هجرة مستمرة للكوادر الطبية في مناطق سيطرة النظام السوري

عبد الله البشير

فقد القطاع الصحي في مناطق سيطرة النظام السوري، عدداً كبيراً من الكوادر الطبية بسبب نزيف الهجرة المتواصل في كافة التخصصات، حتى أن القطاع أصبح يعاني في الوقت الحالي من نقص واضح في الأطباء وأطر التمريض والفنيين على مستوى التخدير وغيرهم، وفقاً لتأكيدات مصادر وأطباء لـ”العربي الجديد”.

وتختلف الأسباب التي تدفع بالكوادر الطبية في سورية إلى الهجرة، لكن الوضع المادي وغياب محفزات العمل في مقدمة العوامل التي تحرك الأطباء والممرضين وغيرهم لمغادرة البلاد، تحديدا العاملين في المستشفيات الحكومية الذين يشتكون من المدخول المحدود.

وفي السياق، قال الممرض محمود عبد، المقيم في دمشق والعامل في القطاع الصحي بمهنة فني تخدير لـ”العربي الجديد”، إن الراتب الذي يتقاضاه مقابل عمله لا يكفيه لتغطية حاجياته الأساسية، كما أن الوضع سيئ بشكل عام ولا أحد يهتم لأمرنا، يبقى الحل الوحيد هو الهروب خارج البلاد كما فعل معظم زملائي.

وأضاف: “رغم كل المجهود الذي أقوم به وغيري من العاملين في القطاع الصحي، إلا أننا نعامل بدرجة ثانية ولا أحد يسمع صوتنا أو يلتفت لمعاناتنا”.

وفي السويداء جنوب سورية، سافر مئات الممرضين بشكل جماعي (على دفعات) نحو ليبيا رغم الحرب، أخيرا، انطلاقا من قناعة مطلقة لديهم بأن الحياة في سورية لم تعد تطاق. وعلى الرغم من المشاكل العديدة التي صادفتهم على اختلاف اختصاصاتهم في منطقة درنة في ليبيا، ودفع مبالغ مالية كبيرة للسماسرة؛ إلا أنهم قرروا الاستمرار، وفق ما أكده مصدر خاص لـ “العربي الجديد” نقلا عن أطباء.

وعلم “العربي الجديد” أن مجموعة من الأطباء السوريين الذين هاجروا هي وراء غالبية فرص العمل التي تأتي للممرضين، خاصة نحو ليبيا والصومال والعراق، إذ يصل الراتب إلى ألفي دولار في بعض المصحات، ويبدأ بثمانمائة دولار أميركي.

من جهته، قال مصدر خاص في مديرية الصحة التابعة لحكومة النظام السوري، رفض ذكر اسمه لأسباب أمنية في حديث لـ”العربي الجديد”، إن الاستقالات عديدة وشبه يومية في صفوف الكوادر الطبية، ومن يبقى هنا لديه طرق لكي يكون دخله عالياً ويعيش من خلاله. وأوضح المصدر أن فنيي التخدير والأشعة غالبيتهم قدّموا استقالاتهم أو تركوا الوظيفة بعد رفض الاستقالة، وذلك بسبب الراتب الهزيل الذي يتلقونه، وعدم شمولهم بالمكافآت كغيرهم.

وأضاف أن أكثر من 400 طلب استقالة قدمت للمديرية، ولم يوافَق إلا على عدد قليل منهم، مع ملاحظة أن العنصر النسائي بات الغالب في كل مفاصل العمل، على الرغم من أن ممرضات كثيرات أيضاً قد تركن العمل وتوجهن نحو المراكز والمشافي الخاصة، أو سافرن نحو ليبيا والعراق.

وكان موقع موالٍ للنظام نقل عن أمين الشؤون الصحية في الاتحاد العام لنقابات العمال، عبد القادر النحاس، بداية الشهر الجاري تأكيده “وجود تسرب في عدد كبير من الاختصاصات كافة بما فيها الأطباء وأخصائيو التخدير والفنيون بكافة تخصصاتهم سواء الصيدلة أو الأشعة أو التخدير”.

ولفت النحاس إلى أن النقابة اقترحت إعادة الالتزام بالمعاهد الصحية وكليات التمريض، ليلزم الطالب بعد التخرج بالتعيين لمدة 5 سنوات بخدمة الدولة، بهدف سد الفجوة والنقص الحاصل.

المصدر: العربي الجديد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى