سورية: احتكاك جوي بين طائرات أميركية وروسية

كشفت وزارة الدفاع الروسية ليل الثلاثاء، أن إحدى طائرات الشحن العسكرية تفادت الاصطدام بطائرتين مسيّرتين أميركيتين في أجواء شمال سوريا.

وقال نائب رئيس مركز المصالحة الروسي في بسوريا أوليغ إيغوروف إن طائرة عسكرية روسية من طراز “أنتونوف-26” اضطرت لتفادي الاصطدام مع طائرتين أميركيتين من دون طيار من طراز “إم كيو1” و “إم كيو9” شمال سوريا، موضحاً أنها كانت بمهمة تزويد المجموعات الروسية بالإمدادات العسكرية اللازمة فجر الاثنين.

واتهم إيغوروف التحالف الدولي لمكافحة تنظيم “داعش” بالطيران بشكل غير شرعي في سوريا، قائلاً إن “ما يسمى بالتحالف الدولي لمكافحة الإرهاب بقيادة الولايات المتحدة يواصل القيام برحلات جوية غير شرعية لطائرات مسيّرة بمعدات هجومية في المجال الجوي للجمهورية العربية السورية”.

ولفت إلى أنها ليست المرة الأولى التي تحصل خلالها مثل تلك الحادثة، متّهماً الجيش الأميركي بانتهاك “مذكرة التفاهم بشأن منع الحوادث وضمان سلامة الطيران أثناء العمليات في سوريا”.

وكان قائد القوات الجوية المركزية الأميركية الجنرال أليكسوس غرينكويتش قد كشف عن ضغط متزايد يواجه القوات الأميركية جواً وبراً من قبل القوات الروسية قي سوريا، بعدما أصبحت أكثر شراسة هناك منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا.

وقال غرينكويتش إن “الجيش الأميركي يمتلك قوات على الأرض تحلق فوقها طائرات روسية مسلحة، والطيارون والملاحون الجويون على اتصال وثيق مع الروس كل يوم، ويعترضونهم ويرافقونهم ويتأكدون من بقاء قواتنا على الأرض آمنة في سوريا والعراق”.

وتعتمد القوات الأميركية على آلية منع التصادم أو ما يعرف بالخط الساخن مع القوات الروسية منذ تدخلها المباشر لصالح النظام السوري في معاركه العسكرية ضد الفصائل العسكرية المعارضة في 2015، والتي غيّرت من وجه خريطة السيطرة العسكرية على الجغرافيا السورية لمصلحة النظام.

لكن الآلية، لم تمنع منذ الاتفاق عليها رسمياً في تشرين الأول/أكتوبر 2015، وقوع الكثير من الاحتكاكات الخطيرة بعضها كان مقصوداً من قبل سلاح الجو الروسي، أُطلقت على إثرها التحذيرات لإمكانية حصول مواجهة مباشرة بين القوتين. ففي 2016، اقتربت طائرة حربية روسية إلى مسافة خطيرة من أخرى أميركية في شرق سوريا، حتى كادتا أن تصطدما بشكل مباشر.

كما اعترضت طائرات روسية انطلقت من قاعدة حميميم بريف اللاذقية، بشكل مقصود 3 طائرات أميركية كانت تحلّق في الأجواء الدولية فوق البحر المتوسط منتصف شباط/فبراير. حسبما ذكرت وزارة الدفاع الأميركية.

لكن الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 شباط/فبراير، زاد من تحذيرات التصادم بين القوتين بالتزامن مع زيادة استفزاز الطائرات الروسية التي حلّقت فوق قاعدة التنف في حزيران/يونيو، ونفّذت غارات جوية ضد فصيل “مغاوير الثورة” المتحالف والمدعوم من واشنطن داخل القاعدة. كما حلّقت طائرتان حربيتان روسيتان من طراز “سو-24” في موقع كانت الولايات المتحدة تشن فيه غارة شمال شرق سوريا للقبض على صانع قنابل تابع لتنظيم داعش. إلا أن الجيش الأميركي دفع بمقاتلتين “إف-16” لطرد المقاتلتين الروسيتين.

المصدر: المدن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى