نموذجًا من الفكر السياسي الراقي

د. مخلص الصيادي

كلمة أبو عبيدة تقدم نموذجاً من الفكر السياسي الراقي، الذي يعرف هدفه، ويتمسك به، بدقة وبتوازن وبفاعلية، وبقدرة على توجيه رسائل ايجابية للأطراف كلها بما يدعم جهود المقاومين، ويفتح السبيل لكل من يريد أن يقف معهم كل بحسب قدرته وطاقته، ويمسك نفسه عن أي معركة جانبية، أو صراع في محله أو وقته. ويقدم المعركة التي يخوضها المجاهدون على أنها مع معركة الجميع، جميع الفصائل، جميع قوى الأمة، وجميع أحرار العالم، وبالتالي معركة تجمع الأمة وتوحدها، وتمضي بها نحو النصر، وليست معركة فصيل أو تنظيم أو جماعة، تسعى لأن تفتخر بما تنجز، وتحتكر لنفسها ما يصنع مجاهدوها.

هذا الفكر السياسي، وهذه الطريقة في التعامل مع أشد الأحداث والمعارك خطورة حري بأن يكون موضع التزام من كل القوى التي تلتزم القضية الفلسطينية، وتعتبرها ميزان الأمتين العربية والإسلامية، وميزان أحرار العالم والضمير الإنساني.

هذا الفكر في مثل هذه المعركة الممتدة يمثلنا، وندعو لفهمه، وللالتفاف حوله، ولنصرته، ولجعله نموذجا في إدارتنا لمختلف الصراعات والمعارك التي ندخلها.  ولعلاقاتنا مع كل الأطراف، وكل القوى، وكل المكونات، وعلى كل المستويات والصعد. فبمثل هذه الطريقة من التفكير  تحقق قوى٨ التغيير والثورة والكرامة، في أقاليمنا العربية أهدافها، وتبني وحدتها، ووحدة قواها الشعبية، وتنتصر على قوى الاستبداد والفساد والطائفية المتحكمة بمصائر البلاد والعباد، كما تنتصر على قوى الاحتلال والتدخل والعدوانية الخارجية.

حفظ الله مجاهدي غزة وفلسطين، وحفظ الله شعب غزة وعموم فلسطين، وحفظ الله هذا الفكر والرؤية السياسية والجهادية سبيلا لتحقيق النصر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى