تغيير ديمغرافي جديد أم استقبال إنساني لعائلات حزب الله اللبناني في سورية

أنس عوض

ملامح تغيير ديمغرافي جديد مع استمرار الحرب الإسرائيلية على جنوب لبنان، في وسط ارتفاع حدة التصعيد من خلال الاستهدافات التي طالت المناطق السكنية المأهولة بالمدنيين، مما دعا السوريون واللبنانيون معًا بالفرار نحو سوريا، وتزامن ذلك مع تقديم النظام السوري التسهيلات لدخول اللاجئين اللبنانيين إلى الأراضي السورية، وفي حين تجاهل اللاجئين السوريين الهاربين من القصف الإسرائيلي، وضيّق عليهم بفرض رسوم مالية قدرها 100 دولار للدخول إلى بلدهم، هذا ما أثار مخاوف “الائتلاف الوطني السوري”، بإجراء استكمال سلسلة التغيير الديمغرافي في سوريا، على خلفية التسهيلات التي يقدمها لعائلات “حزب الله” لدخول سوريا.

حذّر عضو الهيئة السياسية في “الائتلاف الوطني السوري” محمد سليم الخطيب في تصريح صحفي نشره الائتلاف، من التعليمات الموجهة من نظام الأسد بتسهيل آلية دخول عناصر “حزب الله” وأسرهم إلى الأراضي السورية، معتبرًا إلى أنها قد تكون خطوة من خطوات استكماله لمشروع التغيير الديموغرافي الذي بدأه النظام وإيران منذ سنوات.

مخاوف من تغيير ديمغرافي جديد من توطين عائلات “حزب الله” في سوريا

وأعرب الخطيب عن مخاوفه من أن نظام الأسد “قد يستغل العدوان الإسرائيلي على لبنان من أجل توطين عائلات ميليشيات حزب الله الإرهابي وتعزيز تواجده العسكري في سوريا، واستكمالًا لمشروعه في التغيير الديموغرافي لضمان سطوته على سوريا”، بحسب وصفه.

ومن جانبه اعتبر عضو الهيئة السياسية في “الائتلاف الوطني السوري” أحمد جميل بكوره خلال حديثه لوكالة الصحافة السورية، أن عملية تسهيل النظام السوري لدخول عائلات عناصر حزب الله اللبناني إلى الأراضي السورية هو جزء من استراتيجيته للتغيير الديمغرافي و سياسته التي ينتهجها منذ سنوات بالتعاون مع إيران، وأشار إلى أن هذا السلوك ليس جديدًا، فالنظام يعمل بشكل مستمر على إعادة تشكيل التركيبة السكانية في مناطق معينة مثل جنوب دمشق والقصير وغيرها من المناطق السورية، وخاصة في المناطق التي تعرضت للنزوح والتهجير، من خلال توطين عائلات الميليشيات الموالية له وحلفائه في منازل المهجرين السوريين.

وأكد الكاتب الصحفي السوري أحمد مظهر سعدو في حديثه لوكالة الصحافة السورية، أن التغيير الديمغرافي أضحى سياسة ممنهجة يتبعها النظام السوري، موجهًا بذلك رسالة واضحة ومباشرة إلى كل المحيط الإقليمي والدولي، وكذلك إلى العالم العربي، ومشيرًا إل أن النظام لم يألُ جهدًا في الاستمرار بذلك في ظل صمت مطبق من النظام العربي الرسمي، ونوه إلى أن المعارضة الرسمية السورية باتت فاقدة للفاعلية، بينما تنشغل في صراعات المحاصصة والمصالح، متجاهلة آلام السوريين ومعاناتهم، في ظل واقعهم المتردي الذي يعيش حالة من الاستنقاع الصعب، دون أن ترتقي هذه المعارضة الى مستوى تضحيات الدم السوري، على حد تعبيره.

نظام الأسد يتجاهل اللاجئين السوريين العائدين إلى وطنهم

وبيّن الخطيب أن “نظام الأسد قد يستغل إخراج ميليشيات الحزب من جنوب لبنان، ويقدّم لهم تسهيلات الإقامة في منازل المهجّرين السوريين”، مشيرًا إلى أنه يقوم بفرض أمر واقع جديد، مما يمنع في المستقبل عودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم، وملفتًا إلى أن هذا يعقّد من مسألة تطبيق القرارات السياسية الدولية المتعلقة بالشأن السوري والوصول إلى حل سياسي وفقها.

وأوضح بكوره أن النظام السوري يُقدم هذه التسهيلات لأسر عناصر من حزب الله، وبينما يتجاهل بشكل واضح أوضاع اللاجئين السوريين الذين فروا من القصف الإسرائيلي ومن أهوال الحرب في لبنان، ملفتًا أن هذا التناقض يُظهر أن النظام لا يسعى إلى حماية شعبه أو إعادة اللاجئين إلى منازلهم، بل يستخدم الأزمة لتعزيز قبضته على مناطق استراتيجية، وضمان ولاء السكان الجدد الذين يوطّنهم في سوريا، هذا ما يعرقل بشكل مباشر تطبيق القرارات الدولية المتعلقة بسوريا.

وأشار الصحفي سعدو أن نظام الأسد فتح أبواب سوريا على مصراعيها لعائلات حزب الله اللبناني الإيراني ومانعًا السوريين من العودة إلى وطنهم، ومشيرًا إلى أن اللاجئ السوري العائد إلى سوريا هربًا من العدوان الإسرائيلي على لبنان مطلوب منه أن يدفع مبلغا قدره 100 دولار وهو لا يمتلك منها شيئاً، وبينما يتم تسهيل عملية دخول حاضنة حزب الله اللبناني بلا أي رسوم مالية، ويشير هذا التسهيل بكل وضوح إلى تبعية هذا النظام لإيران الملالي وحزب إيران في لبنان، حيث يعتبرهم الأهم بالنسبة له وليس شعبه كما يدعي ويقول، وذلك بحسب وصفه.

وتابع الخطيب في تصريحه: إن استقبال اللاجئين المدنيين اللبنانيين الذين لم يتورطوا في ارتكاب الجرائم والانتهاكات بحق السوريين هو واجب إنساني لن يتوانى عنه أي سوري، كما فعلوا في الماضي مع مواطني كل الدول التي شهدت بلدانهم أزمات وحروبًا عبر التاريخ.

والجدير بالإشارة أن هذه التحركات تعزز من متابعة النظام السوري لسياسته الممنهجة في التغيير الديموغرافي في المحافظات السورية، وتعمّق معاناة اللاجئين السوريين سواء داخل سوريا أو في الخارج، وتجعل عودتهم إلى بلدهم الأم أكثر صعوبة، بل تكاد تكون مستحيلة في ظل هذه الظروف الصعبة التي تشهدها سوريا.

المصدر: وكالة الصحافة السورية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى