ذكرياتي مع المناضل أبو احمد فؤاد وتأسيس خلية القوميين العرب المقاتلة الفلسطينية

بسام أبو شريف

قلائل هم الذين يعرفون ابو احمد فؤاد فهو من الرجال الذين لا بفصحون عما يؤلمهم او ينخز في اجسادهم او يؤذيهم او يسعدهم فهو رجل صامت لا يفكر الا بكم من قدم يتقدم نحو ارض فلسطين تحريرا من الاحتلال وعنجهية الصهيونية واجرام هؤلاء بحق اطفالنا ورجالنا ونسائنا وارضنا …

هو من الرجال الذين يلاحقون نسمة الهواء الفلسطينية حتى لا يلقي القبض عليها عدو ماكر وهو من الذين يبحثون عن كأس ماء زلال من ارض الاردن نهرا وسماء ونبعا …

هو من ذ لك الصنف الذي يثبت على الجرح حتى لا يخرج من ذلك الجرح الاليم صراخ هو رجل يضم على اصابع كسرتها رصاصة للعدو انتظارا لتجبيرها وعودتها للحركة”.

ولا حركة لاصابعه سوى تلك التي تحرك الزناد نحو صدر العدو ورأسه … ابو احمد فؤاد هو داوود المراغة من حي سلوان في القدس كان يعمل في اطار الاسعاف بالتنسيق مع مستشفى المقاصد عندما شنت حرب 67  وكان احد ابناء حركة القوميين العرب الذين كانوا يخوضون معارك سياسية ايضا من اجل فلسطين ولحرية فلسطين ولاستقلال فلسطين وكان ملاحقا كما كان القوميون العرب ملاحقون في كل مكانكونهم الاكثر وفاء والتزاما وتنفيذا لشعار الوحدة العربية وان طريق تحرير فلسطين هي طريق الوحدة العربية …

وما ان انطلقت تلك الحرب وظهرت اولى نتائجها حتى التأم شمل القوميين العرب وقرروا انشاء تنظيم فلسطيني مسلح يقاتل من اجل تحرير فلسطين وكان ابو احمد من اول الذين انضموا الى هذا وهو داخل الارض المحتلة وبعد الضربات الاولى خرج ابو احمد فؤاد كما خرج الآخرون واعتقلت القيادات التي بقيت ومنها الدكتور احمد خلبفة والدكتور اسعد عبد الرحمن وتيسير قبعة رحمه الله وغيرهم من القيادات ولم يكن لدى الحركةالفدائية تجربة في العمل السري والاختفاء والهروب من قبضات الامن ا لاسرائيلي ابو احمد فؤاد داس على الخط السليم ومشى ولم يرى حيثما ولى وجهه وراء اماما جانبا الا استراتيجية واحدة وتكتيكات ملتزمة بها ومتصلة بها استراتيجية الكفاح المسلح للتخلص من الاحتلال وكل التكتيكات وكل التكتيكات التابعة والمرتبطة بهذه الاستراتيجية وقضى حياته ملتزما بها حتى النخاع ولم ير في حياته بعدها يوما يمكن ان يطلق عليه يوم راحة او اجازة او او او كانت حياته سعادة او حزنا هي حياة المقاومة من اجل تحربر الوطن وتحول كما تحول الشهداء السابقون الى جسد يتحرك بروح المقاومة ولا يتحرك الا بها مقاومة نابعة من ايمان عميق في قلب يدق ولا يسحق ايمانه في قلب مؤمن ولا يطحن ايماتنه في قلب مصمم على النصر ولا يخيب امل صاحبه الا بانتصار واضح المعالم … سقفه  نور

انتصار جذره عنب وزيتون انتصار من التصق والتصقت حياته في ارضه ارض التين والزيتون الارض المقدسة الارض التي صعد منها وعاد اليها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم

وخرج ابو احمد قبل ان يعتقل لينهمك على تدريب نفسه مع اخوته في دورات عسكرية متلاحقة الى ان اصبح قائدا للقطاع الاوسط في الاغوار وراح يخطط للعمليات من تلك المواقع نحو الارض المحتلة وااذاق العدو … مرا

ومنها مشى ومنها صعد الى حبث كلف ان يصعد وهبط الى حيث كلف ان يهبط قاوم قاتل صمد وانتصر في الف معركة ومعركة وافشل خطط العدو الف خطة وخطة وحمى المواطنين حيثما يجب ان يحميهم ونفذ العمل… الثوري حيثما كان عليه ان ينفذه

هل تذكر يا داووديا ابو احمد  هل تذكر كأس الشاي صباح كل يوم فجر كل يوم الشاي الذييكاد لونه يصل الى السواد لانه  وضع على النار اكثر من مرة  فازداد مرارا ولكنه كان ذلك الشاي الذب ارتبط كأسه مع صحو للنهوض من اجل مواجهة العدو هل تذكر عندما كنا نجوع كنا نريل احدنا الى بياع الفلافل لبأتي بكيس الفلافل ورغيفين من الخبز هل تذكر يا ابو احمد يوم قررت النزول الى جنوب لبنان بعد الهجوم الاسرائيلي في الخامس من حزيران 82 شجاعا فارسا لا بنوقف امام اخبار تقدم العدو بل يتقدم حيث تاتي تلك الاخبار وبقاتل حتى الشهادة هو وصحبه هل تذكر هؤلاء المقاتلين اليمنيين الابطال الذين اصروا على النزول معك تاى جنوب لبنان وخاضوا معارك على الطريق في خلدة والسعديات هل تذكر اننا قطعنا الامل من كونك حيا بعد ان اخنفت اخبارك عندما احتل الاسرائيليون مخيم عين الحلوة في صيدا الى ان ظهرت بعد شهر تقريبا ملامحك في منحنيات البقاع حبث كانت تجمعات قوات الجبهة الشعبية التي التحقت بها وقدتها لاحقا هل تذكر …

