يشكل قرار الإبعاد التعسفي الذي اتخذته سلطات الاحتلال العسكري الاسرائيلي والقاضي بإبعاد الأسير المقدسي صلاح الحموري إلى فرنسا بعد اعتقال إداري دام 9 أشهر انتهاكاً فاضحاً للقانون الدولي وأن تمرير هذا القرار العنصري وهذه الجريمة الدولية ياتي مقدمة لتنفيذ قائمة اخرى من الابعاد القسري للمواطنين خاصة المقدسيين ويهدف إصدار مثل هذه القرارات محاوله يائسة من الاحتلال لتفريغ القدس من ساكنيها كأحد خطوات التطهير العرقي، بينما يتواصل مسلسل القتل والعدوان بحق ابناء الشعب الفلسطيني حيث قام مستوطن حاقد وبجريمة بشعة بارتكاب عملية دعس متعمدة أدت إلى استشهاد الشابين الشقيقين مهند ومحمد مطير من مخيم قلنديا حيث تكشف هذه الجريمة عن بشاعة الاحتلال في ظل استمرار صمت المجتمع الدولي على هذه الجرائم والتي ترتكب بحق أبناء الشعب الفلسطيني .
ومن الواضح بأنه لا يمكن المضي قدما او ايجاد اي بارقة امل تجاه انهاء وضع الاحتلال للأراضي الفلسطينية المحتلة حيث تمارس سلطات الاحتلال سياستها وإجراءاتها الفاشية القائمة على التطهير العرقي بينما يتم تجاهل حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة وعدم ايجاد حل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي كونه يشكل المدخل الوحيد لتحقيق أمن واستقرار المنطقة .
يحاول رئيس الوزراء الإسرائيلي المكلف بنيامين نتنياهو قلب حقائق الصراع والتنكر لمركزية القضية الفلسطينية، واستبدال مضمون السلام الحقيقي ومعناه بمفاهيم استعمارية عنصرية وأن تفاخر “نتنياهو” بتهميش القضية الفلسطينية عن سلم الاهتمامات الدولية يمثل أوسع وأكبر تحريض على العنف، ودعوة صريحة لجيش الاحتلال والمستوطنين بتصعيد اعتداءاتهم ضد الفلسطينيين .
حكومة الاحتلال الإسرائيلي تتحمل المسؤولية الكاملة والمباشرة عن العدوان الإسرائيلي الشامل ضد الفلسطينيين وحقوقهم الوطنية العادلة والمشروعة وأن إغلاق المسار السياسي التفاوضي بين الجانبين هو المسؤول المباشر عن التصعيد الحاصل في ساحة الصراع، ويعطي الاحتلال المزيد من الوقت للانقضاض على فرصة تطبيق مبدأ حل الدولتين وتجسيد الدولة الفلسطينية على الأرض، بينما يستمر الاحتلال في الدعوات التي يطلقها رؤساء الأحزاب اليهودية اليمينية لاقتحام المسجد الأقصى والتي يتزعمها المجرم الفاشي أحد اقطاب حكومة اسرائيل العنصرية بن غفير، لمناسبة “عيد الأنوار” اليهودي والتي باتت تدق ناقوس الخطر وما هي إلا مقدمة لتنفيذ مخططات خبيثة تستهدف المسجد الاقصى المبارك .
حكومة الاحتلال الفاشية تلعب بالنار وتأجج مشاعر مئات الملايين من المسلمين وتنتهك القرارات الأممية التي تخص مدينة القدس والأراضي الفلسطينية المحتلة وان ما تخطط له الأحزاب اليهودية اليمينية المتطرفة وجماعات “الهيكل” المزعوم ستشعل المنطقة وستحول الصراع الى ديني وستنعكس ارتداداته على الجميع .
لا بد من استمرار الجهود الدولية وعدم تقاعس المجتمع الدولي الذي تتسم مواقفه بالسلبية ولا ترتقي لحجم المأساة التي يعيشها الشعب الفلسطيني منذ 74 عاما ولا مستوى تلك الجرائم التى يتعمد الاحتلال ارتكابها ويجب دعم الحقوق الفلسطينية المتكاملة والسعى الى انهاء الاحتلال ودعم اقامة الدولة الفلسطينية ضمن قرارات الشرعية الدولية .
المجتمع الدولي والإدارة الأمريكية مطالبين بعدم الاكتفاء بالتحذيرات والمطالبات والمناشدات للاحتلال واعتماد آليات دولية ملزمة تجبر “إسرائيل” على الانخراط الفوري في عملية سلام ومفاوضات حقيقية تفضي لإنهاء الاحتلال لأرض دولة فلسطين، ويجب على المؤسسات الدولية وتحديدا المحكمة الجنائية الدولية ومؤسسات حقوق الإنسان بالوقوف عند مسؤولياتها والعمل على لجم الاحتلال ومنعه من ارتكاب هذه الجرائم البشعة والتدخل بشكل عاجل من أجل وقف آلة القتل الإسرائيلية .
المصدر: الحوار المتمدن