![](https://arabiansforum.net/wp-content/uploads/2025/02/ل-1-770x470.webp)
بعد ارتكابه هولوكست حماة الرهيب , تمكن حافظ الأسد بفضل تواطىء وتغطية الدول الكبرى و”منظمات حقوق الانسان ” العالمية و ” الصحافة الحرة في العالم الحر ” وبفضل تخاذل العديد من النخب والأحزاب السورية ونفاقها طمس معالم جريمته الكبرى , وتسويق سردية مزيفة تقول إت الاخوان المسلمين بحماة قاموا بتمرد مسلح وإن ماحصل أن الجيش تصدى لهم وفي تلك المواجهة سقط مدنيون , وأن حماة مدينة رجعية حاضنة للاخوان المسلمين فكان لابد أن تدفع الثمن .
الأنكى من ذلك أن الحمويين أصبحوا متهمين لكونهم حمويين , فالحموي هو إما إخواني أو مشروع إخواني لذا أصبحوا موضع مراقبة وارتياب أينما كانوا وشارك في ذلك ليس فقط عناصر المخابرات بكل فروعها بل والحزب وكل المنظمات المتفرعة عن السلطة من شبيبة وطلائع …, بل أصبح على الحموي أن يثبت براءته باعتباره متهما أينما حل .كما أصبحت فرصة الحموي في الوظائف الحكومية فرصة محدودة لأقصى حد , وهكذا لم يكتف النظام بما أوقع على حماة من جريمة كبرى بل لاحق من بقي حيا من أهلها محاولا عزلهم عن بقية السوريين وتشويه سمعتهم ومحاربتهم في رزقهم بكل الطرق .
للأسف الشديد لم تظهر سورية في ذلك الوقت التضامن المطلوب مع جريمة بحجم جريمة حماة وتساهلت مع سردية النظام , والناتج الوحيد على نطاق الشعب ككل هو مزيد من الخوف والخضوع ورفع مرتبة حافظ الأسد كرئيس لمرتبة القداسة .
هكذا تمت إهالة التراب على أكبر جريمة إبادة جماعية وتعذيب يفوق تعذيب النازيين لم تعرفه البشرية منذ الحرب العالمية الثانية , تماما مثلما طمست معالم المقابر الجماعية وشيد فوق الجثث والجماجم الفنادق والمباني الحكومية , بل وتمت مكافأة المجرم السفاح واعتباره ” باني سورية الحديثة “
بعد ذلك نظر حافظ الأسد وجميع حاشيته المجرمة من ضباط وحزبيين وموالين إلى جريمة حماة باعتبارها عملا مثاليا ومدرسة ناجحة لكيفية مواجهة الشعب والمعارضين للنظام المستبد والفاسد .
في العام 2012 كتب توماس فريدمان الصحفي الأمريكي المميز في جريدة نيويورك تايمز يقول إن مايفعله بشار الأسد ليس سوى ماتمليه ” مدرسة حماة ” مشيرا إلى الطريقة التي كرسها حافظ الأسد في مواجهة أية معارضة .
نعم وللأسف الشديد فقد كان ثمن تخاذل السوريين عن نصرة حماة في وقتها تكريس ” مدرسة حماة ” التي طبقها حرفيا بشار الأسد على سورية كلها .
بمعنى من المعاني كانت الثورة السورية عام 2011 ردا على جميع المظالم التي اقترفها النظام السوري المجرم بحق سورية ومنها جريمة حماة الكبرى , لقد أفاق الشعب السوري كله مرة واحدة وواجه النظام بصدوره العارية ثم بما ملك من سلاح , وظل في مواجهته حتى أسقطه على أبواب حماة في أهم المعارك العسكرية التي خاضها الثوار خلال تقدمهم كعاصفة مدمرة للظلم والارهاب .
ومن أجل استعادة كامل صورة الجريمة الكبرى التي نجح النظام في طمسها خلال عشرات السنين , ونض الغبار عن حقائق ماحصل في حماة مما لم يعرفه السوريون في كامل صورته الرهيبة .
من أجيال الأجيال الجديدة وكي لاتتكرر ثانية مثل تلك المذبحة .
لابد من إحياء ذكرى جريمة حماة الكبرى .
وجمع الحقائق وتوثيقها .
ووضع لائحة سوداء بمجرمي الحرب والابادة الجماعية .
ومحاكمتهم فجرائم الحرب والابادة الجماعية لاتسقط مع الزمن .
لقد آن لأرواح الشهداء والأبرياء أن ترتاح .