سيتكرر تأديب السيد لعبده المشاغب

كامل ناصر الأحوازي

عندما تكون العلاقة بين طرفين أو جهتين، مبنية على قواعد الآمر والمطيع، ذات الشروط المحددة و تحمل في خفاياها التفاهم و الاتفاق حول أهداف و مصالح معينة على مديات طويلة و التنسيق الذي يظهر جليا عند محاولة ما ، حين تريد الجهتين ، استغلالها في خلط الأوراق في مقطع زمني معين أو للاستهلاك الداخلي الخارجي معا أو تلميع الوجه عند بعض الإخفاقات أو الشعور بخطر ما يهدد مصالحهم بشكل و بآخر ، على سبيل المثال ، يستعينوا بإقامة مسرحية شجار أي عراك و العمل على وصول صداه إلى القارات كلها ، يعني بصريح العبارة اللعب على المكشوف في دائرة واسعة من مساحة التخادم ، و هذا ما تعود عليه خاصة شعوب منطقتنا الشبه منكوبة و الأغلبية تعرف الأسباب الرئيسة وراء هذه النكبة و التي هي من نتاج هذا اللعب و الأخذ و العطاء و و التفاهم الشيطاني، بين الإدارات الأمريكية و النظام الإيراني و التي كانت و مازالت مستمرة بالديباجة نفسها ، و هذه العلاقة ذات الأبعاد الجهنمية لم تكن يوما مخبأة على أحد ، و حصيلتها كيفما كانت ، تكون على حساب دول المنطقة ، كما رأينا كيف تسببت بحدوث كوارث انسانية من احتلال في كلا من أفغانستان و من ثم العراق و تلاها سوريا و لبنان و اليمن و دور الإيراني الهدام و المدمر فيها و مع الأسف الحبل على الجرار .
لنأتي بذكر قضية احتلال السفارة الأمريكية في طهران و الرهائن العاملين فيها في سنة 1979 و بعدها جاءت فضيحة إيران غيت أو إيران كونترا و ذلك في سنة 1985 ،[1] ، ما عرفت بصفقة السلاح الأمريكي الاسرائيلي أثناء الحرب الإيرانية العراقية ، التي ساهمت بالإفراج عن الرهائن في لبنان ، و مثلها الکثير من التمثيليات و الأزمات المفتعلة و ما بعدها من تنفيذ لغايات معينة و أهداف تمت حسب الخطط المرسومة مسبقا ، و الذي و مع الأسف الشديد كان أغلبية الإعلام العربي ، يساعد إعلاميا في إنجاح تلك الخطط الخبيثة و ساهم في تحريف الأذهان و التشويش على الرأي العام و كأنه قدم خدماته هذه مقابل حصوله على الفتات من الكعكة التي تقاسموا الأسياد و عبيدهم معا .
‌خلال الأيام الأخيرة ، نشاهد كالعادة أعادت السينايورهات نفسها مرة أخرى و بترتيب آخر ، أي تراشق إعلامي بنبرة حادة و تهديد و وعيد و ما يتبعها من تصريحات نارية خاصة من جانب الامريكان ، و هذا ما يحدث أثر تنمر العبيد الأخير ، بعدما عبيد العبد قاموا و بالخطأ العملي( الخطأ في تقدير المسافة المطلوبة للتصويب) بضرب قاعدة أمريكية ، خلفت عدد من الضحايا أي من جنود الامريكان و جرح العشرات منهم ، هؤلاء العبيد اللذين نسوا مكانتهم و دورهم الخدمي و التنفيذي خدمة لمصالح الامريكان حسب الأمر و الطاعة و الاستفادة المشتركة حسب النسبة المئوية منما تعطيها النتائج المرجوة بعد كل مسرحية ، و لهذا خلقوا معا أجواء متوترة في المنطقة بالأخير لا تخدم الا ما تصبوا إليه غايتهم و مصالحهم العليا و عادة ما تنتهي هذه الأجواء بقصف أو عمليات تصفية لعدد من بيادق العبيد ، هنا و هناك ، بمعنى آخر عملية تأديبية أو عملية شد لجام أخرى للعبد تسجل في ارشيف العلاقة التخادمية على حساب دول المنطقة دون أي استثناء و تنتهي المسرحية و بعدها كأنه لم يحدث شيئا و الامريكان يبقون كما هم و الإيرانيين يستمرون في عربدتهم في بعض الدول العربية التي و لولا تراخي و تقاعس و سماح الامريكان ، لما احتلوها لليوم هذا .
