اشتدت المواجهات العسكرية في الشمال السوري المحرر بين “الجبهة الشامية” (الفيلق الثالث) و”أحرار الشرقية” (حركة التحرير والبناء) من جهة، وفرقتي الحمزة (الحمزات) و”السلطان سليمان شاه” المدعومتين بقوة عسكرية ضخمة من تحرير الشام التي دخلت على خط المواجهة رسمياً فجر الأربعاء.
محور الباسوطة-جنديرس
ودخلت أرتال تحرير الشام إلى المواجهة من محوري معبر الغزاوية الفاصل بين مناطق سيطرتها مع الجيش الوطني في “غصن الزيتون” شمال غرب حلب، حيث توغلت وسيطرت على عدد من القرى الخالية من التواجد الفصائلي في ريف عفرين الجنوبي، حتى وصلت إلى محور قرية الباسوطة واشتبكت مع قوات الفيلق الثالث هناك التي حاولت منعها من التقدم نحو قريتي عين دارة وقرزيحل والتوغل أكثر جنوباً، وسط أنباء عن وقوع قتيلين حتى الآن إضافة إلى عدد من جرحى في صفوف عناصر تحرير الشام.
لكن تقدم تحرير الشام لم يكن كذلك على محور ريف جندريس الجنوبي الواقع إلى الغرب من محور الباسوطة جنوب شرق عفرين، حيث دفعت بأرتال ضخمة انطلاقاً من مناطق سيطرتها في أطمه ودير البلوط، محاولةً التوغل عبر محورين رئيسين، الأول نحو تل عمارة والوصول إلى المحمدية، والثاني نحو قريتي قيلة وجبل القلعة والوصول إلى تل سلور، في عملية تهدف لالتقاء القوتين من المحورين والوصول إلى مركز ناحية جنديرس.
وأبدت حركة التحرير والبناء مقاومة كبيرة لتقدم تحرير الشام نحو جنديرس، واستخدمت الصواريخ المضّادة للدروع والرشاشات الثقيلة فضلاً عن الدبابات لقصف أرتال تحرير الشام، وكبدتها خسائر كبيرة.
أحرار الشام
أما محور الباب شرق حلب، فشهد تعزيزات عسكرية لفرقة الحمزة بمؤازرة “أحرار الشام-القاطع الشرقي” (الفرقة 32) اللتين تقدمتا وسيطرتا على تل بطال الخاضع لسيطرة الفيلق الثالث شمال غرب الباب بعد اشتباكات عنيفة مع الأخير.
وكانت الفرقة-32 قد وقعت اتفاقاً بعدم الاشتباك مع الفيلق الثالث في حزيران/يونيو، بعد اشتباكات دامية بينهما، شهدت تدخل تحرير الشام أيضاً حينها وتوغلها داخل مناطق الجيش الوطني بريف عفرين الجنوبي، عقب انشقاق الفرقة عن صفوف الفيلق.
دروع بشرية
وشهدت المخيمات المتواجدة في منطق أطمة جنوب غرب عفرين، حركة نزوح كثيفة على خلفية الاشتباكات المحتدمة. وقالت مصادر محلية ل “المدن”، إن تحرير الشام استقدمت دبابات ومدافع هاون إلى داخل مخيم دير البلوط، وقصفت انطلاقاً من المخيم مواقع حركة التحرير والبناء، في عملية أشبه ما تكون باتخاذ المدنيين كدروع بشرية.
وقال فريق “منسقو استجابة سوريا” إن الاشتباكات بين الفصائل أدّت إلى وقوع إصابات بين المدنيين في مخيمات دير بلوط والمحمدية بمنطقة عفرين شمال غربي حلب، بعد سقوط مقذوفات داخل المخيمات المحاصرة بسبب الاشتباكات.
وأضاف الفريق أن الأحداث الجارية لم تقتصر على الاشتباكات فقط، بل “تجاوزت الجرائم إلى حصار المدنيين قرب أحد المعابر لاستخدامهم كدروع بشرية في عمليات الاقتتال، في خطوة تصنف كجرائم حرب ضد المدنيين”، لافتاً إلى أن عمليات الاقتتال بين الفصائل ضمن المناطق السكنية وقرب مخيمات النازحين، هو انتهاك للقوانين الدولية الرامية لحماية السكّان المدنيين في مناطق النزاعات.
المصدر: المدن