تراجع العرب عندما صدروا العقلانية إلى الغرب واعتمدوا التفكير الخرافي

محمد مصطفى

شكلت أفكار ابن رشد أساسًا مهما من أسس الحضارة الحديثة. “لما بكى العرب سقوط الأندلس (1492م) قليلون هم من يعلمون، أن سقوطها كان يوم أن أحرق العرب كتب ابن رشد، قبل هذا التاريخ بثلاثة قرون (1196م) وكذا لما ابتهج الأوربيون بنهضتهم التي قامت (في القرن السادس عشر) قلة منهم، من أدرك أن نهضتهم قامت، يوم طارت أفكار ابن رشد عبر البحر إليهم ( فى القرن الثالث عشر ) وقد تنبأ حكيم العرب ابن رشد بذلك .. لما رأى تلميذه يبكي، بينما كان العرب يحرقون كتب معلمه، فالتفت له المعلم ـ ابن رشد ـ وقال: إذ كنت تبكي حال المسلمين، فاعلم أن بحار العالم لن تكفيك دموعاً، أما إذا كنت تبكي الكتب المحروقة، فاعلم أن للأفكار أجنحة، وهي تطير لأصحابها. وقد حدث ما قال حكيم العرب:

سقطت الأندلس يوم أحرقت كتب ابن رشد.. وبدأت نهضة أوروبا يوم وصلتهم أفكار ابن رشد.

فكانت القاعدة الأولى التي حوَّلت الأوربيين صوب النور.. قولته التي حسمت العلاقة مع الدين.

(الله لا يمكن أن يعطينا عقولا.. ويعطينا شرائع مخالفة لها)

وكانت القاعدة الثانية التي جعلت الأوربيين يمخرون عُباب بحر العلم.

قولة ابن رشد (إن الحكمة هي النظر في الأشياء بحسب ما تقتضيه طبيعة البرهان)

وكانت القاعدة الثالثة التي جعلت الأوربيين يلتئمون حول مرجعية موحدة:

قولة ابن رشد (الحَسَن ما حسَّنه العقل.. والقبيح ما قبَّحه العقل)

وكانت القاعدة الرابعة التي أنهت الجدل السفسطائي لدى الأوربيين:

قولة ابن رشد (لو سكت من لا يعرف لقل الخلاف)

وكانت القاعدة الخامسة التي جعلت الأوربيين ينهضون اقتصاديا:

قولة ابن رشد (إن ثروة الأمم بكثرة السكان المحبين للعمل، والمجيدين له المبدعين فيه)

إن قيمة العقل في فكر ابن رشد مركزية وأساسية. والعقل عند ابن رشد هو العقل البرهاني الصارم وليس العقل الجدلي أو الخطابي اللذين قد تلبسا بموروث، أصبح بحد ذاته عائقا للعمل النهضوي والتنويري.. فهل للأمة من ابن رشد جديد.. فإن لم يحن أوانه بعد.. فلتكن أفكاره ملهمةً لنا حتى يوافينا”.

 

المصدر: صفحة الدكتور فايز قنطار

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى