مظاهرات في إدلب وعفرين رفضاً للتقارب التركي مع النظام السوري

محمد كركص

تشهد مناطق سيطرة المعارضة السورية في أرياف إدلب وحلب عدة تظاهرات منذ أسبوع وحتى اليوم، وذلك عقب اجتماع ضم وزير دفاع تركيا خلوصي أكار، ورئيس الاستخبارات التركية هاكان فيدان، يوم الأربعاء الفائت، مع وزير دفاع النظام السوري علي محمود عباس، ومدير مكتب الأمن القومي السوري علي مملوك، في العاصمة الروسية موسكو، الأمر الذي اعتبره السوريين المناهضين للنظام منطلقاً لإعادة العلاقات والتطبيع مع النظام السوري.

ونظمت “نقابة المحامين الأحرار” في سورية وقفة احتجاجية، اليوم الثلاثاء، في مدينة عفرين الواقعة ضمن ما يُعرف بمنطقة “غصن الزيتون”، شمال سورية، وذلك رداً على التقارب التركي من النظام السوري والتطبيع معه.

وحاول عدة عناصر أمنيين منع المحامين من تنظيم الواقفة الاحتجاجية داخل مبنى المحكمة في مدينة عفرين، إلا أن المحامين أصروا على تنظيم الواقفة داخل المحكمة كونها تمثلهم، كما حاول أحد العناصر الأمنيين منع أحد المصورين من التغطية الإعلامية.

ووجّه أعضاء النقابة، خلال الوقفة، عدة رسائل إلى المجتمع الدولي والسياسيين الأتراك، أبرزها أن “الثورة السورية ليست سلعة للبيع. إن أردتم إعادة تأهيل الأسد فعليكم مشاركة الشبيحة بإحراق ما تبقى من البلد؛ فلا مجال لإعادة تأهيله، وأن نموت في ساحات العز والكرامة أشرف لنا من أن نموت في مسالخ الأسد”.

كما وجه أعضاء النقابة رسالة إلى السياسيين الذين يمثلون المعارضة السورية، مفادها: “نحن أولياء الدم، فإما أن تقفوا متضامنين مع شعبكم تحت مظلة أهداف الثورة وإما عليكم بالرحيل”.

بدوره، قال نقيب المحامين الأحرار في سورية، محمود الهادي، في حديث لـ”العربي الجديد”، إن “الهدف من الوقفة الاحتجاجية اليوم في مدينة عفرين هو رفض كل شكل من أشكال المصالحة مع نظام الأسد المجرم”، مشدداً على أن الوقفة “أكدت على استمرار الثورة وثوابتها وضرورة محاكمة نظام الأسد على إجرامه بحق الشعب السوري”، مُشيراً إلى أنه “لا يعقل أن يتم الحديث عن المصالحة بين الضحية والقاتل دون تحقيق العدالة”.

ولفت الهادي إلى أن “المحامين الأحرار في سورية هم جزء من الشعب السوري، وقد اجتمع المحامون الأحرار من كل فروع النقابة اليوم الثلاثاء، تأكيداً على تمسكهم بالثورة حتى إسقاط النظام وتحرير سورية من كل أشكال الاستبداد لتكون حرة لكل السوريين”، مضيفاً أن “الثورة مستمرة؛ لم ولن تتوقف ما بقي نظام الأسد وكل القوى الإرهابية التي تسانده”، مجدداً تأكيده “على حضور النقابة في كل ساحات الثورة لمشاركة شعبنا مظاهراته”.

إلى ذلك، نظّم طلاب جامعة حلب الحرة، اليوم الثلاثاء، تظاهرة حاشدة في ساحة الجامعة تحت مُسمى “لن نصالح”، عبروا من خلالها عن رفضهم المُطلق للصلح مع النظام السوري أو التطبيع معه بأي شكل من الأشكال، مجددين مطالب الثورة السورية بإسقاط النظام، ومحاسبته على جرائمه التي ارتكبها بحق الشعب السوري.

وفي إدلب، نظم ناشطون محليون وقفة احتجاجية اليوم بالقرب من مدينة سرمين الواقعة جنوب شرقي محافظة إدلب شمال غرب سورية، عبّروا من خلالها عن رفضهم للتصريحات التركية الأخيرة، واللقاءات التي جمعت الجانب التركي بشخصيات من النظام السوري.

بدوره، قال المحامي إبراهيم باريش، وهو أحد المشاركين في الوقفة، في حديث لـ”العربي الجديد”: “نحن في وقفة احتجاجية رفضاً للتصريحات التركية الأخيرة، ونؤكد للجانب التركي أننا في سورية لسنا في موقع تبادل سلطات بين نظام ومعارضة، بل هنا ثورة شعب قامت على نظام مجرم قتل واعتقل مئات الآلاف من السوريين وهجر الملايين، فنحن لسنا في حالة خصام مع النظام السوري حتى نصالح، بل نحن في حالة عداء ولن تنتهي ثورتنا حتى ينال الشعب السوري حقه وإيصال بشار الأسد إلى المحاكم الدولية”.

من جانبه، أكد المشارك في الوقفة فؤاد أصلان، لـ”العربي الجديد”: “نحن في هذه الوقفة لنرفض اللقاءات التي تغيب الشارع السوري وتتحدث بالمصالحات مع النظام السوري، المصالحة بين النظام السوري والجانب التركي هو قرار سيادي خاص بتركيا لا شأن لنا فيه، فنحن سوريون ولسنا أتراكاً، وخاصة إن ابتعدوا عن الطريق الذي خطوه أنهم الأنصار ونحن المهاجرون، فنحن سنبقى المهاجرين ولكن في بلدنا، من يطلب من المصالحة يجب أن يعيد لنا المليون شهيد ويعيد المدن التي دمرت ويخرج مئات الآلاف من المعتقلين”.

إلى ذلك، أوضح جسري كردانو، لـ”العربي الجديد”، أن “رسالتنا للجانب التركي ولكل شخص يطلب منا المصالحة أن بشار الأسد مجرم إرهابي أتى بالعديد من مليشيات ومرتزقة الأرض لقتلنا تهجيرنا وارتكب مئات المجازر بحقنا، وهنا الشعب السوري من يقرر نصالح أم لا. هذا الشعب بقي سنوات تحت القصف بنيران النظام السوري والروسي، وما زال لديه مئات الآلاف من المعتقلين في السجون”.

وفي السياق ذاته، عبر الأهالي في مناطق سيطرة المعارضة السورية عن رفضهم لخطوات التقارب الأخيرة، التي انتهجها الجانب التركي مع النظام السوري عبر مظاهرات خرجت يوم الجمعة في عموم مناطق المعارضة، وشملت خمساً وعشرين نقطة تظاهر امتدت من جرابلس شرقاً حتى جسر الشغور غرباً شمال غرب سورية، وأكد المشاركون فيها رفضهم لأي مصالحة مع النظام السوري.

من ناحية أخرى أعلن وزير خارجية تركيا، مولود جاووش أوغلو، منذ أيام، عن لقاء مرتقب سيجمعه مع وزيري الخارجية السوري والروسي، في السادس عشر من شهر كانون الثاني الجاري، وهو ما عزز فكرة التقارب التركي السوري في أذهان المعارضين السوريين، ودفعهم للإعلان عن رفض تلك التقاربات عبر كل الوسائل الممكنة.

 

المصدر: العربي الجديد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى