل ممانعة الاجيال التي دفعت ثمن الصراع مع العدو الصهيوني، ادركت قوى التطبيع ان الحل يكمن في تشويه ذاكرة ووجدان الاجيال اللاحقة عبر حملة اعلامية وثقافية لتزوير حقائق التاريخ ودفع هذه الاجيال لليأس من الخروج من دائرة القمع والاستبداد الذي مورس عليها من قبل حكامها التي افلحت في شق مجتمعاتها لدوام حالها.
ان منظومة الجامعة العربية سيئة الصيت بعد ان تخلت وللابد عن لاءات مؤتمر الخرطوم 1967- نهاية شهر اب / أغسطس وبعد الهزيمة مباشرة ( لا صلح لا تفاوض لا اعتراف بالكيان الصهيوني )،لم يعد لديها ما تقوله لخداع الشعوب بعد انطلاق مسار التطبيع النجس سوى ان تصعد المواجهة الوهمية مع تركيا العثمانية وايران الفارسية بعد أن تخلت عن مهمتها في حفظ الامن القومي العربي، علما ان توغل وتغول هذه الاطراف منذ عام 2013.
ولا يخفى علينا أن استنكار القوى الاقليمية ومنها ايران لم يخرج عن نهج المتاجرة بقضية العرب بالتتابع مع الانظمة العربية التي دخلت مرحلة التطبيع مع العدو بعد ان استنزفت الشعارات الرنانة واستثمرتها على أفضل حال ،فلا لقاء مع مشروع فارسي مع مشروع عربي غائب حاليا، ولن يكون بديل غيابه حلف صهيوني عربي.
فلا يبرر لاي انسان حر في هذا الكوكب وخاصة السوري وكل عربي من الوقوف ضد قضية الامة بتأييد التطبيع القاتل للأجيال القادمة بسبب موقف السلطة الفلسطينية ومنظمة حماس اصحاب الارض المحتلة ومساندتهما لعصابة الاسد و ضد ارادة الشعب السوري، لان قضية الحرية والحق في الحياة لا يتجزأن.
يبقى الامل لقوة الحق ووعي الشعوب –مهما تكالبت عليه قوى الشيطان — وهو الطريق لاستعادة الحق وارادة حياة الاحرار وليس خنوع العبيد، فالحكومات تزول والقوي يهرم والشعوب الحية تبقى.
المصدر: صفحة بديع أبو حلاوة