قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، إنه لم تتضح بعد ملامح سياسة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب بشأن سوريا.
وتوقع فيدان أن “إدارة ترمب ستعيد النظر في علاقتها بتنظيم بي كي كي الإرهابي”، وذلك بحسب تصريحات أدلى بها الوزير التركي، السبت، خلال لقائه ممثلي صحف ووسائل إعلام في مقر وزارة الخارجية بالعاصمة أنقرة.
الخلاف التركي الأميركي بشأن سوريا
وذكر الوزير التركي أن “المشكلات الاستراتيجية” بين أنقرة وواشنطن ستستمر طوال مواصلة الولايات المتحدة دعم تنظيم “واي بي جي/ بي كي كي” الإرهابي في سوريا.
وأضاف أن “الولايات المتحدة، التي تنتهج سياسة خارجية تتركز على العامل الأمني، من المفترض أن تكون الأكثر قدرة على فهم مخاوف تركيا”.
ولفت إلى أن “تركيا كانت وما زالت تؤكد موقفها بهذا الشأن سواء من خلال خطواتها الدبلوماسية أو سياساتها على أرض الواقع”.
وأشار كذلك إلى اعتزام ترمب خلال ولايته الأولى سحب القوات الأميركية من سوريا، مبيناً أنه حاول وجرّب ذلك، “إلا أن النظام الأميركي آنذاك لم يسمح بتحقيق هذا الهدف”.
ويعتقد فيدان أن إدارة ترمب ستبني سياساتها بشأن سوريا خلال المرحلة المقبلة على نتائج تقييم مدى تأثير ما يحدث في البلد العربي على إسرائيل وأمنها.
وبحسب فيدان، فإن “واشنطن تدرك جيداً مدى جدية أنقرة فيما يخص وجود تنظيم ‘واي بي جي/ بي كي كي’ الإرهابي في سوريا”، منتقداً “استمرار العلاقة بين واشنطن والتنظيم الإرهابي في سوريا”. كما قال إن “دفع حليف مثل تركيا إلى نقطة أخرى، ليس له تفسير أو مبرر عقلاني واستراتيجي”.
قرارات جذرية حول بعض الملفات
وقال فيدان: “انطباعي عن ترمب هو أنه قد يستمر (بعد توليه المنصب رسمياً) في خطابه الحالي بشأن بعض القضايا، بينما يترك الأمور الحرجة على حالها دون أن يتخذ بخصوصها قرارات جذرية في البداية”.
ومن القضايا التي توقع فيدان أن يتخذ ترمب قرارات جذرية بشأنها في المرحلة الأولى، ملف المهاجرين، مرجعاً ذلك لكونه “الأقل كلفة من حيث السياسة الداخلية والخارجية”.
أنقرة: واشنطن تفكر بالانسحاب
وسبق أن قالت مصادر دبلوماسية في أنقرة لموقع “بي بي سي” إن تصريحات أردوغان بشأن الانسحاب الأميركي المحتمل من سوريا تأتي استناداً إلى مراجعة السياسة الأميركية في المنطقة، والتي قد تشمل انسحاباً في 2025-2026.
وأضافت أن آخر لقاء رفيع المستوى بين أنقرة وواشنطن حول سوريا كان في أيلول الماضي، عندما التقى القائم بأعمال وكيل وزارة الخارجية الأميركية جون باس بوزير الخارجية التركي هاكان فيدان ومسؤولين آخرين.
تداعيات الانسحاب
ويشدد الدبلوماسيون على أن الولايات المتحدة لن تنهي وجودها في سوريا إلا بعد التوصل لاتفاق شامل مع تركيا، قد يتضمن التزام تركيا بالاستمرار في محاربة “داعش” وضمان أمن حلفائها في المنطقة.
وتثار قضية أخرى بين تركيا والولايات المتحدة وحلفائها الغربيين هي مصير نحو 5 آلاف معتقل من أعضاء “داعش” المحتجزين في سجون تديرها (قسد).
ويهدف الوجود العسكري الأميركي في سوريا أيضا إلى موازنة القوى مع روسيا وإيران، اللتين تملكان قوات في المنطقة، وتُثار تساؤلات حول ما إذا كانت الفجوة التي سيتركها الانسحاب الأميركي ستملؤها قوات النظام السوري أم تركيا والفصائل المرتبطة بها.
المصدر: تلفزيون سوريا