كشف وزير الدفاع التركي خلوصي أكار عن وجود مباحثات مع روسيا من أجل استخدام المجال الجوي فوق شمال سوريا، خلال عملية عسكرية محتملة ضد “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، نافياً امتلاك بلاده أسلحة كيماوية.
وقال أكار خلال مؤتمر صحافي إن بلاده منعت بالعمليات التي قام بها الجيش التركي في سوريا، إقامة “ممر إرهابي” على حدود بلاده الجنوبية، مضيفاً أن أنقرة لن تتسامح مع العناصر “الإرهابية” والدول الراغبة بجرّ المنطقة إلى الفوضى.
وكشف عن وجود محادثات مع روسيا لفتح المجال الجوي أمام الطائرات التركية في حال بدأ الجيش التركي عملية عسكرية ضد “قسد” قائلاً: “نجري محادثات ونتناقش مع روسيا حول جميع المسائل، بما في ذلك فتح المجال الجوي”. وأضاف أن تركيا تبعث بالرسائل اللازمة للأطراف المعنية بالملف السوري.
وقال أكار: “فعلنا ونواصل عمل كل ما علينا القيام به لحماية حدودنا وضمان أمن شعبنا وأمتنا، ولا ينتظر أحد التسامح من تركيا في هذا السياق”، مؤكداً أن بلاده لن تتجاهل هجمات “الإرهابيين” ضدها.
وأوضح أن القوات التركية استطاعت تحييد زهاء 4 آلاف إرهابي خلال عمليات نفّذتها داخل تركيا وشمال العراق وسوريا منذ بداية العام 2022، مشدداً على استمرار العمليات حتى القضاء على التهديدات القادمة من هناك بواسطة “حزب العمال الكردستاني”.
وأكد الوزير التركي أن تركيا لا تهدد الدول المجاورة بعملياتها وإنما “العناصر الإرهابية”، نافياً امتلاك الجيش التركي أسلحة كيماوية وقال إن بلاده لن تتسامح مع من يشوّه سمعتها.
ورداً على سؤال حول إمكانية عقد لقاء ثلاثي يجمعه نظيره الروسي ووزير الدفاع في حكومة النظام السوري، قال أكار إن بلاده تقوم بكل ما يلزم من أجل حماية حقوقها ومصالحها وفقاً للأصول والمصالح في جميع المستويات وتجري اتصالات في هذا السياق.
وأضاف: “الحوار مستمر، فتارة يتطور هذا إلى اجتماع وزاري، وتارة أخرى يكون على شكل اجتماع للوحدات الاستخباراتية، وفي بعض الأحيان يكون بطريقة مختلفة”، مؤكداً أن تركيا “لا تتجاهل الاجتماعات والمحادثات والحوار أبداً وليست مغلقة على الحوار”.
ويُظهر تصريح الوزير التركي أن أنقرة لاتزال تضع العملية العسكرية البرية على سلم أولوياتها، على الرغم من اصطدامها برفض مشترك أميركي- روسي عبّر عنه الطرفان صراحة في أكثر من مناسبة.
وتهدف العملية، وفق ما أوضح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الى إقامة حزام أمني بعمق 30 كيلو متر بعد طرد “قسد” من ثلاث مناطق رئيسة هي منبج وتل رفعت وعين العرب شمال سوريا، كمرحلة أولية، على أن تتبعها مراحل حتى السيطرة على كامل الحدود المشتركة مع سوريا، بطول 600 كيلومتر بالعمق نفسه.
المصدر: المدن