عاودت إسرائيل قصفها مواقع إيرانية مفترضة في الأراضي السورية، بعد فترة الهدوء التي رافقت الزلزال الذي ضرب الشمال السوري في 6 فبراير/ شباط الماضي، إذ استهدفت غارات جوية صباح اليوم مواقع قرب الساحل السوري طاولت مراكز لإنتاج الصواريخ الإيرانية وتخزينها.
وذكرت وكالة “سانا” التابعة للنظام أن ثلاثة عسكريين أصيبوا جراء القصف الجوي الإسرائيلي الذي استهدف بعض النقاط بريفَي طرطوس وحماة، فيما أكدت “إسقاط الدفاعات الجوية عدداً من صواريخ العدوان”.
ونقلت الوكالة عن مصدر عسكري قوله إن القصف كان من اتجاه شمال لبنان، وأوقع أيضاً بعض الخسائر المادية، دون الإشارة إلى طبيعة هذه الخسائر.
ووفق مواقع وصفحات موالية للنظام، أدى القصف إلى مقتل الضابط في قوات النظام السوري، الرائد علي بدور، من مرتبات الدفاع الجوي، وهو من مدينة جبلة، وإصابة المقدم محمود إسماعيل، والمساعد فارس سليمان، والعسكري حسين موسى، بجروح، وجميعهم من مرتبات الدفاع الجوي.
من جهتها، ذكرت مواقع وصفحات محلية موالية للنظام أن القصف هو الخامس من نوعه منذ مطلع العام، وسبّب انفجارات عنيفة في منطقة حير عباس على طريق وادي العيون بريف محافظة طرطوس.
وقالت مصادر أخرى، منها المرصد السوري لحقوق الإنسان، إنه توجد في المناطق المستهدفة مواقع للمليشيات التابعة لإيران، إضافة إلى مركز البحوث العلمية الواقع في الجبال المطلة على مدينة مصياف غرب حماة، مشيرة إلى تواصل الانفجارات بعد الضربة الجوية لمدة طويلة، إذ يعتقد أنها ناجمة عن انفجار مقذوفات وأسلحة كانت ضمن المنطقة المستهدفة، فضلاً عن اندلاع حرائق ضخمة.
وذكر المرصد أن القصف أدى إلى تدمير مستودع للسلاح للمليشيات التابعة لإيران في منطقة جبلية متداخلة بين محافظتي حماة وطرطوس من جهة ريف مصياف الغربي، ومواقع أخرى في المنطقة، ما أدى إلى مقتل وجرح 5 أشخاص، حيث قتل شخصان مجهولا الهوية، بينما أصيب 3 آخرون على الأقل من قوات النظام بجراح متفاوتة.
ونشرت صفحات محلية مقاطع فيديو وصوراً تظهر تصاعد الدخان من موقع حير عباس، إضافة إلى مركز البحوث العلمية في قرية تل ترمس في منطقة صافيتا بريف طرطوس.
وقال صحافي موجود في الساحل السوري، فضّل عدم الكشف عن اسمه، لـ”العربي الجديد”، إن القصف الإسرائيلي طاول مواقع لتصنيع الصواريخ، وأخرى لتخزينها أنشئت في الجبال، بغية تجنيبها القصف الإسرائيلي.
وأضاف أن إسرائيل كانت تراقب، كما يبدو خلال فترة الانشغال بالزلزال، وصول شحنات من المعدات الخاصة بإنتاج الصواريخ تحت لافتة المساعدات لمتضرري الزلزال، وعلمت بأماكن تخزينها في تلك المناطق، لافتاً إلى أن قوة الانفجارات وتتابعها يشيران إلى استهداف صواريخ مخزنة.
يذكر أن الموقع المستهدف على طريق وادي العيون غرب مصياف سبق أن تعرض للقصف الإسرائيلي في أغسطس/ آب من العام الماضي، إذ استهدفت غارات إسرائيلية في حينه موقع حير عباس ومواقع على طريق الرصافة والبحوث العلمية شرق مصياف ومعسكر الطلائع وجب رملة شمالها.
وكانت إسرائيل قد استهدفت في 7 من الشهر الجاري مطار حلب الدولي شمالي سورية، وأدت إلى خروجه عن الخدمة، وقبل ذلك بأيام استُهدف مبنى في منطقة كفرسوسة بدمشق، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى، يعتقد أن بينهم شخصيات عسكرية تخص إيران.
وذكرت وكالة “تسنيم” الإيرانية بعد تلك الضربة بأيام أن طهران ستزوّد النظام السوري بمنظومة صواريخ دفاع جوي من نوع “خرداد 15″، الأمر الذي سيردع إسرائيل عن شنّ مزيد من الهجمات.
ووفق وسائل إعلام إيرانية، فإن منظومة “خرداد 15” المعلنة في 2019، والمزودة بصواريخ طويلة المدى، من إنتاج وزارة الدفاع الإيرانية، وهي قادرة، وفق المصادر الإيرانية، على كشف ستة أهداف تقليدية تقع على مسافة تصل إلى 100 كيلومتر.
غير أن الباحث العسكري عبد الناصر العايد، وهو ضابط منشق عن سلاح الجو السوري، قال خلال حديث مع “العربي الجديد” إن الصواريخ الإيرانية موجودة من قبل في سورية، ولم يكن لها أي فاعلية.
وأضاف أن إعلان تزويد النظام بهذه الصواريخ يهدف فقط إلى شرعنة وجودها، ومحاولة نفي حقيقة أن شبكة الدفاع الجوي التابعة للنظام لا تسيطر عليها المليشيات الإيرانية.
وأوضح أن منظومة الدفاع الجوي الإيراني مبنية كلها بطريقة الهندسة العسكرية الروسية، بينما المنظومات الروسية “الأصلية” موجودة عند النظام، ولم تحقق أي نتائج جيدة.
قتلى في الجنوب السوري
وفي جنوب البلاد، قتل القيادي في “الأمن العسكري” يحيى عبدو أبو حلاوة، متأثراً بجراحه التي أصيب بها في وقت سابق بعد إطلاق النار عليه من جانب مجهولين في بلدة ابطع بريف درعا الأوسط.
ويتزعم أبو حلاوة مجموعة محلية تابعة لـ”الأمن العسكري” في مدينة الشيخ مسكين وبلدة ابطع، ويعرف بعلاقته الوثيقة بكل من العميد لؤي العلي، رئيس فرع “الأمن العسكري” في درعا، والمساعد عمار القاسم العامل في الفرع.
كذلك ذكر “تجمع أحرار حوران” أن الشاب أحمد محمد البيضاني قتل برصاص مجهولين في قرية جلين غربي درعا، مشيراً إلى أنه يعمل في تجارة المخدرات، ويتبع لمجموعة صدام الطعاني التابعة لمليشيا “الأمن العسكري”.
على صعيد آخر، ذكر التجمع أن مجهولين اختطفوا الخميس الفائت شخصاً من بلدة تسيل غربي درعا يدعى وسام سميح دخل الله بعد اعتراض طريقه عند وصوله إلى منزله في بلدة تسيل.
ونقل الموقع عن مصدر مقرب من عائلة المخطوف قوله إن الخاطفين تواصلوا مع العائلة وطلبوا فدية مالية قيمتها 25 ألف دولار أميركي مقابل الإفراج عنه، مشيراً إلى أن العائلة تلقت شريطاً مصوراً يظهر فيه المخطوف وعليه آثار تعذيب، فضلاً عن الرسائل التي تتضمّن التهديد بالقتل في حال عدم دفع مبلغ الفدية.
ويعمل دخل الله رئيساً لشعبة حماية المستهلك في مديرية التموين في مدينة درعا، ويأتي إلى بلدة تسيل التي ينحدر منها في عطلة نهاية الأسبوع.
المصدر: العربي الجديد