باريس الشرق ، بلد الفن والثقافة ، وحاضنة الشعراء والعاشقين ، إنها لبنان التي تعاني من أزمات كثيرة أهمها في وقتنا الحاضر الأزمة الاقتصادية الخانقة التي لا يستهان بها و أطاحت بالليرة اللبنانية بالضربة القاضية ، ومع هذا تحاول النهوض من جديد وترفض الاستسلام ورفع الراية البيضاء عاليا .
هذا البلد الزاخر بالميزات قد لا يعرف الكثيرين أن أكثر من ثلاثين بالمائة من سكانه هم من الفلسطينيين الذين استقروا فيه بسبب ما جرى لوطنهم العزيز على قلوبنا “فلسطين” منذ أكثر من سبعة عقود ، وهم يعيشون في مناطق محددة تعد على أصابع اليد والسواد الأعظم منهم تحت خط الفقر إلا فئة قليلة للغاية ، وكل الفلسطينين دون استثناء يحلمون بالعودة إلى وطنهم الأم رافضين فكرة الوطن البديل ،شاكرين كل فرد لبناني على ما قدموه لهم طيلة هذه السنوات ، والحق يقال كانت هناك محاولات لزرع الفتنة بين الطرفين و” دس السم بالعسل ” لكنها باتت من الماضي وكل القائمين على ما حدث باتوا الآن تحت التراب ،و الحكومات اللبنانية المتعاقبة المختلفة لديها سياسة مليئة بالحكمة والعقلانية فيما يتعلق بالشأن الفلسطيني لهذا هي تمتلك علاقة طيبة ومتينة مع مختلف الفصائل الفلسطينية المتواجدة في لبنان وحتى خارجها ، أيضا الجدير بالذكر أنه بسبب الأحداث الجارية في سورية، قرر الكثير من السوريين الذهاب إلى لبنان الجارة القريبة لهم لفترة قصيرة حتى “تعود المياه إلى مجاريها ” و يعودوا بعدها إلى وطنهم وحياتهم الطبيعية ، ولم تغلق لبنان بابها في وجه أحد رغم أن دول كثيرة حول العالم مساحتها أكبر من لبنان عدة أضعاف رفضت رفضا قاطعا وبأسلوب مقزز ومقرف دخول السوريين حتى ولو لفترة قصيرة .
أسمع بين فترة وأخرى أصوات هنا وهناك ترفض وتندد بالوجود الفلسطيني والسوري على أراضي لبنان ، لكنها أصوات نشاز لا ثقل لها وتحاول الشهرة وبناء قاعدة شعبية لها على أرض الواقع ، لكن الموقف الحكومي ومعه الموقف الشعبي هو موقف إنساني راقي ورصين ، ويدل على شيء واحد فقط أن لبنان مثل الأم بيتها دائما مفتوح لأبنائها مهما كثرت الصعاب والمشاكل .
إنها لبنان الام الحنون التي احتضنت وتحتضن الاشقاء ، لأن الموقف الشعبي هو موقف إنساني راقي ورصين ، والاصوات النشاذ المطالبة برحيل اللاجئ السوري واللبناني منفصل عن الواقع يسعى لتغطية فشله وتسلق سلم السلطة ، لأن لبنان بيته دائما مفتوح لأشقائه العرب مهما كثرت الصعاب والمشاكل