آه يا ابو احمد قد تكون رحلتك هذه رحلة استراحة مما سنواجه من العدو بعد وقف اطلاق النار في غزة ونحن لا نثق بان العدو الاسرائيلي سوف يلتزم بما تعهد به كعتدته مخادع ثعلب عجوز وعاجز عن تحقيق انتصار علينا وعجوز لانه لاا يمكنه القفز كما يمكن لشبابنا ان بقفزوا ولكن انا على يقين انك متأكد ان التصميم والصلابة التي بنيت في قلوبنا استنادا لايمان لا يتزعزع بالنصر  لاننا نصرنا الله والله سينصرنا على اعدائنا

انت تعلم ان شعبنا قاتل مئة عام هذه المرة وسينتصر في النهاية

وقف اطلاق النار الذي وقع في غزة لن يكون ابدا طريقا لخداعنا او لوقف مفاومتنا او لكسر نضالنا من اجل  تحرير الوطن ورفعة شأنه ورفع علم الاستقلال على عاصمتنا القدس عاصمتنا الابدبة

 لا املك شبئا لاكافئك به سوى حبي لك والتزامي الابدي بنضالنا ونضال شعبنا وما سبؤدي اليه من انتصار سيسجله التاريخ على انه انتصار لشعب لم بشهد التاريخ مثيلا له في الدفاع عن حقوقه وارضه وهوائه وبحره وسمائه …

آه يا فلبي الحزين كم سأحزن …

  كم حزنت…

 وكم سأحزن وأحزن …

ولكنني احسب ان هذا الحزن هو جزء من فرح كبير هو جزء من تحرير الارض والانسان تلك الاهداف السامية التي حولنا بها نضال شعب فلسطين من نضال وطني فلسطيني  من اجل الحرية والاستقلال وانهاء الاحتلال والاستعمار ونهب ارضنا وشعبنا وبحرنا وهوائنا وسمائنا تلك الاهداف السامية التي حولنا بها نضال شعب فلسطين من نضال وطني فلسطيني من اجل الحرية والاستقلال وانهاء الاحتلال والاستعمارونهب ارضنا وشعبنا وبحرنا وهوائنا وسمائنا   تحويل كل ذلك الى انتصار لكل من يناضل من اجل الحرية في العالم وليس فقط للفلسطينيين نحن حملة الراية نحن حملة راية الحرية في العالم نحن نقاتل لندافع عن الامم  عن الامم نتاتل دفاعا عن الامم التي ظلمت في هذه الحياة  من قبل الظالمين وسيشهد العالم معاقبة للظالم وقصاصا للظالمين

ولكنني احسب  يا اخي فؤاد هذا ما اعاهدك به وارجو من كل قلبي يا اخي فؤاد هذا ما اعاهدك به وارجو من كل قلبي ان تنال ما تستحق في جنان الخلد وان ترتاح مما آلمك في هذه الحياة طوال الوقت اقدم لك التحية العسكرية تحية عسكرية وتحية انسانية وتحية للقائد الذي بذل كل غال ونفيس من اجل حرية وطنه وشعبه من اجل نسمة هواء نقية …

من اجل شربة ماء زلال من نبع ماء شواطئه شفافه انها فلسطين

أبا احمد …

لن انسى ابدا تلك الليالي ..

تلك الليالي التي مت انا فيها  و كنت انت فيها الملاك الراعي سهرت على رأسي المدمى لتضمن عودة الروح لدي فالرعاية والحب والسهر على حياتي هو من ابقاني حيا  حياتي شكرا لك على رعايتك وضمك لروحي وجسدي اليك رغم الجراح المميتة التي المت بي لن انسى ذلك ابا احمد

لن انسى ذلك يا ابااحمد فانت الذي اشهرت السلاح لتجد لي مكانا في مستشفى ليعالج ما لا يعالج في جريح كمال عالجوني وها انت تسبقني الى جنان الخلد مجاهدا كريما ابيا

من لا يعرف داوود المراغة عليه ان يعلم الآن انه الفارس الشهم الذي لم يترجل في معركة بل قضى عليه المرض عتيا

يا صديقي …

يا أخي

يا رفيقي …

ايها  المقاتل العنيد الصامت يا من اشهرت السلاح في وجه العدو وابقيته صامتا الى جانبك في وجه الصديق

يا ابا احمد سبقتنا لتضىء لغيرك طريق الشهداء الى جانب فوانيس السماء احياء عند ربنا ترزقون

كاتب فلسطيني

المصدر: رأي اليوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى