اعتبرت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية أن سلسلة الحوادث التي شهدتها إيران منذ 26 يونيو الماضي والتي لا يعرف الجهة المسؤولة عنها تحديدا تبعث برسالة “تحذير واضحة” للنظام الإيراني.
واستبعدت الصحيفة أن تكون الحوادث والانفجارات التي وقعت منذ ذلك التاريخ وطال بعضها مواقع حساسة قد حدثت من قبيل الصدفة.
وقال التقرير: “تشير الأحداث إلى أن شخصا ما في مكان ما لم ينس إيران، حتى في وسط انشغال العالم بجائحة كورونا والوضع الداخلي في الولايات المتحدة، والجدل بشأن ضم إسرائيل أجزاء من الضفة الغربية”.
وتقول الصحيفة إن من يقف وراء الهجمات الأخيرة “يعمل على افتراض أن أيادي إيران مقيدة على الأقل في الوقت الحالي”.
وتابعت أنها “تبعث برسالة قوية إلى الجمهورية الإسلامية التي تعاني بالفعل من كورونا والعقوبات الأميركية القوية والأزمة الاقتصادية العميقة والصراع الداخلي مفادها أنها معرضة للخطر، وأن أكثر مرافقها حساسية يمكن الوصول إليها واختراقها، وأن تلك المرافق التي يشتبه في استخدامها لتعزيز برنامجها النووي والصواريخ البالستية يمكن أن تتضرر بشدة”.
وتبعث الهجمات أيضا إشارة واضحة أنه “حتى مع كل الأخطار الأخرى التي تواجه الإنسانية حاليا، فإن السماح للإيرانيين بالسير قدما في طموحاتهم النووية سيكون حماقة مطلقة تجعل التهديدات الحالية التي تواجه العالم تبدو بسيطة بالمقارنة”.
ويشير التقرير إلى أن من خطط ونفذ “ما يشبه الهجمات المتعمدة” ضد البنية التحتية الإيرانية الرئيسية قرر أن “الوقت كان مناسبا لاستهداف رأس الأخطبوط وأنه لا يكفي فقط التركيز على إحدى أذرعه العديدة في الخارج”.
ورجحت بعض الأسباب المحتملة لتنفيذ هذه العمليات في الوقت الحالي، منها تسارع إيران في العمل ببرنامجها النووي.
وربما يكون الأمر أيضا مرتبطا بالتصويت المرتقب في الأمم المتحدة على رفع الحظر على الأسلحة المفروض على إيران. وبما أن الإيرانيين حريصون للغاية على رفع هذا الحظر، فقد لا يردون على مثل هذه الهجمات الصغيرة لتفويت الفرصة على الدول في المنظمة الدولية التي تسعى لتمديد الحظر.
وقد يكون مرتبطا “بالنافذة المتبقية” للعمل قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية في نوفمبر المقبل، فالإيرانيون ينتظرون بفارغ الصبر هذه الانتخابات آملين في عدم إعادة انتخاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب وأن يفوز بها جو بايدن الذي أبدى رغبة في توقيع اتفاق نووي معها.
ولن يخدم الإيرانيون في هذا الوقت، بحسب الصحيفة، قيامها برد عسكري واسع النطاق، لأن ذلك سيجبر بايدن على اتخاذ موقف أكثر تشددا تجاهها، في حال فوزه.
يذكر أن حريقا شب السبت في محطة للطاقة في مدينة الأهواز جنوب غرب إيران كان الأحدث في سلسلة الحرائق والانفجارات.
ويوم الخميس، اندلع حريق في منشأة نطنز النووية لكن المسؤولين قالوا إن العمليات لم تتأثر.
ويوم الثلاثاء الماضي، لقي 19 شخصا حتفهم في انفجار في منشأة طبية شمال طهران وقال مسؤول إن “تسريبا للغاز” تسبب في الانفجار.
وفي 26 يونيو، وقع انفجار شرقي طهران بالقرب من قاعدة بارشين العسكرية حيث يجري تطوير أسلحة. وقالت السلطات إن سببه “تسرب في منشأة لتخزين الغاز” في منطقة خارج القاعدة.
المصدر: الحرة نت