يبقى الامريكان لا يعترفون بأي صديق مهما كانت أوصافه و مكانته الاستراتيجية في معاملاتهم اليومية و لا يوفون بعهودهم مقابله و يبيعونه في أول سوق للأدوات المستعملة ، يجدونه ، و بثمن بخس جدا ، و يحدث هذا عندما الظروف الحساسة و الحرجة تحكم بذلك و تطلب بالتخلي عنه نهائيا ” على ضوء مقولة لا يعلو صديق و حليف على المصالح العليا ” ، أو في بعض الأحيان يضعفوا دوره و يتركوه على رفوف مطبخهم كما يقال و ذلك لوقت الحاجة إليه ، و الأنظمة الإيرانية عبر التاريخ الحديث تبقى خير دليل لما نتكلم عنه ، فالسيد لا يستغني عن عبده بسهولة و إن كان إلى حد ما مشاغب يتناسى الأوامر و دوره الخدمي و المهمات الموكلة له و الأدوار المطلوبة منه ، و بالرغم عن كل ما ذكر هنا ، تظل شعوب المنطقة تعيش التوتر الدائم المتزامن مع هذه التمثيليات التكرارية و تتحمل دولها المزيد من الاستنزاف على كل الأصعدة و المسؤول عن ذلك كل المسؤولية هي الإدارة الأمريكية و الإيرانية سوية .
_ المراجع
ويكيبيديا
[1] قضية إيران كونترا (بالإنجليزية: Iran–Contra affair)‏ أو فضيحة إيران كونترا (بالإنجليزية: Iran-Contra scandal) التي عقدت بموجبها الحكومة الأمريكية تحت إدارة الرئيس الأمريكي ريغان اتفاقاً مع إيران لتزويدها بالأسلحة بسبب حاجة إيران لأنواع متطورة منها أثناء حربها مع العراق وذلك لقاء إطلاق سراح بعض الأمريكان الذين كانوا محتجزين في لبنان، حيث كان الاتفاق يقضي ببيع إيران عن طريق الملياردير السعودي عدنان خاشقجي ما يقارب 3,000 صاروخ «تاو» مضادة للدروع وصواريخ هوك أرض جو مضادة للطائرات مقابل إخلاء سبيل خمسة من الأمريكان المحتجزين في لبنان.
وقد عقد جورج بوش الأب عندما كان نائباً للرئيس رونالد ريغان في ذلك الوقت، هذا الاتفاق عند اجتماعه برئيس الوزراء الإيراني أبو الحسن بني صدر في باريس، اللقاء الذي حضره أيضاً المندوب عن المخابرات الإسرائيلي الخارجية «الموساد» «آري بن ميناش»، الذي كان له دور رئيسي في نقل تلك الأسلحة من إسرائيل إلى إيران. وفي آب/أغسطس من عام 1985، تم إرسال 96 صاروخاً من نوع «تاو» من إسرائيل إلى إيران على متن طائرة DC-8 انطلقت من إسرائيل، إضافة لدفع مبلغ مقداره 1,217,410 دولار أمريكي إلى الإيرانيين لحساب في مصرف سويسرا يعود إلى تاجر سلاح إيراني يدعى «قرباني فر». وفي تشرين الثاني/نوفمبر من عام 1985، تم إرسال 18 صاروخاً تم شحنها من البرتغال وإسرائيل، تبعها 62 صاروخاً آخر أرسلت من إسرائيل.

المصدر: جبهة الاحواز الديمقراطية /جاد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى