القتال يحتدم في غزة وبايدن يؤكد على “الحاجة الماسة” لحماية المدنيين

أكثر من 200 ضحية فلسطيني خلال 24 ساعة و”حماس” تدعو إلى تحقيق دولي في تنفيذ إسرائيل “إعدامات ميدانية”

حث الرئيس الأميركي جو بايدن السبت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على حماية المدنيين بينما تواصل القوات الإسرائيلية حملتها العسكرية في غزة، وفق ما أعلن البيت الأبيض في بيان.

تأتي المكالمة غداة إصدار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قراراً ينص على زيادة المساعدات لغزة، لكنه لم يطالب بوقف فوري لإطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس.

وجاء في البيان “شدد الرئيس على الحاجة الماسة لحماية السكان المدنيين، بمن فيهم أولئك الذين يدعمون عملية المساعدات الإنسانية، وأهمية السماح للمدنيين بالانتقال بأمان بعيداً من مناطق القتال المستمر”.

وقال بايدن للصحافيين في البيت الأبيض في وقت سابق السبت إنه أجرى “مكالمة طويلة” مع نتنياهو وصفها بأنها “محادثة خاصة”.

وعند سؤاله عن وقف الأعمال العدائية، رد الرئيس الأميركي “لم أطلب وقف إطلاق النار”.

وأورد البيت الأبيض في بيانه أن الزعيمين ناقشا “أهداف ومراحل” الحملة العسكرية الإسرائيلية وكذلك أهمية تأمين إطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين.

تحقيق دولي

دعت حركة “حماس” السبت إلى إجراء تحقيق دولي في “إعدامات ميدانية” اتهمت الجيش الإسرائيلي بتنفيذها في قطاع غزة، مؤكدة تسجيل ما لا يقل عن 137 عملية إعدام منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر (تشرين الأول).

وقال المكتب الإعلامي الحكومي في القطاع الذي تحكمه حماس منذ عام 2007، في بيان إنه جمع شهادات تفيد بأن “الجيش الإسرائيلي ارتكب جرائم إعدام ميدانية لأكثر من 137 مدنياً فلسطينياً في محافظتي غزة والشمال”.

واتهم الجيش الإسرائيلي خصوصاً بأنه “قام بحفر حفر كبيرة ووضع فيها عشرات المواطنين من أبناء الشعب الفلسطيني وهم أحياء، ثم قام بإعدامهم من خلال إطلاق الرصاص المباشر عليهم، ثم قام بدفنهم بالجرافات”. ولم يحدد متى وقع ذلك.

ودعت حركة حماس إلى تشكيل فرق دولية للتحقيق في جرائم الجيش الإسرائيلي وإعداماته الميدانية.

الرد الإسرائيلي

من جهته قال الجيش الإسرائيلي في بيان أرسله لوكالة الصحافة الفرنسية إنه “ليس على علم حالياً بالحادث الموصوف”، مضيفاً أنه يحتاج إلى مزيد من التفاصيل “لتقديم صورة أوضح”.

وتابع الجيش أنه “في حالة حرب مع منظمة حماس الإرهابية التي أثبتت أنها لا تقدر الحقيقة أو الدقة”.

في وقت سابق السبت، قال المتحدث باسم وزارة الصحة في القطاع أشرف القدرة إن الجيش الإسرائيلي قتل عشرات الفلسطينيين و”أعدم” عشرات آخرين في الشوارع هذا الأسبوع خلال عملياته البرية في جباليا ومناطق أخرى بشمال قطاع غزة.

ورداً على سؤال لوكالة الصحافة الفرنسية، لم يعلق الجيش الإسرائيلي بشكل محدد على الاتهامات حول إعدامات نفذها جنوده، لكنه أكد أن ضرباته “ضد أهداف عسكرية تمتثل لأحكام القانون الدولي” وتنفذ بعد “تقييم مفاده أن الأضرار الجانبية المتوقعة على المدنيين والممتلكات المدنية ليست مفرطة مقارنة بالنتيجة العسكرية المتوقعة من الهجوم”.

جريمة حرب

وكانت مفوضية حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة أعلنت الأربعاء تلقيها تقارير تفيد بأن القوات الإسرائيلية “قتلت بعد إجراءات موجزة” 11 فلسطينياً أعزل في ما يمكن تصنيفه جريمة حرب في قطاع غزة.

وطالبت المفوضة إسرائيل بفتح تحقيق في “احتمال ارتكاب قواتها لجريمة حرب”، لكن تل أبيب قالت إن هذه الاتهامات “لا أساس لها من الصحة”.

200 قتيل في 24 ساعة

وأدى القصف الإسرائيلي حتى الآن إلى مقتل 20258 شخصاً في غزة، معظمهم من النساء والأطفال، وإصابة أكثر من 53 ألفاً آخرين، وفق وزارة الصحة التابعة لحركة “حماس”.

قتل أكثر من 200 فلسطيني خلال الـ 24 ساعة الماضية جراء قصف الجيش الإسرائيلي المستمر وعملياته البرية في غزة، وفق ما أعلنت وزارة الصحة في القطاع الذي تحكمه “حماس”.

من جهته أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل خمسة من عناصره في معارك بالقطاع منذ الجمعة، لترتفع إلى 144 حصيلة قتلاه منذ بدء الاجتياح البري في 27 أكتوبر.

من جهته نشر الجيش الإسرائيلي صوراً تظهر جنوده يتقدمون وسط الأنقاض ويطلقون النار على أهداف جنوب مدينة غزة. وقال إنه “تم القضاء على إرهابيين مسلحين حاولوا مهاجمة الجنود”، كما تم تدمير العديد من “المباني التي تستخدمها حماس مواقع عسكرية”.

جهود الهدنة

وتتواصل جهود الوسطاء المصريين والقطريين لمحاولة التوصل إلى هدنة جديدة بين إسرائيل و”حماس”. وكانت هدنة أولى استمرت أسبوعاً في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) أتاحت الإفراج عن 105 رهائن و240 أسيراً فلسطينياً وإدخال المزيد من المساعدات إلى القطاع.

لكن وجهات نظر طرفي النزاع ما زالت متباعدة، حيث تطالب “حماس” بوقف الحرب قبل بدء أي مفاوضات في شأن الرهائن، بينما إسرائيل منفتحة على فكرة الهدنة لكنها تستبعد أي وقف لإطلاق النار قبل “القضاء” على الحركة.

وقال أبو عبيدة، المتحدث باسم كتائب القسام، في بيان السبت “فقدنا الاتصال بمجموعة مسؤولة عن 5 أسرى نتيجة قصف إسرائيلي ونرجح مقتل الأسرى جراء القصف”، ومن بينهم ثلاثة رجال مسنين ظهروا في مقطع فيديو صدر في 18 ديسمبر (كانون الأول).

وتظاهر إسرائيليون، من بينهم أصدقاء وأقارب رهائن، مرة أخرى السبت في تل أبيب، مطالبين باتخاذ إجراءات لضمان إطلاق سراحهم.

مخاوف الجوع والأمراض

في ظل الوضع الإنساني الكارثي في غزة، أكد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس أن “الطلب الأكثر إلحاحاً هو وقف فوري لإطلاق النار”.

وأشار إلى أن القطاع الذي تبلغ مساحته 362 كيلومتراً مربعاً وحيث يعيش مئات الآلاف من الفلسطينيين في مخيمات موقتة، تهدده إلى حد كبير “الجوع والمجاعة وانتشار الأمراض”.

بدوره، قال مدير وكالة الأونروا في غزة توماس وايت عبر منصة إكس “لا يوجد مكان آمن (ليس هناك) مكان نذهب إليه”، مضيفاً “الناس في غزة بشر وليسوا أحجارا على رقعة شطرنج”.

المصدر: اندبندنت عربية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى