أهلنا السوريين والفلسطينيين السوريين الكرام
نشهد هذه الأيام المجيدة نهاية الحقبة السوداء للعصابة الأسدية التي عاثت ظلماً وفساداً وخراباً في ربوع سوريا الحبيبة لأكثر من نصف قرن من حكم الأسدين البائدين، ونبارك لكم انتصارات أبنائكم الميامين، وهم يحررون أرض سوريا من رجس العصابة التي خانت شعبها، ويُسقطون عرش الطاغية، الذي هرب مذعوراً بعد مسيرة حافلة بالتنكيل والإجرام والتوحش، كي نعيش معكم احتفالات النصر المؤزر لثورة الحرية والكرامة في ساحة الأمويين، وفي كل مدن وبلدات سوريا العظيمة، ونُحيى فيها بكل إجلال وإكبار ذكرى شهداء الثورة، الذين قدّموا أرواحهم الغالية من أجل حرية وطننا الغالي، وبناء دولة القانون والمواطنة والحريات.
إننا في التجمع الفلسطيني السوري “مصير” نشعر على وقع بشائر الحرية واتشاح المدن والبلدات والقرى السورية بلون علم ثورتنا المباركة، بفرحة غامرة ونحن نقف جميعاً أمام تاريخ جديد تسطر صفحاته المشرقة، بطولات وتضحيات من قبضوا على جمر الثورة طيلة محطات الألم والخذلان التي عايشها ملايين السوريين، ونؤكد على التلاحم الأخوي الذي جمع الفلسطينيين بإخوتهم السوريين، وتمازجت أواصره الراسخة، منذ الصرخة الأولى للثورة عام 2011، وهتافهم في ساحات وميادين الثورة ” فلسطيني وسوري واحد” وهو التعبير الحي والأصدق عن تطلعاتنا وأوجاعنا ومصيرنا الواحد، وقد تعمّد هذا الهتاف النابض بالمحبة والوفاء، من خلال مشاركة الفلسطينيين الأحرار في معترك الثورة وبكافة تجليات حراكها الثوري في المخيمات الفلسطينية، وفي أنحاء سوريا التي عشنا فيها على السراء والضراء مع أخوتنا السوريين.
إن التضحيات التي قدمها فلسطينيو سوريا من آلاف الشهداء والجرحى والمعتقلين في دروب كفاحنا المشترك، وما عاناه أخوتكم الفلسطينيون من استهداف وتدمير مخيماتهم، وفي مقدمتها مخيم اليرموك عاصمة الشتات الفلسطيني، وبقية المخيمات المنتشرة على الأراضي السورية، من مخيم درعاً جنوباً إلى مخيم حندرات شمالاً، وتهجير أهلها عنها على يد ميليشيات الأسد المجرم وحلفائه، جميعها حقائق مضمخة بالدماء والدموع، كي نعيش معاً فجر الخلاص السوري، الذي عادت فيه فلسطين اليوم إلى حضنها السوري، بعد أن تاجر وتلاعب النظام المجرم بالقضية الفلسطينية لعقود طويلة.
أهلنا وثوارنا الأبطال
يتوجه تجمع “مصير” برسالة تقدير ووفاء وعرفان لكل من شاركوا في عملية ردع العدوان وفجر الحرية، من أبناء سوريا ومن أجيال التهجير، على دورهم البطولي في تحرير أرضنا السورية من رجس العصابة الأسدية، وعلى سلوكهم الحضاري والأخلاقي في التعامل مع أهل المدن والبلدات والقرى التي حرروها، بما فيها المخيمات الفلسطينية التي تنسمت هواء الحرية بعد طول معاناة وانتظار، ونأمل أن تستمر هذه الروح الثورية المخلصة لشعبها، في تقديم نموذج سوري بديل عن حكم العصابة الأسدية، يطمئن كل السوريين والفلسطينيين منهم، بأن ربيع سوريا الجديدة يحمل الخير والأمان والحرية لجميع أطيافها المجتمعية.
وكما نفخر كفلسطينيين أحرار بمشاركتنا في ثورة الحرية والكرامة، في كل محطاتها ودروبها، بما فيها مشاركة العديد من الشباب الفلسطيني في معركة التحرير الكبرى، سنعمل مع إخوتنا السوريين على استكمال ما بدأناه، في تحقيق أهداف ثورتنا المباركة، على طريق بناء وطن حر وكريم يليق بآمال وتطلعات جميع السوريين والفلسطينيين على حدٍ سواء، وندعو كافة القوى العسكرية والأطر السياسية والمدنية والإدارية، إلى تعزيز الحقوق والحريات السياسية والمدنية والنقابية والمهنية لأخوتهم من أبناء المخيمات والتجمعات الفلسطينية في سوريا، واستمرار عمل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” في تقديم خدماتها الإغاثية والتعليمية والصحية لمجتمع اللاجئين الفلسطينيين في سوريا، والعمل على إدارة شؤون المخيمات الفلسطينية من خلال لجان محلية منتخبة ديمقراطياً، تنطبق عليها أفضل معايير الحوكمة التشاركية التي نتطلع أن تعمّ الأنحاء السورية كافة.
إن انجاز الاستقلال الثاني لسوريا، وتحديات البناء وإعادة الإعمار وعودة المهجرين، وتحديات أخرى ذات صلة بالأطراف المتضررة من انتصار الثورة، تستوجب منّا جميعاً جهوداً جبارة في المرحلة الانتقالية من حقبة الاستبداد إلى فضاء الحرية، ونتمنى النجاح والتوفيق في مسارات التغيير نحو مستقبل مشرق يليق بتضحيات أهلنا السوريين والفلسطينيين.
التحية لأرواح الشهداء
الشفاء للجرحى
الحرية لكل المعتقلين والكشف عن مصير المختفين قسرياً
عاشت سوريا الحرة
عاشت فلسطين والنصر لشعبنا
9/12/2024
الشعب العربي في سورية وفلسطين أخوة بالوطن “سورية الكبرى” لقد عايش الفلسطينيين السوريين بكل مآسي نظام طاغية الشام وكذلك مقاومته والنضال ضده بالمشاركة بثورتنا، بيان دقيق وموضوعي.