راهن الكثيرون على أن الكيان الصهيوني سيضرب نظام الملالي ضربة ساحقة، لن يقوم له بعدها قائمة، وسرعان ما تبين أن هذه الضربة ” المسخرة” محكومة بحسابات أمريكية وصهيونية ليس من بينها رهانات وتمنيات من لا يريدون قراءة لوحة الصراع المحتدم في المنطقة، وتشابكاته الإقليمية والدولية. ذلك أن التطورات الميدانية والسياسية بعد 7 أكتوبر تجاوزت نظرية التخادم بين الطرفين، إلى إعادة ترسيم مناطق النفوذ بينهما، بحيث ينفرد الاحتلال في قطاع غزة، كشأن يخص الترتيبات الصهيونية لما بعد اليوم التالي، ولن يكون مسموحاً لأحد التدخل لتغيير تلك الترتيبات والمخطط المتعلق بها. أما بخصوص لبنان، فيبدو ان الصفقة القادمة وربما القريبة وإيران في قلبها، وليست بعيدة عنها، تستند على تطبيق القرار 1701، ما يعني تفكيك محور وحدة الساحات، وإعادة تموضع حزب الله ضمن معادلة لبنانية جديدة، تجرده من قرار الحرب، دون ان تنهي حضوره وتأثيره السياسي، طالما أن المعركة البرية فشلت حتى الآن في القضاء عليه. وهذا حسب اعتقادي سيترك لإيران مساحات للحفاظ على نفوذها في سوريا والعراق، شريطة عدم تهديد الأمن الإسرائيلي، وبقاء بشار الأسد ضمان اساسي لهذه الرؤية، وهذا ما لا تمانع فيه أمريكا، ولا يخرج عن قبولها بالنفوذ الإقليمي لإيران، واستمرار دورها كفزاعة، تدفع الدول العربية للارتماء أكثر في أحضان أمريكا وحليفتها المدللة، بل هو تكريس للعبة التي تديرها امريكا في المنطقة منذ عقدين على الأقل، في ظل عدم وجود أي وزن للعرب ودولهم في تغيير قواعد تلك اللعبة، بعد أن خرجوا منها على يد أنظمة الفشل والإذعان والتبعية..
إذا كان من تعويل وإمكانية لتغيير هذا المشهد المُستبيح لحقوق الفلسطينيين والعرب، فذلك مشروط بإرادة الشعوب ورفضها هذا الواقع المتردي وعدم التسليم به، وليس هناك بمستحيل على إرادة الشعوب إذا اهتدت لشروط تحررها وخلاصها الحقيقي..
تتكرر المسرحيات من نظام ملالي طهران وقوات الإحتلال الصh يوني بالرد ومن إعادة الرد على الرد ويتكرر بمسرحيات مسخرة، وبعمل عسكري مسخرة بمسخرة، نسمع بأن الكيان الصh يوني سيضرب نظام ملالي طهران ضربة ساحقة، لن يقوم له بعدها قائمة، وسرعان ما يتبين بأن هذه الضربة ” مسخرة” محكومة بحسابات أمريكية، لأن المستهدف ليسوا العرب والفلسطينيين.