تواجه الطفولة الفلسطينية في ظل الاحتلال العديد من اشكال القمع والتنكيل وتشير احدث الاحصائيات والتي تم نشرها بمناسبة الذكرى السنوية ليوم الطفل العالمي، ان من بين الـ50 ألف طفل، نحو 20 ألفا تعرضوا للاعتقال منذ اندلاع انتفاضة الأقصى في 28 أيلول/ سبتمبر2000، ومن بينهم (9) آلاف طفل تعرضوا للاعتقال منذ هبة القدس في الأول من أكتوبر 2015، فيما اعتقلت سلطات الاحتلال نحو (770) طفلاً منذ مطلع العام الجاري وغالبيتهم من القدس، بالإضافة الى نحو (160) طفلاً لا يزالوا يقبعون في سجون الاحتلال، فيما يوجد من بين هؤلاء المعتقلين أربعة أطفال رهن الاعتقال الإداري دون تهمة أو محاكمة إضافة إلى وجود آخرين ممن اعتقلوا وهم أطفال وقد تجاوزوا سن الطفولة وهم داخل الأسر وما زالوا أسرى في خرق فاضح لكل القيم والمعايير الدولية والإنسانية وحقوق الانسان .
تشهد الطفولة الفلسطينية اشكال مرعبة من القمع الناتج عن اساليب جيش الاحتلال وقمعه للأطفال على امتداد المدن الفلسطينية المحتلة حيث يستهدف الاحتلال بشكل مباشر النيل من ارادة وعزيمة وصلابة الطفل الفلسطيني الذي يواجه اعتى اشكال القمع والتنكيل والمخالف لكل الاعراف والقوانين الدولية وخصوصا في ظل تواصل أشكال اعتقال الأطفال القصر والتي لا تختلف عنها عند اعتقال البالغين، وأن غالبية الأطفال جرى اعتقالهم من بيوتهم بعد اقتحامها والعبث بمحتواها في ساعات الليل، فيما آخرون تم اعتقالهم من الشوارع، أو وهم في طريقهم إلى مدارسهم أو حين العودة منها لبيوتهم، ومن ثم يزج بهم في ظروف احتجاز قاسية تفتقر إلى الحد الأدنى من الشروط الإنسانية ويتعرضون لصنوف مختلفة من التعذيب تحت اشراف جيش الاحتلال ومخابراته .
ومعظم الشهادات التي وثقت من المعتقلين تؤكد أن جميع الأطفال الذين مروا بتجربة الاعتقال تعرضوا لشكل أو أكثر من أشكال التعذيب الجسدي والنفسي والإيذاء المعنوي والمعاملة القاسية والمهينة، ولعل الطفل “أحمد مناصرة” خير مثال لما يتعرض له الأطفال الفلسطينيون من تعذيب، وأن مقطع الفيديو الذي تم تسريبه “مش متذكر” هو غيض من فيض لما يتعرض له أطفال فلسطين في مراكز التوقيف والاعتقال التابعة للاحتلال .
ويعاني الاطفال من سوء المعاملة اثناء الاعتقال ناهيك عن خضوعهم الى محاكمات غير عادلة وحرمانهم من مواصلة تلقى تعليمهم الاساسي فى مخالفة للقانون الدولي حيث يتعرض الأطفال في سجون ومعتقلات الاحتلال للاحتجاز في ظروف صعبة ويعاملون بقسوة ومحرومين من أبسط حقوقهم الأساسية والإنسانية التي نصت عليها وتضمنتها الاتفاقيات والمواثيق الدولية، خاصة إعلان حقوق الطفل واتفاقية حقوق الطفل، كالحق في الحياة والصحة والعلاج والتعليم وعدم التعرض للتعذيب أو الإساءة وغيرها ما يؤثر سلبا على أوضاعهم ويلحق بهم الأذى جسديا ونفسيا بهم ويؤثر على مستقبلهم .
تداعيات تلك السياسة كارثية على مستقبل الطفولة الفلسطينية كون ان استمرار استهداف الاحتلال للأطفال وتأثيرات الاعتقال والسجن والتعذيب يؤثر بشكل مباشر على واقعهم ومستقبلهم وفى ظل تصاعد تلك السياسات يجب على منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) وكافة المؤسسات الدولية التي تعنى بالطفل وحقوق الإنسان وتحتفل هذه الأيام بمناسبة يوم الطفل العالمي التدخل العاجل لحماية الأطفال الفلسطينيين من الاستهداف الإسرائيلي المتصاعد والعمل الجاد من أجل الافراج عن كافة الأطفال المعتقلين في سجون الاحتلال ووقف الاعتقالات في صفوفهم خاصة أن القانون الدولي كفل للأطفال حياة آمنة وكريمة .