الأنظمة الديكتاتورية في منطقتنا تمارس القتل والتنكيل بالمواطن، وهذه الديكتاتوريات مدعومة من قبل الدول الكبرى التي يهمها تدمير المنطقة ،ولأن ذلك لايتماشى مع ادعائها الكاذب بحماية حقوق الانسان تفرض عقوبات اقتصادية عليها، فتبحث هذه الأنظمة عن مصادر لتمويل آلة القتل فلاتجد الا الممنوعات لتصنيعها والاتجار بها.
هكذا حال نظام دمشق الذي وجد في صناعة وتجارة المخدرات وسيلة لتمويل آلة القتل وادامة سلطته.
المصادر المطلعة تؤكد وجود 46 موقعاً لانتاج وتصنيع المخدرات في مناطق سيطرة النظام، منها 14 معملاً في منطقة القلمون يديرها ويسيطر عليها حزب الله،اضافة الى المصانع المختصه بتجهيز شحنات المخدرات داخل المواد الزراعية والصناعية المعدة للتصدير، وبحسب صحيفة لوموند الفرنسية فإن الفرقة الرابعة بقيادة ماهر الأسد هي التي تدير هذه الصناعة من الألف الى الياء ،وكان ناتج عائداتها 5.7 مليار دولار في عام 2021 حسب صحيفة دير شبيغل الألمانية، ليرتفع هذا الدخل حسب مصادر مطلعة الى16 مليار دولار خلال الأشهر الماضية من عام 2022 وهو مايعادل ثلاثة أضعاف ميزانية الحكومة السورية، تتقاسمها عصابة الأسد والمقربين منها، وتدار بها آلة القمع والقتل ضد السوريين مما يجعل الجمهورية السورية في ظل هذا النظام تستحق تسمية (جمهورية الكبتاغون) بلا منازع.
هكذا هو نظام الأسد يؤدي دوره الوظيفي بإتقان ،فبعد ان تسلل الى السلطة تحت يافطات الوحدة ،والتحرير ،وبناء الانسان العربي ، حارب كل عمل وحدوي ووقف مع اعداء الأمة في حربهم مع الأشقاء،واسقط بممارساته كل عوامل القوة التي تمكننا من التحرير وحمى حدود الكيان الغاصب ،وحطم عنفوان الانسان السوري بممارسة القمع على مدى نصف قرن ،وها هو يكمل مسيرة دوره الوظيفي بتدمير الشباب السوري والعربي التي تشير الدراسات الى ان نسبة كبيرة منهم بدأت تتعاطى المخدرات لسهولة الحصول عليها وللهروب من الواقع المأساوي الذي يعيشونه
كل هذا واضح لكل انسان يحاكم الأمور بعقلانية ومع ذلك مازال بعض المغيبين ممن يعتبرون انفسهم نخباً عربية يعتبرونه نظام مقاومة وممانعة وهم بذلك شركاءه في دوره الوظيفي بتدمير الانسان العربي وانهاء عوامل القوة في هذه الامة التي ابتليت بهذا النظام وبأمثال هؤلاء من المثقفين المحسوبين على العرب.
المصدر: كل العرب