دار “الفتوى” اللبنانية وشخصيات سياسية ومرجعيات دينية يرفضون التعرّض لزوجة الرسول الأكرم  

ويدعون الى التهدئة وعدم الانجرار الى فتنة.  وجنبلاط يحذّر من الوقوع في لعبة الأمم

أقفل عدد كبير من الثوار واللبنانيين مساء اليوم، وبعد عودتهم من ساحة الشهداء في بيروت، عدداً من الطرقات الرئيسية في مناطق الشمال/ طرابلس والبقاع والجنوب وبيروت وصيدا وإقليم الخروب، احتجاجاً على الشتائم التي استهدفت زوجة الرسول الكريم محّمد (ص.) السيدة عائشة أم المؤمنين، من قبل بعض المندسّين الطائفيين بين صفوف الثوار في ساحة الشهداء في العاصمة اللبنانية بيروت.

وحذرت دار الفتوى في الجمهورية اللبنانية، “جمهور المسلمين، من الوقوع في فخ الفتنة المذهبية والطائفية”.
وأكدت الفتوى في بيان مساء اليوم، أن “شتم أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها، من أي شخص كائنا من كان، لا يصدر إلا عن جاهل ويحتاج إلى توعية، وأبواب دار الفتوى مفتوحة لتعليمه من تكون السيدة عائشة، زوجة خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم، وأي اساءة بحقها تمس كل المسلمين”.

وتابعت: “انطلاقا من ذلك فإن ما صدر من سب وإهانات من بعض الجهلة الموتورين، لأنهم في غفلة من أمرهم، ولا يفقهون تعاليم ومفاهيم ومبادئ الاسلام، وعليهم الاقتداء بأخلاق الاسلام، استنادا بما جاء في الحديث النبوي الشريف: “لم أبعث سبابا ولا شتاما ولا لعانا انما بعثت لأتمم مكارم الاخلاق”.. صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم”.

وغرّد رئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط، عبر حسابه على “تويتر”، قائلاً: “أهم شيء في هذه الظروف، أن لا نقع في لعبة الأمم على حساب الوحدة الوطنية في لبنان”.

ولفت رئيس تيار “المستقبل” النائب سعد الدين الحريري في عدة تغريدات، الى “المواطنين الذين هالهم التعرض لأم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها، منبها الى التزام حدود الوعي والحكمة، وعدم الانجرار إلى أي ردات فعل يمكن أن تهدد السلم الأهلي وتفسح في المجال أمام الجهلة لإشعال الفتنة بين أبناء الوطن الواحد”، مضيفا “إن أي تطاول على السيدة عائشة أمر مشين ومرفوض أصابنا جميعا في الصميم، ويشكل إهانة لكل المسلمين دون استثناء وليس لطيف واحد من أطيافهم، وهو ما كان محل استنكار وادانة عن أولي الأمر في السياسة ورجال الدين من اخوتنا في الطائفة الشيعية بمثل ما صدر عن أهل السنة ودار الفتوى تحديدا”.
وختم: “ندائي إلى كافة الأهل والأحبة في كل المناطق أن نأخذ بدعوة دار الفتوى وتحذير جمهور المسلمين من الوقوع في فخ الفتنة المذهبية. لعن الله الفتنة ومن يوقظها”.

وأشار رئيس تيار “الكرامة” النائب فيصل كرامي، عبر حسابه على “تويتر”، الى أنه “لا يراودني أي شك بأن الهتافات والشعارات التي تعرضت اليوم لأم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها، لا يمكن أن تصدر عن مسلمين يعرفون دينهم، وإنما هي مشروع فتنة بغيضة، أناشد كل المرجعيات الروحية الاسلامية العمل سريعا على وأدها قبل ان نقع جميعا في المحظور”.

أشار “حزب الله”، في بيان، الى أنه “على أثر الهتافات المسيئة وما يتم تداوله على بعض منصات التواصل الاجتماعي في هذا الشأن، من إساءات وهتافات من قبل بعض الأشخاص، مرفوض ومستنكر، ولا يعبر إطلاقا عن القيم الأخلاقية والدينية لعامة المؤمنين والمسلمين”، مذكرا بموقف علي الخامنئي وفتواه بـ”حرمة التعرض لزوجات الرسول (ص) وأمهات المؤمنين وعامة مقدسات المسلمين”، محذراً “من مُسبّبي الفتن والمستفيدين منها، وكل أولئك الذين يروجون للفتنة ويدعون لها”، رافضا “كل ما يمكن أن يؤدي إلى الفرقة والاختلاف والتوتر المذهبي والطائفي والديني”.

وأعلنت “الجماعة الإسلامية في لبنان”، في بيان، “رفضها رفضاً قاطعاً لأي اعتداء على قداسة حرم النبي محمد صلى الله عليه وسلم أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، أو على أي من آله وأصحابه”، مؤكدة أن ذلك “مدخلا إلى فتنة عمياء تصيب الجميع، والداخل فيها والمروج لها يريد إشعال الفتنة التي طالما عملنا على وأدها”.

ورأى نائب رئيس المكتب السياسي في حركة “أمل” الشيخ حسن المصري، في بيان باسم الحركة، أن “ما يتم تناقله عبر بعض وسائل التواصل المشبوهة، هو محاوله مكشوفة لبث الفتنة بين المؤمنين، وهو خارج نطاق القيم النبيلة والأخلاق الإسلامية الحميدة”، مضيفا “إن أي إساءة أو تطاول أو تجرؤ يحاول البعض من الجهلة الذين لا يعرفون مدرسة أهل البيت (ع) وتعاليمهم، هي مدانة ومرفوضة ومستهجنة خصوصا إذا حاولت ولو بأي حد، مهما كان، المس بأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وأرضاها. هي أم المؤمنين زوجة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم”.

واستنكر رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان، في بيان، “المحاولات المشبوهة لإثارة الفتن المذهبية بين اللبنانيين، وضرب وحدتهم الوطنية والإسلامية، خدمة لأعداء الدين وتحقيقا لأهداف سياسية تخدم العدو الصهيوني الذي يتربص بأمننا واستقرارنا ووحدتنا”، مدينا “أي إساءة لأي رمز ديني، من منطلق رفضنا للشتم والإساءة والتعرض لكرامة الرموز الدينية من كل الطوائف والمذاهب، ولا سيما شتم أم المؤمنين السيدة عائشة، فهذه الإساءة مرفوضة ومدانة على مختلف المستويات الأخلاقية والدينية”، مؤكدا أن “تعاليم أهل البيت تأمرنا بمواجهة الفتنة، واحترام كل الرموز والمقامات الدينية وعدم التعرض لها بالشتم واللعن”، مهيبا بـ”المؤمنين واللبنانيين عدم الانجرار خلف دعوات الفتنة، والتحلي بالعقلانية والحكمة والتصدي لكل دعوة تستهدف اثارة النعرات الطائفية والمذهبية”.

كما استنكر المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، في بيان، “ما يجري من سباب وشتم للرموز الدينية وخاصة التعرض للسيدة عائشة”، مشيرا إلى أنه “في دين الله ورسوله يحرم وبشدة التعرض بالسب والشتيمة للرموز الدينية خاصة الرموز الإسلامية، والمبدأ عند الله حرمة كل سوء وشين، فضلا عن تعارض السب مع مبدأ الله ونبيه وأهل بيته (ع)”.

المصدر: المدار نت

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى