تظاهرات في حلب وإدلب دعماً للحراك الشعبي في الجنوب السوري

عدنان الإمام وعبد الرزاق ماضي

سجل ريف حلب الغربي والشمالي والشرقي، وريف إدلب الشمالي، ضمن مناطق سيطرة المعارضة السورية، اليوم الجمعة، تظاهرات عدة تحت عنوان “ثورة لكل السوريين”، خرج فيها الآلاف مطالبين بإسقاط النظام، ومعبرين عن دعمهم المُطلق الحراك الشعبي في محافظتي السويداء ودرعا، ضمن مناطق سيطرة النظام السوري جنوب البلاد، ودير الزور ضمن مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) شرق البلاد.

ورصد “العربي الجديد” خروج 8 نقاط تظاهر في كل من مدن أعزاز ومارع وعفرين والباب وبلدات أخترين وشران والراعي وكلجبرين، ضمن منطقتي “درع الفرات وغصن الزيتون” بريف حلب الشمالي، ومدينة الأتارب الواقعة ضمن ما يُعرف بمنطقة “خفض التصعيد الرابعة” غربي محافظة حلب، شارك فيها الآلاف من أبناء تلك المناطق، بالإضافة إلى مشاركة كبيرة من النازحين والمهجرين إليها.

وقال أحد المشاركين في مظاهرة مدينة الأتارب بريف حلب الغربي، يدعى أسامة البكر، في حديث لـ”العربي الجديد”، إنّ “الشعب يعود من جديد، مظاهرات متتالية تهدف إلى إسقاط النظام، قالها الشعب منذ 13 عاماً وحتى الآن (…) الشعب يريد إسقاط النظام، واحد واحد واحد الشعب السوري واحد”.

من جانبه، أوضح محمود أبو المجد، أحد المشاركين في التظاهرات، أن مدينة الأتارب “خرجت اليوم كباقي المدن والبلدات لتنادي بالحرية وإسقاط النظام، لتقول يا سويداء نحن معك حتى الموت (…) يا درعا نحن معك حتى الموت (…) يا حلب نحن معك حتى الموت، الشارع السوري يغلي كالبركان، واليوم رفعنا علم السويداء في مدينة الأتارب للتأكيد على تضامننا مع أهلنا بالسويداء”.

وأضاف: “نحن اليوم جئنا إلى الأتارب لنساند أهلنا بالمدن المحتلة في درعا والسويداء ودير الزور وحلب وغيرها من المناطق، ونحن متضامنون معهم حتى إسقاط النظام، وخلاص البلاد بإسقاط هذا النظام”.

من جانبه، قال الناشط المدني معتز الناصر، وهو من أبناء مدينة الباب، وأحد القائمين على التنسيق للتظاهرات في المدينة، في حديثه مع “العربي الجديد”، إنّ “الهدف من التظاهرة في مدينة الباب هو دعم حراك المناطق المحتلة (مناطق سيطرة النظام) المنتفضة ضد الأسد، سواء في السويداء أو درعا أو حلب والساحل ودير الزور”.

وأكد الناصر “المتظاهرون رفعوا شعارات شدّدت على وحدة السوريين، حيث شارك في التظاهرة مختلف الفئات الشعبية والثورية الموجودة في المدينة”، لافتاً إلى أن “مطالب المتظاهرين بالدرجة الأولى هي إسقاط النظام، وإقامة دولة الحق والقانون والعدالة، ودعم المناطق المنتفضة حديثاً ضد النظام”.

وسجلت محافظات السويداء ودرعا وأرياف حلب وإدلب وحماة ودير الزور والرقة، عشرات نقاط التظاهر، رفعوا خلالها شعارات متعددة تركزت أبرزها على المطالبة بإسقاط النظام، والإفراج عن المعتقلين، ودعم الحراك الشعبي في مختلف المناطق السورية.

ولفت الناشط المدني عمر السليمان، وهو أحد منظمي المظاهرات في بلدة كللي بريف إدلب، خلال حديثه مع “العربي الجديد”، أن مئات الأهالي تجمعوا في شوارع البلدة، منظمين مظاهرة طالبت بإسقاط النظام، ورفعت لافتات مكتوب عليها عبارات على غرار “ثورة حق وعدالة وكرامة لكافة السوريين، ويداً بيد لإسقاط الأسد، والثورة مستمرة لن نستسلم للظلم والفساد”.

وأضاف أن مظاهرات عدة خرجت حتى الآن في “دركوش وكللي وجسر الشغور وخربة الجوز” في مناطق شمال غرب سورية.

وفي السياق، قال جاسم علاوي، وهو ناشط من ريف دير الزور في الشأن الإنساني والإعلامي، في حديثه مع “العربي الجديد”، إنّ مظاهرات جرت، اليوم الجمعة، في عدة نقاط في دير الزور، في قرية العزبة شمال مدينة دير الزور، وفي الشحيل والجرذي وأبو حمام والهجين، دعماً لانتفاضة السويداء ودرعا وبقية المناطق السورية.

وأضاف: “أعداد المتظاهرين جيدة إذا ما أخذنا بعين الاعتبار درجات الحرارة العالية والجو الصيفي الحار والظروف الأمنية المعقدة في المنطقة”.

بدوره، أوضح موسى العبدالله، أحد المشاركين في مظاهرات ريف دير الزور، لـ”العربي الجديد”، أنّ “المظاهرات هي تجديد شعبي لرفض بقاء نظام الأسد في حكم سورية، ودليل أيضاً على تضامن الشعب السوري ونبذ الطائفية التي عمل النظام على شحنها وتغذيتها بين فئات الشعب السوري خلال السنوات الماضية من عمر الثورة، فضلاً عن كونها استبعادا حقيقيا لفكرة الإرهاب والجماعات المدسوسة التي روج النظام أنها دخلت المظاهرات السلمية التي عمت البلاد في بداية المظاهرات التي قُمعت بالرصاص الحي من قبل جنوده تحت هذه الذريعة”.

يُذكر أن هذه التظاهرات هي الأولى التي ارتفعت فيها وتيرة عدد المتظاهرين وسقف المطالب بمحافظة السويداء بهذا الشكل، إذ بات شعار إسقاط النظام السوري من أهم الشعارات التي تتردد على ألسنة المتظاهرين.

كما شهد الساحل السوري صيحات لعدد من الناشطين المطالبين برحيل رأس النظام السوري بشار الأسد، إذ أكد هؤلاء الناشطون أن النظام كان سبباً في تدهور أحوالهم الاقتصادية والاجتماعية، حيث قابل عناصر أمن النظام السوري تلك الأصوات بالاعتقال، فيما يتوقع مراقبون أن ترتفع وتيرة المظاهرات خلال الأسابيع القادمة، نتيجة سوء الأوضاع في مناطق النظام السوري.

المصدر: العربي الجديد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى