من ضمن أمثالهم ، أي أدبيات الفرس الإيرانيين ، هناك مثل ، يقول ، توبة الذئب ، تساوي موته ! ، ذكرنا هذا المثل ، لأن و حسب طبائع قائله ، ينطبق تماما عليه نفسه ، و ذلك منذ بدأ تاريخه المزور و الإجرامي و التوسعي و نزعته الاحتلالية و النظرة الفوقية و التعالي ، الذي يحملها معه في كل مراحله التاريخية من تعامله مع الشعوب الأخرى و خاصة مع أبناء الشعوب الغير فارسية ، و هذه الخصلة مستمرة معه حتى يومنا هذا ، أصحابها يرون أنفسهم فوق الجميع و يتمتعون بفضائل و مميزات ، لا تملكها الشعوب الأخرى ، و بالتالي تاريخهم و ثقافتهم و كل ما يميز تواجدهم ، يفتقر إلى ما هو موجود عند الإيرانيين ، و يبقون أقل قيمة و متخلفين و غير حضاريين ، و بالأخص لأنهم يحبون السلام و بناء علاقات مبنية على مبدأ الأخلاق و الاحترام المتبادل و في مجالات عدة ، تساهم في خدمة البشرية و الحضارة العالمية . و نستطيع أن نبين الأسباب الكامنة وراء هذه الطبائع و لأننا عشنا في وطننا الأحواز و نعرف تماما عقليتهم ، فبينما ، أنهم ، أي الفرس و لأنهم يعانون من عقدة الهزائم المزمنة و الأنانية المفرطة في عدم الاعتراف بالخسارة التاريخية و خاصة أمام الروم و العرب و المسلمين جمعاء ، عبر حروبهم العدوانية ، وصولا إلى ما بعد هزيمتهم على يد أبناء الشعب العراقي و العربي معا و حتى الوقت الحاضر ، خلال عدوانهم الذي دام ثماني سنوات ، يجدوا أنفسهم ملزمين كي يعوضوا خسائرهم التاريخية و أنها تراكمت و زاد حملهم ثقلا و لابد أن يجتازوا ذلك خلال مراحل قصيرة و بدفع أكثر من المضاعف ، عسى أن يعالج جراحهم الغائر ، حتى تطمئن ضمائرهم و نفوسهم المريضة معها و لكي يردوا على العرب ، انتقاما أو بأخذ الثأر منهم ، أولا ، بحكم القرب منهم ( من العرب) و من ثم الروم ، في أحداث زمنية مستقبلية و حديثا آخر و جولات أخرى ، كما هم يقولون ، لذلك ، أن أحد مراحل مشروعهم الأولي التي بدؤوا بها ، كانت احتلال الأحواز العربية في سنة 1925 ، لأن
كانت بلادنا أقرب إليهم و محاذية لحدودهم و كانت الأضعف ، و هذا بالإضافة إلى الدعم المباشر من الاستعمار البريطاني آنذاك و عدم وجود قوة و مساندة لأي من الدول العربية للوقوف إلى جانب أبناء الدولة الأحوازية و صد العدوان الإيراني ، لأن كما نعرف ، كل الدول العربية كانت تعيش أسوأ مراحلها التاريخية و بسبب الانتداب و الاحتلال الأجنبي ، لم تحرك ساكنا ، و خلال تواجد الإيرانيين في أراضينا العربية المحتلة حتی اليوم هذا ، و أثناء متابعتنا و رصدنا لكل ما يقومون به ، عملوا جاهدين و بكل الوسائل على طمس الهوية العربية للأرض و الإنسان العربي ، سياسة تفريس ، لم يعمل عليها من قبل أي احتلال ” حسب لغته” في زمن احتلاله في أي من الدول العربية ، لكن بالنسبة إلى المحتلين الإيرانيين ، لم تبقى طرق و اساليب و سياسات ، الا و استخدموها ، ضدنا ، في تنفيذ لما خططوا له ، عبر ال 98 سنة من احتلالهم ، لأرضنا الأحوازية ، من سرقة و نهب الثروات و مصادرة الأراضي و اغتصابها ، وصولا إلى حرف المياه لمجاري الأنهار التي تصب في الأحواز ، و تجفيفها و انتشار الفقر و البطالة و التمييز العنصري المقيت ، لم يتركوا من الموبقات شيئا ، لم يفعلوا بها ، كما تثبت هذا ، الشهود و الوثائق و الأحداث ، في الدول العربية الأربعة التي دخلوها و احتلوا أراضيها ، شعوبها تعاني الويلات ، حالها حال شعبنا العربي الأحوازي ، و من المؤسف جدا ، أن الشعوب و الدول الحرة ، ترى كل هذه المعاناة الإنسانية و لم تجد عونا من أي من المنظمات الإنسانية و الحقوقية الدولية و إن كان مجرد زيارة شكلية تتم من وفد أممي يدخل الأحواز و يتعرف من القريب على ما جرى و يجري هناك ، حتى يرى كيف نعيش نحن أبناء الأحواز أو أبناء الدول الآنفة الذكر ، و لكي يسجل التاريخ البشري هذه المبادرة التاريخية و الإنسانية في صفحاته و تكون صورة معبرة عن التعاطف الوجداني و الأخلاقي بين البشر ، و كذلك أن سنحت الظروف ، سوف تكون بمثابة إيصال رسالة الشعوب المضطهدة إلى كل البشرية .