في بلد العجائب بلاد ما بين النهرين ، عندما تهرول جميع الرئاسات «رئاسة البرلمان ورئاسة الوزراء ورئاسة مجلس القضاء الأعلى ورئاسة الإقليم» إضافة إلى عدد كبير من أعضاء البرلمان ومسؤولين آخرين نحو المطار ، ليستقلوا الطائرات متجهين إلى دولة قطر ، وكل الظن أنهم ذهبوا للبحث عن حلول للملفات المستعصية في بلدهم ، خاصة حول موضوع الإرهاب المنظم المدعوم من الخارج والمخدرات وكذلك ملف الأموال المهربة وملفات الصحة والتربية والزراعة والصناعة والاعمار والاستثمار وغيرها ، إلا أننا فوجئنا أن هذا الحشد الهائل من المسؤولين كان مهرولا للهو والاستمتاع بحضور مباراة لكرة القدم لمدة 90 دقيقة لفرق رياضية لا تربطنا علاقة بها ، تاركين خلفهم الملفات التي ذكرناها ، إضافة إلى تعرض قواتنا الأمنية لهجمة إرهابية شرسة سقط على إثرها كوكبة من ابناؤنا شهداء .
إن ظهور هؤلاء القادة وهم يشجعون الفرق الرياضية مبتهجين ويلتقطون الصور التذكارية لهم ولعوائلهم ، دون أن يشعروا بتأنيب الضمير تجاه شعبهم ، سيما والبلاد تنزف دماً وهي تزف كوكبة من شهدائها دفاعاً عن الوطن وتلتحف عوائلهم حزناً وألما على فقدان أبنائهم يؤكد لنا أمرين .
الأول .. أن هؤلاء القادة غير مدركين لحجم المسؤولية الملقات على عاتقهم تجاه بلدهم وشعبهم المنكوب .
الثاني .. أنهم واجهة لقوى خفية تحكم وليس هم من يديروا السلطة في العراق .
في الحالتين نؤكد رأينا السابق بهم من جديد .
إن هؤلاء غير مؤهلين لقيادة البلاد في هذا الظرف الحرج والحساس، ولم يعد لوجودهم في واجهة القيادة أي فائدة تذكر، ويجب أن يعمل جميع المخلصين على إزالتهم ومحاسبتهم على ما اقترفوه .