الجيش الليبي محور اهتمام أميركي وفرنسي… واللجوء يؤرق إيطاليا

أحمد علي حسن

تتسارع الجهود الدولية لترتيب المشهد الأمني في ليبيا، كخطوة رئيسية نحو حلحلة الجمود السياسي في البلاد، ورفع “القوة القاهرة” التي عطلت إجراء الانتخابات في نهاية العام 2021.

وبالتزامن مع تحركات أميركية وفرنسية لتوحيد المؤسسة العسكرية الليبية، دخلت إيطاليا على الخط، وأبدت استعدادها لتقديم الدعم الفني واللوجيستي لـ”قوات مشتركة”، يجري التفاوض لتشكيلها بين المتقاتلين في شرق ليبيا وغربها، ستوكل إليها مهمة تأمين الحدود الجنوبية، ومواجهة عصابات الجريمة وتهريب البشر، وفقاً لمصدر ليبي مطلع تحدث إلى “النهار العربي”.

معضلة “فاغنر”

وكان قائد “الجيش الوطني” الليبي خليفة حفتر، بدأ الخميس زيارة رسمية لروما، والتقى الجمعة وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروسيتو، بعد اجتماعين منفصلين مع وزير الداخلية ماتيو بيانتيدوزي، ورئيسة الوزراء جورجيا ميلوني. وقالت مصادر عسكرية مطلعة أن لجم الهجرة غير الشرعية القادمة من ليبيا كان محور محادثات حفتر مع المسؤولين الإيطاليين. وأوضحت أن روما على استعداد لدعم الجهود الليبية في هذا الإطار، خصوصاً مسألة تشكيل قوات مشتركة لفرض السيطرة على الحدود الليبية الجنوبية مع السودان وتشاد والنيجر، والتي تستغل العصابات امتدادها لنحو 2000 كلم، ووعورة تضاريسها، لتهريب البشر والسلاح. لكنّ مصدراً مطلعاً آخر أكد لـ”النهار العربي” أن روما كررت على حفتر مطالب أميركية بضرورة التخلي عن مجموعات “فاغنر” الروسية، مشيراً إلى أن الوعود بالدعم العسكري الأوروبي – الأميركي، بدت مشروطة بإجلاء “فاغنر” من  الأراضي الليبية.

الهجرة والحدود

ووفقاً للبيانات الرسمية، فإن حفتر تباحث مع وزير الدفاع الإيطالي في “أهمية تشكيل لجان مشتركة لمراقبة الحدود الليبية الجنوبية لتعزيز الأمن القومي للبلدين”. وأكد كروسيتو ضرورة “تعزيز العلاقة التي تحظى بها الحكومة الإيطالية مع ليبيا”، داعياً إلى “استمرار العمل المشترك لمكافحة التطرف والحدّ من الهجرة الغير شرعية”.

كما بحث حفتر مع وزير الداخلية الإيطالي “آلية توطيد التعاون في المجالات الأمنية ومكافحة الهجرة غير الشرعية، وإعداد البرامج التدريبية للأفراد والعناصر التابعة للأجهزة الأمنية”، بعدما عقد محادثات، الخميس، مع رئيسة الوزراء الإيطالية تطرقت إلى ملفات “الهجرة غير الشرعية والأوضاع في السودان والعملية السياسية التي ترعاها الأمم المتحدة ويؤمل بأن تتوج بإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية قبل نهاية العام الجاري”.

وقالت وسائل إعلام إيطالية أن اجتماع ميلوني مع حفتر، الذي استمر قرابة ساعتين، بحث في مواصلة الحوار بشأن تحقيق الاستقرار في ليبيا وشمال أفريقيا، وأكدت ميلوني دعم بلادها تحرك الأمم المتحدة في ليبيا لتنشيط العملية السياسية، كما انتهزت الفرصة لـ”إجراء مناقشة بشأن الأوضاع المزعزعة للاستقرار في ليبيا في ظل وجود مجموعة فاغنر شبه العسكرية الروسية”.

الجهود الأميركية

تزامن ذلك مع لقاءات عقدها الملحقون العسكريون لسفارة الولايات المتحدة في ليبيا، مع القادة العسكريين الليبين في طرابلس، تم خلالها تأكيد الالتزام المشترك بتعزيز الاستقرار والأمن الإقليميين.

وأشادت واشنطن، وفقاً لبيان وزعته سفارتها، بـ”جهود القادة العسكريين الليبيين لبناء جيش موحد قادر على حماية الشعب الليبي والدفاع عن سيادة البلاد”، في حين، قالت وزارة الدفاع التابعة لحكومة “الوحدة الوطنية” في الغرب الليبي، إن رئيس الأركان محمد الحداد، التقى وفداً من وزارة الدفاع الأميركية “تناول العلاقات بين الجيشين الأميركي والليبي وإمكان تطويرها”.

الى ذلك، كشف القائم بالأعمال في سفارة الولايات المتحدة لدى ليبيا ليزلي أوردمان، عن مشاركة ليبية في برنامج التدريب على مكافحة الإرهاب الذي ترعاه وزارة الخارجية الأميركية.

وقال أوردمان، في تغريدة على “تويتر”: “يسعدني التعبير عن تقديري للمشاركين الليبيين في برنامج التدريب على مكافحة الإرهاب الذي ترعاه حكومة الولايات المتحدة”، موضحاً أن البرنامج “يهدف إلى تعزيز القدرة على ردع الأنشطة الإرهابية”. وأضاف أن برنامج المساعدة على مكافحة الإرهاب التابع لوزارة الخارجية الأميركية، يقود التدريب على مكافحة الإرهاب في جميع أنحاء العالم لمساعدة موظفي إنفاذ القانون، والمستجيبين الأوائل، على التعامل مع التحديات الأمنية مع تأكيد سيادة القانون واحترام حقوق الإنسان.

تحرّك فرنسي

وفي الرجمة، التقى رئيس أركان قوات القيادة العامة الفريق أول عبدالرازق الناظوري، الملحق العسكري في سفارة فرنسا لدى ليبيا والوفد المرافق.

وقال المركز الإعلامي لرئاسة الأركان التابعة للقيادة العامة في بيان، إن الاجتماع ناقش مواضيع متعلقة بتطوير المؤسسة العسكرية من خلال محاور عدة أهمها التدريب.

سفير روسي

في غضون ذلك، وصل الموفد الروسي إلى ليبيا أيدار أغانين إلى تونس، حيث سيبدأ مباشرة عمله سفيراً فوق العادة لروسيا في ليبيا.

ومن المقرر أن يبدأ أغانين التحضير لاستئناف عمل البعثة الدبلوماسية الروسية، وإعادة فتح السفارة في العاصمة الليبية طرابلس.

وعمل أغانين من قبل في الأردن والعراق وفلسطين والولايات المتحدة، وأدار النسخة العربية من قناة “روسيا اليوم” بين عامي 2007 و2011، وكان أحد مستشاري الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لشؤون الشرق الأوسط.

وكان نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، قال في آذار (مارس) الماضي، إن أغانين سيتوجه إلى طرابلس، إذ تعتزم البعثة الدبلوماسية الروسية استئناف العمل بشكل كامل.

المصدر: النهار العربي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى