جدّدت الطائرات التركية غاراتها على مواقع انتشار قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في شمال شرق سوريا، في إطار عملية “المخلب- السيف” التي أعلنت عنها وزارة الدفاع التركية وقالت إنها ردٌ على تفجير مدينة إسطنبول، فيما أسفرت العملية عن قتلى في صفوف قوات النظام السوري، الى جانب مقاتلين تابعين لـ”قوات سوريا الديموقراطية” (قسد).
ارتفاع حصيلة القتلى
وقال مصدر ميداني لـ”المدن”، إن طائرة حربية تركية استهدفت موقعاً تابعاً لـ”قسد” في ريف مدينة عين العرب (كوباني) شمال شرق سوريا، كما تعرّض موقع تابع لجيش النظام السوري في منطقة شوارغة بريف حلب الشمالي لغارة مماثلة أسفرت عن قتلى وجرحى في صفوفهم.
من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن حصيلة قتلى العملية منذ الإعلان عنها ليل السبت/الأحد، بلغت 27 قتيلاً، 14 من التشكيلات العسكرية العاملة ضمن مناطق الإدارة الذاتية قتلوا بغارات على ريفي المالكية والدرباسية وناحية أبو راسين في ريف الحسكة شمال شرق سوريا، فيما سقط 12 عنصراً للنظام بقصف الطائرات التركية على شوارغة بريف حلب الشمالي وقرية أم حرمل شمال غرب الحسكة وقرية قزعلي في ريف تل أبيض شمال الرقة. وأشار المرصد إلى أن حصيلة القتلى مرشحة للارتفاع بسبب وجود أكثر من 38 جريحاً ومفقوداً.
من جهته، اعترف النظام السوري بسقوط قتلى وجرحى في صفوف جنوده جرّاء الغارات التركية. ونقلت وكالة أنباء النظام السوري “سانا” عن مصدر عسكري قوله إن “عدداً من الشهداء العسكريين سقطوا نتيجة اعتداء قوات الاحتلال التركي على عدد من المناطق الآمنة والنقاط العسكرية بريفي حلب والحسكة فجر اليوم”، من دون أن يعطي عدداً دقيقاً للقتلى.
وقال مراسل الوكالة في الحسكة إن “طيران الاحتلال التركي استهدف عدداً من المواقع جنوب غرب الدرباسية ومحيط المالكية وقرية تل حرمل شمال بلدة أبو راسين بالريف الشمالي”، مؤكداً سقوط قتلى وجرحى في صفوف العسكريين من جيش النظام.
العملية التركية مستمرة
وفي المقابل، أكد الكاتب السياسي التركي المقرب من “حزب العدالة والتنمية” يوسف كاتب أوغلو أنه على الرغم من تراجع حدّة الغارات بعد ظهر الأحد، وعودة الطائرات التركية إلى قواعدها في قاعدة ديار بكر في جنوب شرق تركيا، إلا أن عملية “المخلب-السيف” لن تنتهي خلال يوم واحد، مضيفاً أنها “ستستمر حتى القضاء على جميع التهديدات الإرهابية للأمن القومي التركي من قبل أذرع “حزب العمال الكردستاني” في شمال شرق سوريا”.
وقال أوغلو إن تركيا “اعتمدت على المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة الذي ينص على حق الدول في الدفاع عن نفسها في حال تعرّض أمنها القومي إلى الخطر”، موضحاً أن سلاح الجو التركي استخدم في العملية عشرات الطائرات الحربية والمسيّرة، وقصف ” أوكار حزب العمال الإرهابي” ابتداءً من تل رفعت في ريف حلب الشمالي مروراً بريفي الحسكة والرقة وصولاً إلى شمال العراق”.
واشنطن وموسكو على علم بالعملية
وعلّقت الولايات المتحدة التي تدعم قوات “قسد” على العملية التركية، وقال منسق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض بريت ماكغورك إن الوضع في شمال شرق سوريا “صعب”، داعياً إلى عدم زعزعة الاستقرار في شمال شرق سوريا. وأكد التزام الولايات المتحدة بإبقاء الحدود التركية آمنة، وفق ما ذكرت قناة “الحرة”.
لكن أوغلو اعتبر أن التصريحات الأميركية الصادرة والتي ستصدر لاحقاً “هي فقط للاستهلاك الإعلامي”، معيداً السبب إلى “وجود توافق روسي-أميركي-تركي على العملية وذلك من خلال الاجتماع الذي جرى بين أجهزة المخابرات التابعة لهم في أنقرة الاثنين الماضي”، مؤكداً أن أنقرة “أبلغت كلاً من واشنطن وموسكو عزمها على القيام بالعملية وتوجيه ضربات نوعية لحماية أمنها القومي”.
ولا يستبعد السياسي التركي أن يبدأ الجيش التركي عملية برية واسعة ضد “قسد” في الفترة القادمة بعد العملية الجوية من أجل القيام بما وصفه “تنظيفاً كاملاً” لوجود أذرع “حزب العمال الكردستاني” من حدود تركيا الجنوبية مع سوريا، معتبراً أن الظروف الدولية باتت مواتية بشكل أكبر للقيام بها، إضافة إلى تحول منبج وتل رفعت اللتين ستكونان الهدف الرئيسي للعملية إلى “غرفة عمليات لحزب العمال الكردستاني من أجل القيام بعمليات إرهابية تستهدف العمق التركي”.
المصدر: المدن