أسباب ارتفاع الأسعار في سورية… وبينها معبر المصنع

عدنان عبد الرزاق

قالت مصادر في دمشق إن هناك عدداً من الأسباب لارتفاع الأسعار في سورية خلال الأيام القليلة الماضية، منها تراجع المواسم الصيفية الزراعية وزيادة النازحين من لبنان ومخاوف تداعيات القصف الإسرائيلي لمعبر المصنع الحدودي مع لبنان، وأضافت المصادر، أن الارتفاع الأكبر في الأسعار تجلى في قطاع العقارات الذي يشهد طلباً متزايداً وارتفاعاً كبيراً في الإيجارات.

وفي حين يبرر عضو غرفة تجارة دمشق، محمد حلاق في تصريحات إعلامية، أن “أحد الأسباب الرئيسية لذلك هو صعوبة الشحن وارتفاع التكاليف عبر البحر الأحمر”، مشيراً إلى ارتفاع كلفة شحن الحاوية من 2000 إلى 8000 دولار، بسبب الحروب والتوترات الحاصلة حالياً. إلا أن خبراء اقتصاد وتجاراً أكدوا أن هناك أسباباً أخرى لهذا الارتفاع.

أسباب زيادة الأسعار

من جهته، قال الاقتصادي السوري، عماد الدين المصبّح لـ”العربي الجديد” إن “إرجاع أسباب ارتفاع الأسعار إلى عوامل لوجستية ليس دقيقاً بالمطلق”. وأكد أن “الأهم هو تراجع الإنتاج المحلي وتهديم بنية الاقتصاد، الزراعي والصناعي، خلال الحرب على الثورة، فضلاً عن تهدير الكفاءات وتهجير أصحاب المشاريع والمنشآت، إلى مصر والأردن وتركيا”.

وأضاف المصبح أن “دخول الإخوة اللبنانيين أو عودة بعض المهجرين السوريين، من لبنان، ليسوا بالعدد الكبير الذي يؤثر على الأسواق والأسعار، لكن الوضع الاقتصادي العام متهدم والقدرة الشرائية منعدمة، وربما اليوم، بعد كشف الواقع السوري للإعلام، بعد دخول النازحين، زاد من كشف الواقع”.

وحول أثر قصف معبر المصنع على الأسعار، يرى المصبح أن “الأضرار ستكون كبيرة على كلا البلدين، لأن المعبر رئة لبنان البرية التي تصدر وتستورد من خلاله”، مشيراً إلى أن “العديد من السلع والمنتجات التي تدخل سورية، كانت تأتي من خلال معبر المصنع، كما أن لبنان يصدر الخضروات والفواكه من خلال معبر المصنع”.

ولفت الاقتصادي المصبح إلى أن “العلة بالنسبة للسوريين، بعد تهديم منشآتهم وأعمالهم، تكمن في دخلهم المتراجع جداً، قياساً لارتفاع تكاليف المعيشة والأسعار بنحو 20% خلال أسبوعين، وليس من المنطق أو الصدقية، على الأعداد القليلة القادمة من لبنان كما بدأ يروّج النظام” .

بدوره، لفت العامل في قطاع تجارة التجزئة، غياث شباط من حي دمر بدمشق، إلى أن ” أسعار بعض السلع الاستهلاكية، زاد أكثر من 20%، أهمها السلع القابلة للتخزين، من قمح وطحين وسكر وأرز وحتى المعلبات”، مشيراً خلال اتصال مع “العربي الجديد” إلى أن ” المخاوف من توسع دائرة الحرب، بدأ يشغل السوريين الذين باتوا يقسمون دخلهم المتواضع، على الأولويات، ومنها تخزين بعض المؤن للطوارئ”.

وحول أثر السوريين العائدين من لبنان أو الإخوة اللبنانيين على حركة الأسواق وزيادة الطلب، أضاف شباط، أنه “لا أثر مشاهداً وحقيقياً لأن معظم اللبنانيين تم تأمينهم عبر منظمات أو مؤسسات حكومية، وبكل الأحوال، لم يدخل دمشق أو سورية بشكل عام، الأعداد التي يمكن أن تؤثر على الاستهلاك، حيث لم تزد بحسب ما نعلم عن 400 ألف سورية ولبناني حتى اليوم”.

