إضراب شامل ، والطرق الرئيسية مقطوعة بالبراميل المعدنية واطارات السيارات ، وشباب ملثمين يتجولون في كل مكان يساعدون السكان بتوفير الخبز والدواء وهم يكررون عبارات مفعمة بالسخط وروح الانتقام، المستشفيات مليئة بالجرحى والمصابين ، والتيار الكهربائي مقطوع منذ وقت طويل ، ومنابر المساجد بين فترة وأخرى تنقل الأحداث باختصار شديد ، هذا ما نقله لي مراسل إعلامي لإحدى القنوات الفضائية أعرفه حق المعرفة عن مسقط رأسه .
هذا هو الوضع في الأراضي التي تقع تحت سيطرة “السلطة الفلسطينية” ، والبعض يسميها “ثورة” أو “انتفاضة” أو “غضب ” أو “غليان” ، لكن بالنسبة لي هي شهادة وفاة رسمية “للسلطة الفلسطينية “، التي لم تفعل أي شيء لمواطنيها سوى مزيدٍ من الضغط عليه.
البعض دعى الفصائل الفلسطينية المختلفة إلى مسك زمام الأمور ، وهذا بالنسبة لي مجرد كلام بلا قيمة تذكر وذلك لعدة أسباب أهمها أن حالة الغليان غير مشجعة ،كما أن الفصائل في حالة ترقب ،وحكومة العدو تفتك فيها الخلافات ومتوقع انهيارها بأي لحظة وإعادة الانتخابات عندهم وخسارة ممن هم الآن في سدة الحكم مما يغير كل تفاصيل المشهد.
“المضحك المبكي” أن البعض دعى لمزيد من الدعم المادي والمعنوي والسياسي” للسلطة الفلسطينية “وإنقاذها بشتى السبل وبأسرع وقت ممكن ، وأنا هنا أقول للجميع لا تراهنوا على كيان متهالك فقد الشرعية عند أبناء شعبه ، وأفضل شيء ترك الشعب الفلسطيني “يمسح جراحه” و”ينزع شوكه بأسنانه ” وهو قادر على ذلك.