شاهدنا جميعاً صورة إستقبال بشار الأسد لوفد الفصائل الفلسطينية أثناء زيارتهم لدمشق وقد علت الضحكات وجوههم ، حتى كادت أشداقهم أن تنفلق من فرط السعادة ، وكأن استقبال الأسد قاتل أبناء شعبه هو انتصار عظيم حققته هذه الفصائل ، التي أفل بعضها من التاريخ والجغرافيا الفلسطينية ، وأصبحت مجرد حفنة أشخاص أرهقهم الهرم والمرض وحكايات الماضي وشعارات الممانعة والمقاومة ، فذهبوا للارتماء في أحضان نظام دموي لازالت اياديه ملوثة بدماء الشعب السوري ، ودم أبناء مخيماتنا الفلسطينية في سوريا ، ويشهد على ذلك مخيم اليرموك الذي لازال يئن من هول ما ارتكب فيه من جرائم على أيدي نظام الأسد هذا.
هذه الحفنة ممن يدعون أنهم قيادات ، باعوا ضمائرهم ومواقفهم خدمة لنظام الملالي في قم ، الذي يغدق عليهم أموالة ، التي أفقدتهم توازنهم فباعوا انتمائهم ووطنيتهم وحرفوا البوصلة من حضن شعبهم إلى حضن بشار أسد بتعليمات الممول في طهران ، الذي أعطى أوامره للأسد لترتيب هذا اللقاء لإعادة العلاقة مع حماس الاخونجية ، أما باقي الفصائل والتي لم يعد يتجاوز عدد أعضاء الواحد منها أصابع اليد الواحدة ، فهى قد رهنت و باعت دينها ووطنيتها وموقفها منذ زمن لهذا النظام ، الذي استخدمها لاعمالة القذر ضد الشعب الفلسطيني وممثلة الشرعي والوحيد منظمة التحرير ، وضد قيادتة الشرعية ، ولكم أن تسألوا أن خانتكم الذاكرة عدد المرات التي حاول هذا النظام أستهداف الشهيد الرمز ياسر عرفات ، نحن لا نستغرب موقف هذة الفصائل والتي تلوث أيادي بعضها بالدم الفلسطيني ، ام هل نسيتم حصار طرابلس ومخيمات بيروت ، لكن ما يدهشنا موقف البعض الذي لازال يدعي الحرص على الوحدة الفلسطينية ولم الشمل والمصلحة الوطنية ، نرى ممارساتة أبعد ما تكون عما يطلق من تصريحات و شعارات كاذبة لكسب عواطف الناس ومشاعرها ولتسجيل المواقف.
لقد أسأت هذة الفصائل أيما اسأة للشعب الفلسطيني ونضالاتة ، وتركت مشاعر من الحزن و الغضب لدى أحرار الشعب السوري الذي وقف مع الشعب الفلسطيني وقضيتة منذ النكبة ولم يبخل بالغالي والنفيس من أجل دعم ومساندة الشعب الفلسطيني ، ودفع ضريبة ذلك من دم أبنائة ،و لازال الشيخ عز الدين القسام وبطولاتة ماثلة فينا ، تأتي الآن هذة الحفنة من مدعي القيادة والذين لا يمثلون أكثر من أنفسهم ، يأتوا ليسيئوا لخوصية العلاقة بين الشعب الفلسطيني والشعب السوري ، طمعا وأملا في بقائهم على خريطة الأحداث التي لفظتهم ، فهم لايعلمون أنهم ذهبوا لحضن نظام يرفضة شعبة أصلا ، فكيف لهذا النظام أن يحميهم أو يساعدهم ، أن نظام لايستطيع حماية نفسة لن يحمي الآخرين ، ونظام لايرحم شعبة لن يرحم الآخرين ، لقد أخطأ الحساب كل هؤلاء المدعون ، هذا النظام لا يقدم عسلا ، سوف يقوم باستغلالهم في أعمالة القذرة كما فعل مع غيرهم ، ولكم أن تعودا لتاريخ هذا النظام معنا ان كانت ذاكرتكم أصابها العطب.
ستبقى صورتكم مع الأسد وقد انفلقت اشداقكم ضحكا ، وعلت وجوهكم السعادة ، ستبقى عار يدثركم طوال الوقت ، وعلى من تمثلون ، أما نحن فسنبقى والشعب السوري في خندق واحد ، لن تثنينا هرطقاتكم وافعالكم الشائنة ، وسنبقى اوفياء لدماء الشهداء من أبناء الشعب السوري التي سالت دفاعا عن فلسطين وقضيتها ، وليس لنا إلا أن نقول للشعب السوري واحرارة ، اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا.
المصدر: الصباح