
برزت مشكلة فلول النظام السابق، واحدةً من أبرز التحديات التي تواجه الإدارة السورية الجديدة، تحديداً لجهة القدرة على القضاء على هؤلاء الفلول، الذين يبدو واضحاً أنهم يعملون بشكل منظم، وبأعداد لا يستهان بها، وبدعم خارجي يرجح كثر أن إيران على الأقل هي من تقف وراءهم. لكن التحدي الأهم، الذي لم تنجح فيه السلطات، يتعلق بطريقة التعامل مع المدنيين من سكان المناطق التي يتخذها الفلول منطلقاً لهجماتهم. وعوض أن تتم حماية المدنيين وجدوا أنفسهم عرضة لحملات انتقام بحقهم.
أدى تراخي الإدارة الجديدة، منذ سقوط نظام بشار الأسد، في ضبط مجرمي الحرب ومرتكبي الانتهاكات بحق السوريين في عهد الأسد دوراً كبيراً في تمكين هؤلاء المجرمين من تجميع أنفسهم، خصوصاً أن الإدارة الجديدة لم تعمل جديّاً على سحب السلاح من أيدي عناصر النظام السابقين، ما مكنّهم من امتلاك أسلحة وذخائر لا يستهان بها. كما أن عمليات التسريح التعسفي التي طاولت أعداداً كبيرة من الموظفين وحولتهم إلى عاطلين عن العمل مكّنت تلك المجموعات من استقطاب عدد آخر للانضمام إليهم.
ومع اندلاع التمرد في الأيام الماضية، ورغم تمكن الإدارة الجديدة من استعادة السيطرة جغرافياً على معظم المناطق التي استولت عليها عصابات فلول الأسد، إلا أنها فشلت فشلاً ذريعاً في موضوع ضبط الانتهاكات بحق المدنيين، ما أدى إلى ارتكاب مجازر مروعة بحق مدنيين لا علاقة لهم بتلك العصابات. ويعود السبب إلى اعتماد مفهوم الفزعة الذي يبدو أنه سياسة تتبعها الإدارة، وهو ما ظهر في خطاب الرئيس أحمد الشرع الذي تباهى فيه بفزعة المحافظات الأخرى لنصرة الأمن العام في الساحل.
هذا المبدأ يتنافى مع أبسط مبادئ إدارة الدولة، إذ لا يجوز للدولة أن تستقوي بمنطقة على منطقة أخرى، بل عليها أن تقوم بدور الحامي للمدنيين من كل العصابات والمتمردين في كل المناطق. كما أن الفزعة لا تمكن الدولة من التحكم بشكل كاف بسير العمليات العسكرية وتعطي المجال لبعض المجموعات للقيام بعمليات انتقامية من قتل وسرقة بحق المواطنين الذين يقع على عاتق السلطة حمايتهم. وهذا ما حصل في عمليات القضاء على عصابات الفلول، التي كان يجب على الدولة أن تقوم هي بملاحقتهم من خلال جهاز استخباراتي من المفترض أن يكون لديه قوائم اسمية بمطلوبين، وجهاز أمني يقوم بملاحقتهم والقضاء على من يحمل السلاح وتحويله إلى القضاء، وتجنيب المدنيين ويلات هذه المجازر التي حصلت والتي قد يؤدي استمرارها إلى صراعات بين مكونات المجتمع، ونتائج كارثية على الدولة السورية ما لم تتداركها قبل فوات الأوان.
المصدر: العربي الجديد
فلول النظام السابق عملوا بشكل منظم، وبأعداد لا يستهان بها، وبدعم خارجي من نظام ملالي طهران وأذرعتهم على الأقل، وكان التعامل معها من قبل سلطة دمشق بطريقة الفزعة التضمن العديد من المخالفات تم إستغلالها من أعداء شعبنا وثورتنا والوطن، لعدم تمكنها من ضبط الانتهاكات بحق المدنيين، وارتكاب بعض المجازر بحق مدنيينن، فهل سيتم تجاوزها من خلال لجان التحقيق؟. .