ولكن، يلفت شباط إلى أن “إيجار العقارات ارتفع بشكل كبير، إذ تعدى بدمشق 200 دولار ولا يقل بالريف القريب عن 150 دولاراً، لأن قطاع العقارات بالأساس، يعاني طلباً زائداً”. وهو ما أكده الخبير الاقتصادي عمار يوسف في تصريح لصحيفة “الوطن” بدمشق بأن “ارتفاع الطلب على العقارات يعود إلى الأوضاع في لبنان، ما أدى إلى ارتفاع طبيعي في الإيجارات نتيجة قلة العرض وكثرة الطلب. كما أن المستأجرين هم الحلقة الأضعف في هذه المعادلة”، مشيراً إلى أن “بعض المؤجرين يستغلون الحاجة ويبالغون في رفع الأسعار، إلى جانب استغلال المكاتب العقارية للوضع لتحقيق أرباح طائلة من جيوب اللبنانيين”.

ارتفاع تكاليف المعيشة

وارتفع متوسط تكاليف معيشة الأسرة المكونة من خمسة أفراد إلى أكثر من 13.6 مليون ليرة سورية، في وقتٍ بقي الحد الأدنى للأجور ثابتاً عند نحو 279 ألف ليرة شهريّاً. ووفقاً لمؤشر مركز “قاسيون” بدمشق، فقد بلغ الحد الأدنى لتكاليف المعيشة 8.5 ملايين ليرة سورية.

وارتفع الحد الأدنى لتكاليف الغذاء الأساسية الشهرية لأسرة من خمسة أفراد من نحو 4.9 ملايين ليرة ليرة في نهاية شهر يونيو، إلى 5.1 ملايين ليرة في نهاية شهر سبتمبر، وذلك بالاعتماد على وسطي أسعار هذه المكونات في الأسواق الشعبية بالعاصمة دمشق. وارتفعت تكاليف الحد الأدنى للحاجات الضرورية الأخرى التي تشكل 40% من مجموع تكاليف المعيشة من نحو 3.25 ملايين ليرة في نهاية يونيو إلى 3.41 ملايين ليرة في نهاية سبتمبر، أي إنها ارتفعت بمقدار 4.6% أيضاً خلال ثلاثة شهور.

ويتوقع مراقبون استمرار زيادة الأسعار في سورية، بعد إغلاق معبر المصنع واستمرار تدفق اللبنانيين والسوريين، فضلاً عن قرارات الحكومة الجديدة التي رفعت سعر لتر المازوت الخاص بالتدفئة ليصبح 5000 ليرة سورية من 2000 ليرة، وذلك بعد أن رفعت سعر البنزين.

 (الدولار= 14750 ليرة سورية)

https://www.alaraby.co.uk/economy/%D8%A3%D8%B3%D8%A8%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D8%B1%D8%AA%D9%81%D8%A7%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B3%D8%B9%D8%A7%D8%B1-%D9%81%D9%8A-%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%A8%D9%8A%D9%86%D9%87%D8%A7-%D9%85%D8%B9%D8%A8%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B5%D9%86%D8%B9#:~:text=%D8%A3%D8%B3%D8%A8%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D8%B1%D8%AA%D9%81%D8%A7%D8%B9%20%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B3%D8%B9%D8%A7%D8%B1,14750%20%D9%84%D9%8A%D8%B1%D8%A9%20%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A9)

المصدر: العربي الجديد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. كان المواطن السوري يعيش تحت مستوى الفقر بدرجتين وبعد الأحداث الأخيرة بلبنان وعودة بعض اللاجئين السوريين من لبنان ووصول لاجئين لبنانيين هرباً من الحرب وإغلاق معبر المصنع بعد قصفه، وهجرة الصناعيين والتجار نتيجة الضغوط وتفشي الفساد على كل المستويات جعلته المواطن تحت مستوى الفقر بعشر درجات وتكاليف المعيشة لأسرة من خمسة أفراد 5.1 ملايين ل.س والأجور 279 ألف ل.س .

زر الذهاب إلى الأعلى