نكبة فلسطين ما زالت مستمرة وما زال الظلم التاريخي الذي لحق بالشعب الفلسطيني على مرأى من العالم أجمع مستمرا حتى اليوم، ويكابد ظلم وقهر وعدوان الاحتلال الإسرائيلي الغاشم وتأتي الذكرى السنوية للنكبة هذا العام في وضع بالغ الخطورة، مع استمرار الكيان المحتل في نهجه الإجرامي، عبر شن حرب إجرامية وإرهابية ضد شعبنا الفلسطيني، واقتحاماته اليومية للمدن والقرى ومخيمات الضفة، خاصة في مدينة القدس عاصمة الدولة الفلسطينية المستقلة، وهدم البيوت على ساكنيها، وارتكاب أبشع أنواع القتل والاغتيالات والاعتقالات التعسفية، والاعتداء على المصلين في المسجد الأقصى، والعدوان الإجرامي على أهلنا في قطاع غزة، فضلا عن ممارسة أبشع أنواع التنكيل والاغتيال المتعمد للأسرى والمعتقلين، وسياسة سرقة الأراضي الفلسطينية والاستيلاء عليها، وتهويدها وإقامة المستوطنات .
المجتمع الدولي مطالب بتحقيق العدالة ورفع الظلم عن الشعب الفلسطيني وضرورة احترام كل قراراته والضغط على سلطة الاحتلال الغاصب التي تمارس أبشع أنواع إرهاب الدولة والعنصرية، والتي تنتهك السلم والأمن الدوليين، وأن يتخذ القرارات والإجراءات الفعلية والعملية لردعها وإجبارها على الانسحاب من الأراضي الفلسطينية، ولا يمكن استمرارها بتعطيل قرارات الشرعية الدولية، وصمت المجتمع الدولي المطبق، والبيانات الخجولة التي تصدر عنه أحيانا والتي تعكس نهج هذا المجتمع ومؤسساته، خاصة مجلس الأمن الدولي، في التعامل مع القضية الفلسطينية، بازدواجية المعايير وسياسة الكيل بمكيالين، مقارنة مع الجهود الكبيرة التي يبذلها في مناطق أخرى ساخنة في العالم .
الشعب الفلسطيني والذي يستعد للمشاركة في فعاليات ذكرى النكبة بقوة وفعالية في كل اماكن تواجده ضمن التحركات والأنشطة والفعاليات التي ستقام في عواصم العالم تعبيرا عن الوحدة الفلسطينية والحق التاريخي في تجسيد العودة للأرض الاباء والأجداد مهما طال الزمن والتأكيد على المشروع الوطني الفلسطيني وفي الوقت نفسه لا يمكن للشعب الفلسطيني ورغم مرور الزمن على أطول احتلال عرفه التاريخ، ان ينسى نكبته ولن يتخلى عن قضيته، بصموده ونضاله ومقاومته، إيمانا منه بعدالة قضيته وحقه الثابت في استعادة حقوقه الوطنية المشروعة غير القابلة للتصرف، رغم كل المؤامرات والظلم والإجرام الذي تعرض له على مدار كل هذه السنوات .
لقد آن الأوان لرفع الظلم التاريخي عن الشعب الفلسطيني وتنفيذ كافة قرارات الشرعية الدولية بما فيها القرار 181 والقرار 194، والاعتراف بدولة فلسطين على كامل أراضيها وعاصمتها القدس الشريف، وأن الاحتلال إلى زوال مهما طال الزمن ورغم كل مؤامرات التصفية والإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني الا انه سيبقي صامدا مرابطا على ارضه ولن يركع للمحتل الغاصب .
في ذكرى النكبة يؤكد الشعب الفلسطيني تمسكه بحقوقه الوطنية الوطنية، مختزناً في ذاكرته أسماء مدنه وقراه التي هجر منها، وأنه بعد 75 عاما من النضال، ورغم كل ما ارتكب بحقنا من جرائم ومجازر فإننا على هذه الأرض باقون ما بقي الزعتر والزيتون وإن 75 عاماً مرت على أكبر وأطول رحلة تشريد وتهجير في العالم، خاض فيها شعبنا معارك الكفاح والتحدي لتأكيد هويته الوطنية وترسيخ صموده على أرضه والانبعاث من جديد بعد كل معركة كما طائر الفينيق الذي ينبعث من رماده لتأكيد حق الشعب العربي الفلسطيني بالعودة وتقرير المصير وإقامة دولته الفلسطينية بموجب القرارات والمواثيق الدولية وأهمية حماية حق العودة الي الديار والقرى والمدن الفلسطينية التي هجر منها عام 1948 .