حتى الآن، لم يعثر اللاجئ السوري أبو عبدو على خيمة ليقيم فيها وعائلته بعد تضرر منزله بولاية كيليس الحدودية التركية جراء الزلزال المدمر الذي ضرب جنوب تركيا والشمال السوري في 6 شباط/فبراير الجاري.
وقصد اللاجئ الخمسيني أكثر من مركز لتوزيع الخيام على المتضررين، على ما يؤكد لـ”القدس العربي”، مضيفاً: “الموظفون قالوا إن الخيام حالياً للأتراك، وبعد الانتهاء من التوزيع للأتراك، سنوزع للسوريين”. ويضيف اللاجئ أنه بحث عن خيمة للبيع في الأسواق، إلا أن سعرها مرتفع جداً، ويقول: “في الأسواق سعرها يتجاوز الـ200 دولار أمريكي، وهو مبلغ كبير بالنسبة لي”.
وحسب مصدر سوري يعمل في إحدى المنظمات الإنسانية التركية، تعاني الولايات التركية من نقص كبير في الخيام، جراء زيادة الطلب عليها من قبل أصحاب البيوت المدمرة والمتضررة.
ويوضح المصدر لـ”القدس العربي” أنه نتيجة الطلب الشديد من قبل الأتراك على الخيام، تركز المنظمات والهيئات الإغاثية على توزيع الخيام للأتراك في الوقت الحالي. من جانب آخر، تسجل تركيا زيادة بوتيرة الاعتداءات على اللاجئين السوريين منذ الزلزال، وفي هذا الإطار نشرت حسابات إخبارية مقاطع مصورة تظهر لاجئاً سورياً وهو يتعرض للضرب الوحشي، من قبل مواطن تركي.
وقالوا إن المقطع التقط في ولاية أديامان التركية، حيث تم الاعتداء على الشاب بتهمة محاولة السرقة من بين الأنقاض. وفي السياق، دانت منصة حقوق اللاجئين خطاب الكراهية الذي تبثه بعض الأطراف السياسية في تركيا ضد اللاجئين السوريين في أعقاب الزلزال، داعية إلى اتخاذ خطوات عاجلة لمعالجة هذا الخطاب وإيقافه. وفي بيان تسلمت “القدس العربي” نسخة منه، أكدت أنه في الأيام الأولى من وقوع الزلزال سادت أجواء من التضامن الاجتماعي في المجتمع، إلا أن العنصرية والكراهية ضد اللاجئين السوريين بددتا تلك الحالة.
وقال البيان إن الاعتداءات طالت اللاجئين السوريين في العديد من الولايات التركية التي ضربها الزلزال بحجة أنهم يقومون بأعمال السلب والنهب ما أجج مشاعر العداء ضدهم. وأشار البيان إلى العديد من الحالات التي تعرض فيها سوريون للعنصرية والكراهية في أعقاب الزلزال، مطالباً بوقف مكافحة انتهاكات حقوق الإنسان ضد السوريين، والتحقيق بجدية في مزاعم الانتهاكات وبدء التحقيق مع من استردوا مساعدات الزلزال المقدمة للسوريين أو هاجموهم أو هجروهم من خيامهم. كذلك، دعا البيان إلى إيقاف مشروع “التخفيف” من السوريين، ورفع جميع قيود السفر المتعلقة بإسطنبول والولايات الأخرى، كما يجب إلغاء شرط البقاء لمدة 60 يوماً “حتى يتم توفير بيئة آمنة لهم للعودة إليها”.
كما طالب البيان بإتاحة الوقت لتحديد هوية اللاجئين تحت الأنقاض، ودفن من فقدوا حياتهم بطريقة تحترم متطلبات ثقافة الجنازة والدفن، مختتماً بدعوة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى إلى زيادة مساعدتها حسب حجم الكارثة.
وفي السياق ذاته، اتهم الناشط الحقوقي طه الغازي زعيم حزب النصر التركي المعارض أوميت أوزداغ، بتأجيج خطاب الكراهية ضد اللاجئين السوريين، بعد الزلزال. وكان أوزداغ المعروف بعدائه للاجئين، قد قال قبل يومين إن “سبب الزلزال هو الصفيحة العربية التي تدفع صفيحة الأناضول منذ ملايين السنين لكننا نواجه الصفيحة العربية من جهة والغزاة السوريين اللاجئين من جهة أخرى”.
المصدر: «القدس العربي»