القصف الروسي للموانئ الأوكرانية يدمر اقتصادها ويسبب مجاعة عالمية

وجه السلاح الجوفضائي الروسي، 19 تموز/ يوليو، ضربة قوية للبنية التحتية في ميناء أوديسا، كما استهدف كل من مناطق زابوريجيا وكروبيفنيتسكي وكييف باستخدام أربعة أنواع من الصواريخ وهي “كاليبر” و”أونيكس” و”إكس-22″ و”إكس-59″، فضلاً عن 32 طائرة إيرانية بدون طيار. أسقطت قوات الدفاع الجوي الأوكراني 14 صاروخاً من أصل 31 و23 طائرة مسيرة. تتمتع الصواريخ الباليستية الروسية من طراز إكس-22 المضادة للسفن بقوة تدميرية كبيرة ومع ذلك، لا تعتبر دقيقة التصويب. ولذا، فإن استخدامها داخل حدود المدينة يعد جريمة حرب. تعرضت مدينة أوديسا لأعنف قصف خلال الحرب بأكملها، بينما تقول مصادر إعلامية روسية صراحة إنه من الآن فصاعداً، ستشن روسيا حرباً على البنية التحتية المدنية الأوكرانية لتدميرها بالكامل.

تسعى روسيا إلى تدمير البنية التحتية في الموانئ الأوكرانية التي كانت تستخدم لشحن وتصدير الحبوب في إطار اتفاق الحبوب. وهذه هي المرة الثانية التي تعرضت فيها الموانئ الواقعة في منطقتي أوديسا وميكولايف للقصف العنيف الروسي خلال يومين بعد انسحاب روسيا 18 تموز/ يوليو من صفقة الحبوب. ولم تلبث وسائل الإعلام الروسية، بما في ذلك قنوات دعائية في تطبيق التراسل تليجرام، أن نشرت رواية مفادها تدمير الموانئ الأوكرانية لكي تعجز أوكرانيا عن تصدير الحبوب. كما دوت دعوات إلى تدمير الجسور الرئيسية والطرق وتقاطعات سكك الحديد والشركات، فضلاً عن مراكز صنع القرار في أوكرانيا.

من السمات المميزة للقصف الروسي الأخير استخدام سرب من الصواريخ أو الطائرات التي تستهدف هدفاً واحداً، ما يستنفد الدفاع الجوي بسرعة بحيث لا يقدر على اعتراضها. يتطلب التغيير في تكتيكات القوات الجوفضائية الروسية إمدادات معدات وأنظمة الدفاع الجوي، على وجه الخصوص، تستخدم روسيا من بين صواريخ من طرازات مختلفة صواريخ إكس-22 التي يصعب إسقاطها بسبب تحليقها على ارتفاع منخفض. ولذلك، فإن الموانئ الأوكرانية بحاجة ماسة إلى أنظمة الدفاع الجوي الأكثر فاعلية مثل منظومة باتريوت التي قد أثبتت فعاليتها في إسقاط صواريخ روسية من طراز كينجال وإسكندر. تمتلك روسيا مخزوناً سوفيتياً هائلاً من صواريخ إكس-22. لم يستخدم الكرملين في كثير من الأحيان هذا النوع من الصواريخ من قبل لأنه كان يتوقع احتلال أوكرانيا بسرعة مع الاحتفاظ ببنيتها التحتية ليستخدمها في مصالحه الخاصة. بعد مرور 16 شهراً على الحرب وفشل خطة الاستيلاء على كييف في ثلاثة أيام تعمد بوتين تدمير كل شيء ممكن في أوكرانيا. الأمر اللافت أن هتلر استخدم مثل هذه التكتيكات في نهاية الحرب العالمية الثانية، التي تمثلت في تدمير جيشه المنسحب تحت ضغط الجيش السوفيتي.

ما ورد أعلاه يحمل علامات جرائم حرب والإبادة الجماعية للشعب الأوكراني. إن روسيا قادرة على نشر دمار شامل للبنية التحتية المدنية في أوكرانيا ولا تخفي أن الهدف الرئيسي لضرباتها الصاروخية هو الموانئ والجسور والطرق وسكك الحديد. كما تسعى روسيا إلى إحداث انهيار في نظام الطاقة الأوكرانية عشية الشتاء من خلال شن ضربات صاروخية على محطات توليد الكهرباء مثلما فعلت في الشتاء الماضي الذي تجاوزته أوكرانيا بفضل شركائها الغربيين بحيث استأنفت بيع الكهرباء إلى أوروبا في آذار/ مارس 2023. ولذا، لا بد لأوكرانيا من الاستعداد لأسوأ سيناريو تارة وتزويدها بأنظمة الدفاع الجوي التي لا تحافظ على البنية التحتية في أوكرانيا فحسب بل تنقذ الآلاف من الأرواح تارة أخرى.

romaniainform.ro

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى