يأس إسرائيل يسول لها العمل على 6 مسارات إجرامية

محمود سمير الرنتيسي

بعد مرور قرابة 20 شهرا على القتال وحرب الإبادة الصهيونية في غزة لا تزال المقاومة الفلسطينية تكبد جيش الاحتلال الإسرائيلي الخسائر وبالرغم من تغيير وزير الدفاع ورئيس الأركان ومعظم قادة الاستخبارات العسكرية وقيادات أمنية أخرى وتطبيق كل أشكال القمع العسكري إلا أن الاحتلال الإسرائيلي لم يحقق أهدافه في قطاع غزة.

ومع أن الاحتلال الصهيوني لم يترك أي خيار عسكري إلا وطبقه في غزة إلا أن الصهاينة رحبوا بتصريحات ترمب التي هدد فيها بفتح أبواب جهنم إذا لم يتم تحرير الأسرى الموجودين في يد المقاومة. وبالفعل أسهم ذلك في الفترة الأخيرة بتعدد أنواع الضغط على قطاع غزة حيث تم تكثيف الضغط العسكري وإحكام الحصار ومنع دخول المساعدات الإنسانية مع ملاحقة أي مظهر من مظاهر الأمن من أجل دعم مسارات نشر الفوضى.

ولكن قادة الاحتلال الصهيوني يعلمون أن هذا الضغط المكثف سيظل مسقوفا بوقت محدد يضيق كلما اقتربت زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب إلى المنطقة، ولذلك فإن هناك قلقا صهيونيا حاليا من كيفية تعامل ترمب مع سلوك الحكومة الصهيونية في غزة.

وفي هذا السياق اقترح عدد من الصهاينة مثل مئير بن شابات رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي السابق، 6 مسارات  كسلة أدوات للحكومة الصهيونية لزيادة الضغط على حماس في غزة وإلحاق الضرر بقدراتها.

وكانت أولى هذه الخطوات المقترحة هي اغتيال قيادات حماس في الخارج والتضييق على الحركة حتى من العمل الإعلامي في الخارج.

أمام المسار الثاني الذي اقترحه فهو قصف مخازن الوقود والغذاء التابعة لحماس في غزة، وفي الحقيقة لم يبق هناك أي مخازن وقود أو غذاء تابعة لحماس فقد قصفت إسرائيل حتى مخازن الغذاء التابعة للأمم المتحدة واستهدفت مقار عدة مؤسسات دولية.

ويقترح بن شابات مسارا ثالثا وهو الحصار البحري المطلق، ومن ضمنه منع خروج سفن الصيد وفي الحقيقة يبدو أن بن شابات يعتمد على تقارير سابقة لهذه الحرب فلا يستطيع الصيادون الفلسطينيون الصيد في البحر حاليا وقد تم تدمير مئات القوارب الصغيرة التي كانت تستخدم في السابق.

أما المسار الرابع فهو مسار إيقاف الإنترنت وأدوات الاتصال ولكن بن شابات يدرك أن دولته ومن يعاونها يستخدمون هذه الوسائل لنشر الفوضى والتحريض على المقاومة في غزة.

خامسا يطالب بن شابات بمنع التهريب إلى القطاع سواء الأدوات القتالية أو غيرها من سيناء إلى النقب ومن ثم إلى غزة، وبهذه النقطة يشير بن شابات إلى هشاشة الموقف الأمني لدولة الاحتلال حيث يحتل الجيش الاسرائيلي ممرات بعرض كيلومترات على طول حدود قطاع غزة منذ عامين تقريبا ولم يستطع حتى الآن وقف التهريب.

ويختم بن شابات مقترحاته بمقترح سادس وهو توسيع إمكانيات خروج المزيد من السكان من قطاع غزة بهدف الدفع قدما بمبادرة الرئيس ترمب، وفي الحقيقة شاهد العالم كيف عاد أهل غزة من الجنوب إلى الشمال بمجرد سريان وقف إطلاق النار الذي وقع في 17 يناير الماضي والذي انتهكته إسرائيل بالرغم من إعلان كل بنوده وتوقيع الوسطاء عليه.

إن مسارات بن شابات لا تعدو كونها إقرارا بفشل دولة الاحتلال الإسرائيلي خلال الأشهر الماضية، كما أن هذه المقترحات كلها تم تجريبها وغيرها في قطاع غزة ولم تحقق للاحتلال إلا مزيدا من الانزلاق والانحدار في جرائم قتل النساء والأطفال.

في الحقيقة وفي الوقت الذي تزيد دولة الاحتلال الإسرائيلي من ضغطها على الغزيين بل وهناك مطالبات لها بمزيد من الضغط فإن الأحرى هو القيام بالضغط على دولة الاحتلال الإسرائيلي التي مارست الإبادة الجماعية وأدينت بها من قبل محكمة العدل الدولية ولكن للأسف لا نجد هناك ضغط دولي حقيقي على دولة الاحتلال فضلا عن ممارسة المزيد منه ولعل هذه دعوة متجددة أنه ما زال هناك أمل في بذل الجهود للضغط على الاحتلال الإسرائيلي خاصة وأننا أمام كيان لا يفهم غير لغة الضغوط والقوة.

المصدر: تلفزيون سوريا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى